دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ما الذي ينتظر تركيا في أوكرانيا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سيناريوهات منتظرة وتحذيرات متكررة من التدخلات التركية في العديد من دول المنطقة والعالم فبدء من ليبيا مرورا في أذربيجان وإفريقيا وليس انتهاء على مايبدو بأوكرانيا من خلال حديث مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” أن تركيا تعمل على تجنيد مسلحين من فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لها بهدف إرسالهم إلى أوكرانيا.

وقالت المصادر أن وفداً عسكرياً أوكرانياً زار تركيا في الـ 3 من الشهر الماضي ليتم الاتفاق على إرسال المسلحين السوريين لأوكرانيا حيث يتراوح عددهم ما بين 3000 إلى 5000 مسلح وفق عقود لمدة 6 أشهر برواتب شهرية تبلغ 3 آلاف دولار ومقابل السماح لأنقرة بإنشاء قواعد عسكرية هناك.

تصعيد روسي

الأمر الذي لا يبدو جديداً أو غريباً على السياسة التركية القائمة على تحقيق مكاسب خارجية متنوعة في الكثير من بلدان العالم، ولكن هذه المرة تبدو الحسابات مختلفة نتيجة الموقع الجغرافي لأوكرانيا والذي تعتبر مجاورة لروسيا التي عمدت خلال الفترة الماضية إلى تعزيز وجودها العسكري على الحدود مع “كييف” حيث أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية رسلان خومتشاك، في وقت سابق أن موسكو تعزز وجودها العسكري بكثافة قرب الحدود الشرقية، مشيرا إلى وجود 28 كتيبة تابعة للقوات المسلحة الروسية على طول الحدود تضم نحو 32 ألفا و700 جندي.

وتشهد منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد، معارك متواصلة بين الجيش الأوكراني ومجموعات موالية لروسيا منذ العام 2014، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم في أعقاب انقلاب أطاح بالرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش المقرب من الكرملين.

إطلاق تحذيرات

ولم تنف روسيا هذه المرة الوجود العسكري كما كانت تفعل سابقاً بل أكدت عليه، واعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن تحركات القوات والمعدات العسكرية قرب الحدود تهدف إلى ضمان أمن روسيا، ولا تشكّل أي تهديد لأوكرانيا، في رسالة واضحة لكييف أولاً ولكافة الدول الداعمة لها وفي مقدمتها تركيا بحسب مايتحدث به متابعون للشأن الاوكراني.

ويرى مراقبون، أن أوكرانيا تولي أهمية كبيرة للتعاون مع تركيا وبخاصة فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية، إذ تعتبرها الشريك الأهم لها في هذا المجال، وتعول عليها في عملية انتقال كييف من نظام الجيش السوفيتي السابق، إلى معايير تتيح لها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو ماتعارضه روسيا بشكل قاطع عبر تحذير الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، يوم الجمعة الماضي، الدول الغربية وأمريكا من أية محاولة لإرسال جنود للمنطقة بعد تعهد الولايات المتحدة مساندة كييف في حال قيام موسكو بأي “اعتداء” عليها.

تقارب مقلق

ولا تخفي روسيا قلقها وامتعاضها من التقارب التركي- الأوكراني، منذ فترة ليست بالقريبة وبخاصة في المجال العسكري، حيث شددت وزارة الخارجية الروسية، في العام الماضي، على أن توريد الأسلحة يجب ألا يكون عاملاً يؤدي إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن “التعاون العسكري – التقني الثنائي، من حق الدول ذات السيادة لكن المشكلة تكمن في أن أوكرانيا تعاني من نزاع مسلح داخلي وهو وفي الواقع حرب أهلية، معتبرة أن الأزمة الداخلية في أوكرانيا لها بعد دولي.

كل هذه التداخلات الدولية بخصوص القضية الأوكرانية وبشكل خاص الموقف الروسي الذي يبدو جادا هذه المرة واستثنائيا منذ العام 2014، في منع هيمنة الدول الغربية على حدودها الشرقية ووقف التمدد التركي في أوكرانيا كما حدث سابقا في عدد من دول المنطقة  فهل سنشهد خلال الفترة الحالية او القريبة القادمة إنهاء “حلم تركي” قائم في هذا البلد السوفييتي ام نحن على أعتاب مقايضات وصفقات محتملة.

 

إعداد: يعقوب سليمان