دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ليبيا تضغط على تركيا لسحب “المرتزقة”.. والمسؤولون الأتراك يهرعون لطرابلس “لبقاء” القوات العسكرية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم يعد يخفى على أحد الدور البارز الذي لعبته تركيا في ليبيا، من خلال دعم حكومة الوفاق السابقة من حيث الجنود والمسلحين من جنسيات مختلفة وخاصة السورية.. هذا الدور الذي بات يقلق الدول المجاورة لليبيا إضافة للدول الغربية، حيث بدأت الأصوات تتعالى بشكل جلي لكف أنقرة بالتدخل بشؤون الدولة التي تعاني من الحروب منذ أكثر من 10 سنوات.

مطالبات أممية عدة ومن قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لتركيا، دعت أنقرة لسحب جنودها والمسلحين السوريين ضمن “الجيش الوطني” الموالي لها من ليبيا، وذلك لفتح المجال أمام الليبيين لرسم ملامح مستقبل بلادهم السياسي وإنهاء الصراع، وعدم فتح المجال أمام التنظيمات المتطرفة كداعش وغيره للنشاط في هذه الرقعة الجغرافية الهامة من القارة الأفريقية.

طرابلس توبخ أنقرة و تطالب بخروج “المرتزقة”

وفي أحدث هذه المطالب، ما دعت إليه وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، حيث طالبت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الذي يزور ليبيا على رأس وفد رفيع المستوى من بينهم وزير الدفاع خلوصي أكار و رئيس هيئة الأركان والاستخبارات و غيرهم، بسحب أنقرة “للمرتزقة” من ليبيا.

وفي حديث اعتبره محللون سياسيون، أنه “توبيخاً” لتركيا، قالت المنقوش في كلام موجه لتشاويش أوغلو، نطالبكم بسحب أكثر من 20 ألف مقاتل ومرتزق أجنبي من ليبيا.. “ندعو تركيا إلى اتخاذ خطوات لتنفيذ جميع بنود قرارات مجلس الأمن والتعاون معا لطرد جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.

الوزير التركي لم يسكت عن حديث نظيرته الليبية، حيث قال، إن “القوات التركية كانت في ليبيا كجزء من اتفاق تدريب تم التوصل إليه مع إدارة سابقة في ليبيا”، وأضاف، “هناك من يساوي وجودنا القانوني مع مجموعات المرتزقة الأجنبية التي تقاتل في هذا البلد من أجل المال”.

ما مصير الاتفاقات السابقة بين أنقرة وطرابلس ؟

وتساءل محللون وأوساط متابعة عن “مصير” الاتفاقات السابقة التي أبرمتها تركيا وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، والتي لاقت رفضاً محلياً ودولياً واعتبره الليبيون “غزواً تركياً جديداً”.

فيما ربط متابعون زيارة الوفد التركي بشكل مفاجئ لطرابلس، “بتنامي الدعوات المحلية والإقليمية بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”، خصوصاً أنها تأتي قبيل محادثات مصرية – تركية وشيكة في القاهرة الأسبوع القادم.

وأكدت تقارير إعلامية تركية، أن الحفاظ على اتفاقية ترسيم الحدود الليبية التي وقعتها أنقرة مع السراج قبل عامين، أحد أبرز التحديات التي تواجهها في ليبيا، خصوصاً وأن هناك دول ترفض هذه الاتفاقية وعلى رأسها اليونان.

تركيا قد تسحب “المرتزقة” لإرضاء مصر

وأشارت التقارير التركية إلى أن أنقرة قد تقوم بسحب “المرتزقة السوريين” لإرضاء مصر، التي يبدو أنها تقف وراء التصريحات الليبية الرسمية الأخيرة، ولفتت التقارير إلى أن الوفد الرسمي الذي ضم 15 شخصية من الصف الأول التركي، سافر بدفع من الرئيس رجب طيب أردوغان للإبقاء على القوات التركية وقواعدها في ليبيا، حيث أن أنقرة كانت تخطط لاستثمار المليارات من الدولارات في ليبيا، لكن مغادرة حكومة السراج باتت أحلام أنقرة على المحك.

وتحاول حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة الدبيبة، إقناع الأتراك بضرورة سحب “المرتزقة السوريين”، وهو ما سبق أن أكدته نجلاء المنقوش، على أمل أن تقوم السلطات في المنطقة الشرقية بخطوة مشابهة تنتهي بخروج مرتزقة فاغنر الروس من قواعد شرق البلاد وجنوبها.

وخلال العامين الماضيين، أرسلت تركيا أكثر من 18 ألف مقاتل من السوريين الموالين لها وجنسيات أجنبية أخرى، للقتال ضد الجيش الليبي، كذلك الروس دفعوا بما مجموعه 8 آلاف من المسلحين السوريين و “مرتزقة فاغنر” إلى روسيا لمساندة الجيش ضد قوات الوفاق وتركيا مسلحي “الوطني السوري”، ما دفع بدول الجوار بإطلاق تحذيرات بتحول ليبيا لبؤرة صراع و انتشار المجموعات الإرهابية والمتطرفة.

إعداد: علي إبراهيم