دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“رايتس ووتش” تنتقد إعادة السوريين من لبنان وتطالب بوقف “الترحيل القسري”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد آخر تقرير لها منذ أشهر تحدثت فيه عن تعرض اللاجئين السوريين إلى معاملة غير إنسانية وعمليات ترحيل قسرية من قبل السلطات اللبنانية، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً حول أوضاع السوريين في لبنان والإعادة القسرية التي تنتهجها السلطات اللبنانية بحقهم إلى سوريا، التي ليست آمنة بعد لاستقبال اللاجئين.

 

السوريون يعيشون الأمرين في “دول الشتات”

 

ويعيش السوريين في دول الجوار “الشتات” أوضاعاً إنسانية صعبة خاصة مع تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية بحقهم، وسط دعوات بترحيلهم إلى بلدهم، إضافة إلى انتهاج السلطات في هذه الدول لسياسة الترحيل دون الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن للاجئ السوري أن يتعرض له من اعتقال واضطهاد و الملاحقة القانونية، وبالتالي إمكانية تعرضه للخطر والموت.

وفي هذا الإطار أصدرت منظمة “هيومن رايس ووتش” تقريراً الخميس، سلطت الضوء فيه على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، في وقت تتصاعد فيه دعوات الترحيل والإعادة القسرية إلى بلدهم، خاصة مع جريمة اغتيال المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، الذي قال الجيش اللبناني أنه قتل خلال عملية خطف من قبل “عصابة سورية”.

 

“احتجاز السوريين تعسفياً وتعذيبهم وإعادتهم قسراً”

 

وقالت المنظمة في تقريرها، إن السُلطات اللبنانية احتجزت سوريين تعسفياً وعذبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بينهم نشطاء في المعارضة ومنشقون عن الجيش.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش وقوى الأمن اللبنانية على اعتقال السوريين من أماكن عملهم والشوارع ومنازلهم ووضعهم في مراكز احتجاز مؤقتة تمهيداً لإعادتهم قسراً إلى سوريا.

 

“المسؤولون اللبنانيون يمارسون التمييز بحق السوريين”

 

ويقول تقرير “رايس ووتش” الجديد، أن مخابرات الجيش اللبناني احتجزت لفترة وجيزة وعذّبت رجلاً سورياً، “زُعم مشاركته في مظاهرة تضامنية مع النساء في غزة”.

وحول عمليات الإعادة القسرية وما يشهده اللاجئون السوريون على يد السلطات اللبنانية، قال باحث لبناني في المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان، رمزي قيس، أن “المسؤولون اللبنانيون فرضوا لسنوات ممارسات تمييزية ضد السوريين المقيمين في البلاد كوسيلة لإجبارهم على العودة إلى سوريا، التي ما زالت غير آمنة”.

 

دعوات لبيروت بإيقاف “عمليات الترحيل القسرية”

 

ودعت المنظمة الدولية، الحكومات التي تقدم التمويل للجيش اللبناني والأمن العام بالضغط لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية وباقي الانتهاكات لحقوق السوريين.

وذكرت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” في تقريرها أنه في الـ9 من نيسان/أبريل الجاري، اُرسلت رسائل تتضمن نتائج أبحاثها وأسئلة إلى الجيش اللبناني ومديرية الأمن العام حول الموضوع، “لكنها لم تتلق أي رد”.

 

إجماع دولي “سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين”

 

وتتفق جميع الدول والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين، بأن سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين السوريين إليها، خاصة في ظل تصاعد في العمليات العسكرية مرة أخرى وخاصة في الشمال،  احتمال أن تشهد البلاد مزيداً من الحروب والعمليات العسكرية.

إضافة إلى حالة الفلتان الأمني والفوضى التي تعيشها البلاد، و عودة تصاعد نشاط الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي وشنه لهجمات دموية على مواقع عسكرية خاصة في البادية السورية والمناطق المأهولة القريبة منها.

ناهيك عن الأزمة الاقتصادية والمعيشية السيئة التي تعانيها البلاد و تدهور الليرة السورية المستمر أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، وهو ما أدى لارتفاع نسب الفقر ووصوله إلى أكثر من 90 بالمئة من السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر.

مع تداعيات حرب غزة على البلاد من حيث تصاعد الصراع ما بين إسرائيل و إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها و عمليات القصف المتبادلة بين الطرفين، مع تزايد هجمات إسرائيل على الأراضي السورية خلال العام الجاري.

 

“أزمة اقتصادية خانقة و 90 بالمئة من السوريين فقراء”

 

وصدرت تقارير عدة تؤكد على أن هناك أكثر من 14 مليون سوري يعيشون في البلاد بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة في ظل الأزمة الاقتصادية المعاشة، مع دعوات للدول التي لديها لاجئين سوريين بضرورة عدم إعادتهم قسراً نظراً لما قد تشكله عمليات الإعادة هذه خطورة على حياتهم، كما أن السوريين في تركيا يعانون نفس الأوضاع التي يعيشها أشقائهم في لبنان، من حيث عمليات الإعادة القسرية و الترحيل بعد إجبارهم على توقيع وثائق العودة الطوعية من قبل السلطات التركية، كما أن العراق أيضاً بدأ بدوره بإعادة السوريين إلى بلدهم، ووصلت دفعة أولى خلال الأيام الماضية إلى مناطق الإدارة الذاتية، التي خيرت بدورها الواصلين من البقاء في مناطقها أو ايصالهم إلى مناطقهم التي ينتمون إليها بأمان.

 

إعداد: علي إبراهيم