دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مرح البقاعي: سياسة واشنطن في سوريا لم تتضح.. ونعول على التفاهمات الأمريكية الروسية لتطبيق الحل السياسي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حتى بعد مرور أكثر من شهر على تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن لإدارة البيت الأبيض، لم يكتمل بعد الفريق الذي سيعمل على الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية، على الرغم من أن كافة التحليلات والتوقعات تصب في إطار المزيد من التدخل والتكثيف العسكري في سوريا مع استلام المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي بريت ماكغورك لملف الشرق الأوسط، والذي يعتبر من داعمي التواجد العسكري في سوريا.

ويشدد محللون سياسيون  على أن السياسة الأمريكية في سوريا لم تتضح بعد، لكن هناك استراتيجيات أمريكية في سوريا لا بد أن تطبق، مشيرين إلى أن أي حلول سياسية في سوريا لن تطبق إلا بتوافق أمريكي روسي.

ويدور الحديث حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستتدخل بشكل أكبر في الملف السوري لكسر الاستفراد الروسي التركي الإيراني به، وكيفية تعامل الإدارة الجديدة مع اللجنة الدستورية والقرارات الأممية الخاصة بتحقيق الانتقال السياسي، وما إذا كانت ستفرض المزيد من العقوبات على الحكومة السورية لإجبارها على الانخراط بالحلول السياسية وترك العسكرة.

شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، حاورت رئيسة الحزب الجمهوري السوري مرح البقاعي، وطرحت عليها تساؤلات عدة حيال السياسة الأمريكية المتوقعة بالملف السوري.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع رئيسة الحزب الجمهوري السوري مرح البقاعي:

 

– الكل ينتظر كيف ستكون سياسة إدارة الرئس جو بايدن حيال سوريا، أنتم كيف تنظرون للسياسة الأمريكية في سوريا ؟

حتى الآن لم يكتمل الفريق الذي سيعمل في مكتب سوريا في وزارة الخارجية الأمريكية، وهذا يعني أن الأمور لم تتضح قبل بضع أسابيع من الآن، كيف سيكون الاتجاه في مكتب سوريا في الخارجية الأمريكية، لكن طبعاً هناك استراتيجيات وسياسيات عامة سينفذها هذا المكتب، لنقل أن الرئيس بايدن وإدارته ومعه وزير الخارجية انتوني بلينكن كلهم عملوا مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، ونعرف أن الطريقة التي تعامل بها باراك أوباما مع الملف السوري كانت سيئة جداً، وهي أطالت الحقيقة أمد الحرب في سوريا.

– ماذا يعني تعيين بريت ماكغورك (داعم للتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة) و روبرت مالي (عربي الأصل) مسؤولان عن ملف الشرق الأوسط ؟

طبعاً التعيينات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المناصب العليا تتخذ معياراً ثابتاً وهو معيار الكفاءة والنزاهة السياسية، لا تنظر إلى الخلفيات القومية أو أصول الشخص أو انتماءاته الحزبية حتى، يعني إذا كان هناك شخص من الحزب الجمهوري وهو جيد يبقى في مكانه أو يتم استدعاؤه لشغل منصب جديد ولو كانت الإدارة ديمقراطية، ولا بد من شخصية ذات قدرة عالية دبلوماسية ومهنية لحمل أعباء ملف مثل الملف السوري.

– هل برأيكم سيكون هناك دعم أمريكي “للجنة الدستورية السورية”، والاستمرار بسياسة العقوبات على الحكومة في دمشق ؟

للأسف اللجنة الدستورية، وأنا عضوة فيها، تبدو يتيمة تماماً، حتى دعم الأمم المتحدة لم يعد بالزخم المطلوب، ولا نجد حتى بعد زيارة بيدرسون إلى دمشق أي بصيص ضوء ليتعاون النظام في سوريا للدفع بمسارات اللجنة الدستورية كأحد مسارات القرار 2254، وتحقيق الانتقال السياسي الكامل.

اللجنة الدستورية ليست وحدها المعول عليها في عملية الانتقال السياسي، هي بوابة من أبواب الانتقال السياسي وليست كل الانتقال السياسي، ونحن نعرف ذلك، لكن في أضعف الإيمان قمنا بالعمل عليها لأنها هي المجموعة الحيوية الوحيدة الآن، والتي تشتغل على الوثائق والأوراق اللازمة لكتابة الدستور السوري، وهي تعمل برعاية الأمم المتحدة ولو أن الزخم تراجع الآن، لكنها لازالت موجودة.

– هل من الممكن لأي اتفاق بين واشنطن وطهران بخصوص الملف النووي، أن يؤثر من الموقف حيال التواجد العسكري الإيراني في سوريا ؟

نعم الاتفاق النووي إذا كان عادلاً ولا يوجد فيه تنازلات يقدمها الغرب لإيران، وجاء ليقيد إيران في طموحها من أجل انتاج سلاح نووي للدمار الشامل والاستمرار في صناعة الصواريخ الباليستية وإرسالها إلى ميليشياتها الموجودة في كل منطقة. طبعاً إذا حدث اتفاق يستطيع أن يحد من هذا الجموح الإيراني ووافقت عليه الأطراف المعنية كلها، هذا سيساعد في حل الازمة السورية، لأن الأزمة السورية مرتبطة تماماً وبشكل عضوي بالتدخلات الإيرانية في سوريا العسكرية والسياسية، وسيساعد في حل الأزمة السورية، بمعنى أن النظام في سوريا سيفقد عاملين رئيسين من عوامل الدعم له: القتالي من الميليشيات الإيرانية، والسياسي من حكومة الولي الفقيه في طهران، وعندها يمكن الضغط الدولي بشكل مباشر على النظام من أجل تحقيق الانتقال السياسي.

– هل سيواجه بايدن الاستفراد الروسي والتركي بالملف السوري برأيكم، أم أن سياسة ترامب ستستمر بعدم التدخل ؟

بالنسبة للعلاقة بين موسكو وواشنطن بخصوص الملف السوري، أنا أرى دائماً منذ دخول روسيا بشكل مباشر عام 2015 وبجيشها إلى الأراضي السورية، هناك نوع من التوافقات غير المعلنة بين واشنطن وموسكو من أجل الإبقاء على عدم الاصطدام على الأقل بين الطرفين، وأنا أقول من المهم جداً أن يستمر هذا التوافق وأن يصل بالطرفين الروسي والأمريكي إلى تفاهمات واضحة من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة في سوريا، ولاسيما القرار 2254، والإسراع في عملية الانتقال السياسي، والأهم من ذلك هو منع حصول انتخابات رئاسية في الوضع الحالي . لا يمكن أن يتحمل العالم وقالها منذ يومين وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن يتحمل العالم أن يبقى نظام بشار الأسد في الحكم بعد كل ما حدث، نعول إذا على الضغط والتفاهمات التي ستحدث بين موسكو واشنطن من أجل الضغط على النظام للانطلاق في عملية الانتقال السياسي كاملة دونما نقصان.

حوار: ربى نجار