دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مالك أبو الخير لأوغاريت: “النظام” يُراهن على توقف المظاهرات في السويداء.. والحل مع استمرار فساد الحكومة هو تطبيق “الإدارة الذاتية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة السورية في محافظة السويداء بعد أكثر من 3 أشهر على انطلاقتها بمشاركة واسعة شملت عشرات نقاط التظاهر في المدينة وريفها نادت بإسقاط النظام وتطبيق القرار الأممي 2254 إلى جانب رفع شعارات حملت معها رسائل موجهة إلى الحكومة والدول الفاعلة في الملف السوري.

وشهدت الأشهر الماضية من عمر الحراك الشعبي محاولات عدة لتشكيل تكتلات سياسية تهدف بالدرجة الأولى إلى تنظيم التظاهرات إلى جانب تلقي الشيخ حكمت الهجري زعيم الطائفة الدرزية في السويداء اتصالات عديدة من مسؤولين غربيين أكدوا فيها على مطالب المتظاهرين المشروعة.

وفي حوار خاص مع الأمين العام لحزب اللواء السوري المعارض، مالك أبو الخير طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من الأسئلة حول الحراك الشعبي في السويداء بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدايته، وهل الاحتجاجات والتظاهرات باتت أكثر تنظيماً سياسياً وتتجه نحو تحقيق مطالبها.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ مالك أبو الخير:

 

كيف تنظر إلى الحراك الشعبي المناهض للحكومة في محافظة السويداء بعد أكثر من 3 أشهر على انطلاقه؟

الحراك إلى اليوم مازال على مطالبه في قضيتين رئيسيتين هما إسقاط النظام وتطبيق القرار 2254 وفيما يتعلق بإسقاط النظام هو مطلب لغالبية السوريين كما يعتبر الهدف الأساسي الذي يجب أن يكون أهم نتائج الحراك الشعبي في السويداء أما بالنسبة للقرار الأممي 2254 فأعتقد أنه لن يغير في الواقع الحالي شيء في ظل الظروف الدولية والإقليمية بمعنى أن هذا القرار المطروح منذ سنوات عديدة من الصعب تطبيقه بالتالي نحن بحاجة إلى النظر لأهداف ورؤية جديدة نستطيع من خلالها إخراج الجنوب السوري كمرحلة أولى من واقع الاحتلالات المتعددة الموجودة فيه.

هل الاحتجاجات والتظاهرات في السويداء باتت أكثر تنظيماً سياسياً أم أن لديك رأياً آخر بهذا الخصوص؟

الحراك في السويداء أفرز مجموعة من الأفكار والرؤى السياسية وبعض التيارات أيضاً وهذا أمر صحي جداً حتى لو اختلفت هذه التيارات فذلك يعتبر خطوة أساسية لبناء عمل ديمقراطي سياسي قادم نستعيد من خلاله بناء رؤية سياسية ديمقراطية حرة.. بالنسبة إلي أنظر إلى الاحتجاجات والتظاهرات على أنها أنتجت حالة سياسية صحية جديدة تحتاج لها السويداء وهذا شي إيجابي.

هل استمرار خروج المظاهرات في السويداء بإمكانه لوحده تحقيق مطالب المحتجين فيما يتعلق بالخدمات والأوضاع المعيشية على الأقل؟

خروج المظاهرات لوحدها لا يحقق هذه المطالب.. اليوم نحنا بحاجة للنظر من زاوية جديدة وحزب اللواء السوري يعمل في هذا الإطار وهو طرح مفهوم الإدارة الذاتية أو اللامركزية الإدارية والعمل على تقديم الخدمات بعيداً عن فساد الدولة لأن المظاهرات لن تحقق هذا الشيء المظاهرات لن تستطيع أن تغير منظومة الفساد الكبيرة الموجودة في كامل الأراضي السورية، بالعكس نحن اليوم نرى بأن “النظام” رغم المظاهرات يزيد فساده، بالنسبة لنا كحزب اللواء السوري رأينا بأن الحل هو تطبيق الإدارة الذاتية ونحن ذهبنا بهذا الاتجاه من خلال إنتاج مؤسسات بديلة لمؤسسات الدولة وكانت أول مؤسسة هي مؤسسة المياه التابعة لحزب اللواء العاملة ضمن محافظة السويداء بالإضافة إلى مكتب العمل والبلديات.

هل تراهن الحكومة على إنهاء احتجاجات السويداء من تلقاء نفسها خلال الأشهر المقبلة خاصة مع التجاهل المستمر لمطالب المُتظاهرين؟

النظام السوري ليس لديه شيئاً يقدمه بالأساس للمتظاهرين حيث إنه ليس قادراً على محاربة الفساد أو العصابات الأمنية أو تجارة المخدرات بالتالي لا يستطيع تطبيق أي طلب من مطالب المحتجين كما أنه ليس بإمكانه استخدام العنف تجاه المتظاهرين في السويداء لكن بالنهاية ليس أمام “النظام” سوى عملية التجاهل إلى حين وصول المتظاهرين لمرحلة يشعرون فيها بالملل وعدم جدوى هذه المظاهرات لتحقيق نتائج فعلية على الأرض.. نعم “النظام” يراهن على توقف المظاهرات مقابل قدرة المحتجين على الاستمرار في التظاهرات لأطول فترة ممكنة.

برأيك، إلى أين يتجه الحراك الشعبي في السويداء؟

الحراك الشعبي في السويداء قدم حالة مدنية وسلمية رائعة جداً وهذه رسالة مهمة حيث نأمل أن يبقى الحراك بإطاره السلمي المدني الحضاري كونه هو الوحيد القادر على تحقيق النتائج وإن كان على المدى الطويل وليس القصير.. نتمنى أن يبقى الحراك سلمياً مدنياً وأن يبقى يقدم هذه الصورة الرائعة الحضارية التي نفتخر بها.

 

حاوره: يعقوب سليمان