دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وسام جواد: الإعلان الروسي عن إجراء انتخابات مبكرة في سوريا “خيار محتمل ” وليس “هدف” .. والمواقف الغربية تتسم بالانحياز الواضح

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لابد أن روسيا فاجأت البعض بعرضها الأخير والذي جاء على لسان نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، والمتضمن القيام بإجراء انتخابات مبكرة في سوريا في حال نجاح الحكومة والمعارضة في التنسيق والقيام بإصلاحات دستورية.

وأكد الدبلوماسي الروسي البارز أن هناك خططا لعقد اجتماع جديد بصيغة “أستانا” في عاصمة كازاخستان مدينة نور سلطان حتى نهاية يونيو / حزيران الجاري، لافتا إلى أن موسكو ستجري الأسبوع القادم اتصالات مع تركيا وإيران بهذا الصدد، معرباً في الوقت نفسه عن أمل موسكو بأن يتمكن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن من تنظيم اجتماع جديد للجنة الدستورية السورية في المستقبل القريب، مذكرا بأن الفكرة طرحت أصلا لعقد هذا الاجتماع قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا مؤخرا.

وخلال حديث خاص مع الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور وسام جواد، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” تساؤلات عدة حول الهدف الذي تسعى إليه روسيا من وراء التصريحات الأخيرة فيما يتعلق بإمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في وقت مبكر، وهل تعتبر التصريحات الروسية ضوء أخضر للبداية بمرحلة توافقية بين الحكومة والمعارضة.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الدكتور وسام جواد:

 

ماذا تهدف روسيا من وراء التصريحات الأخيرة حول إجراء انتخابات مبكرة في سوريا ؟

لم يكن ما أعلنه ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي حول اجراء انتخابات مبكرة في سوريا هدفا، بقدر ما هو “خيار مُحتمل”، وشتان ما بين الهدف والخيار. فالأول “الهدف” يفترض بذل الجهود اللازمة لبلوغ الغاية، بينما يترك الثاني ” الخيار” مجالاً واسعاً لانتقاء الأفضل والأمثل للحل. وقد قال السيد بوغدانوف إذا “وهي غير جازمة” توصلت الاطراف السورية المعنية إلى توافقات، فمن الممكن إجراء الانتخابات قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية المحددة بـ 7 سنوات.

هل تجاهل الأمم المتحدة والدول الغربية للانتخابات الرئاسية وعدم الاعتراف بها دفع روسيا لمثل هكذا تصريحات ؟

لم تتسم مواقف الأمم المتحدة والدول الغربية بالاعتدال منذ بداية الأزمة السورية، وغالبا ما تميزت بالانحياز الواضح، الذي تجلى بعدم اتخاذها القرارات المنددة بالإرهاب والدول الداعمة له، ولتبعيتها للولايات المتحدة. ولم يكن عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات بالأمر غير المتوقع، خصوصا بعد 10 سنوات عجاف من العدوان على سوريا أمريكياً وإسرائيلياً وتركيا وخليجياً.

ويتوهم من يعتبر ان التصريحات الأخيرة للسيد بوغدانوف، انعطافا، أو تغيرا في السياسة الروسية، لكونها تمثل في الواقع استمرارا للمواقف المبدئية، التي التزمت بها روسيا لحل الأزمة سلمياً وداخلياً، دون اي تدخل خارجي.

هل تعتبر التصريحات الروسية ضوء أخضر للبداية بمرحلة توافقية بين الحكومة والمعارضة ؟

سعت روسيا دائما إلى ايجاد التوافقات بين الحكومة السورية والمعارضة باستثناء التنظيمات المسلحة الارهابية وقد عُقدت في موسكو عدة لقاءات واجتماعات مع مختلف الاطراف المعنية بالأزمة من أجل إيجاد حل مقبول للجميع، لكن عَجَز بعض الاطراف عن الخروج من قيوده التي تكبله بها القوى الخارجية، عرقلت الوصول الى النتائج المرضية.

 ما هو المتوقع من الولايات المتحدة وتركيا وإيران بعد العرض الروسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ؟ 

من المؤكد ان الولايات المتحدة وتركيا لن تكونا راضيتين عن فوز الرئيس السوري بشار الأسد لأن فوزه سيعني الهزيمة المنكرة لكل الجهود، التي بذلتها أمريكا وتركيا ودول الخليج من أجل تنحيته.

هل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قد يساعد بالتوصل لحل للأزمة السورية ؟

نعم، وبلا أدنى شك، اذا ما سبق هذه الانتخابات المبكرة، منع الاطراف الخارجية من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، واذا ابدت القوى الوطنية ما يكفي من المرونة السياسية لحل الخلافات وازالة العقبات، وايجاد المشتركات، لوضع حد للمعاناة وبناء غد أفضل لسوريا العزيزة.

حوار: يعقوب سليمان