دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد اغتيال المنسق في حزب “القوات اللبنانية”.. أطراف تعمل على استغلال الجريمة للتصعيد ضد السوريين في لبنان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع ما يعيشه اللاجئون السوريون في لبنان من أوضاع صعبة ومعاملة فيها عنصرية وكراهية من قبل بعض الأطراف، تلقي حادثة مقتل المسؤول في “حزب القوات اللبنانية” باسكال سليمان على يد مجموعة خاطفة يقال إنها اختطفته وفرت به إلى سوريا، بظلالها على السوريين المتواجدين في لبنان، في ظل ما تعيشه المناطق اللبنانية من أجواء متوترة وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى العنف، في مشهد يعيد للأذهان ما حدث عقب اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.

“سليمان” معروف بمناهضته لحزب “الله اللبناني”

والمسؤول في حزب القوات اللبنانية معروف أيضاً بمناهضته “لحزب الله” اللبناني أيضاً، فيما اعتبر الحزب الذي ينتمي إليه “سليمان” عملية مقتله “اغتيال سياسي حتى يتم إثبات العكس”، فيما دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي جميع  الأطراف إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف.

وأعلن الجيش اللبناني، ليل الاثنين، أن منسق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل شمال لبنان باسكال سليمان، المخطوف منذ الأحد، قُتِل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.

“توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف”

وقالت قيادة الجيش في بيان: “تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قتل من قبل خاطفيه”، وأشارت إلى أن قيادة الجيش “تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزي”.

وكان التحرك السريع للجيش اللبناني، بحثاً عن قيادي المخطوف سليمان، طوق توتراً سياسياً وشعبياً تصاعد في منطقة جبيل في شمال محافظة جبل لبنان وانتهى بإقفال المدينة وأوتوستراد بيروت – الشمال، احتجاجاً على اختطافه.

“الخاطفين انطلقوا باتجاه الحدود السورية”

عملية اختطاف المنسق في حزب “القوات اللبنانية” حدثت خلال عودته إلى منزله بمفرده بعد ظهر الأحد، وانتشرت مقاطع صوتية لرجل قال إنه كان يتحدث في تلك اللحظة مع سليمان حينما سمع صوته يخاطب مسلحاً اعترضه، ويطلب منه “عدم قتله وأنه أب لأطفال”. وأشار المتحدث في المقطع الصوتي إلى أن سليمان اختًطف ويجب بدء البحث عنه.

وتحدثت معلومات عن أن الخاطفين بدّلوا السيارة في شمال لبنان، وانطلقوا باتجاه الحدود السورية، حيث يُعتقد أن الخاطفين فروا إليها.

وأثارت الحادثة غضباً واسعاً، حيث تجمع مناصرو “القوات اللبنانية” في مركز للحزب في منطقة جبيل، وهدّدوا بالتصعيد وإغلاق الطرقات في حال عدم الإفراج عنه، وشارك رئيس الحزب سمير جعجع المناصرين في وقفتهم، وأعطى تعليماته لتهدئة الأمور، في وقت انضم ممثلون لـ”حزب الكتائب اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” إلى المحتجين؛ تضامناً مع عائلته وحزبه.

“دعوات لبنانية رسمية لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات”

وبعد الكشف عن نبأ مقتله، دعا رئيس الحكومة اللبنانية إلى ضبط النفس، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت فور انتشار نبأ اختطاف المنسق بالتحركات والاستقصاء حتى الوصول لمرتكبي الجريمة، وتابع، “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.

وفي وقت الحديث عن “فرضية اختطاف سليمان والفرار به إلى سوريا” قالت نقلت تقارير إعلامية عن مصادر وصفتها “بالمطلعة”، بأن “الأجهزة الأمنية تحدثت عن إمكانية وجود المنسق في المنطقة الحدودية بين بلدة القصر اللبنانية وريف القصير السورية”، التي تخضع لسيطرة “حزب الله” اللبناني، وأشارت المصادر إلى وجود “تنسيق مع المخابرات السورية من أجل تحريره”، ولفتت إلى أن المعلومات الأولية “ترجح إلى أن الخاطفين يعملون لصالح عصابة حرصت على خطف سليمان وأعطت المعلومات التي سهلت عملية اختطافه التي قد تكون دوافعها مالية”.

أطراف تحاول استغلال الجريمة للتصعيد ضد السوريين.. واعتداءات في كسروان

ويبدو أن هناك من يعمل على استغلال هذه الحادثة لتصعيد الأجواء ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وإمكانية تحميل سوريا مسؤولية مقتل المنسق في “حزب القوات اللبنانية”، خاصة مع تدول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للبنانيين يتجمعون حول سيارات عليها أرقام سورية، إضافة إلى يشار تداول بعض الفيديوهات لاعتداءات طالت مواطنين سوريين في كسروان.

يأتي ذلك في وقت تصعد بعض الأطراف من خطابها الموجه ضد اللاجئين السوريين في لبنان وضرورة ترحيلهم إلى بلدهم، فيما تم ترحيل بشكل فعلي العشرات من السوريين إلى سوريا بشكل قسري من قبل السلطات اللبنانية خلال الأشهر الماضية، وذكر تقرير لمنظمة “هيومن رايس ووتش” بأن السوريين المرحلين تمت معاملتهم معاملة سيئة بعد اعتقالهم من قبل السلطات اللبنانية في الشوارع وأماكن عملهم وحتى منازلهم، وطالبت المنظمة حينها من بيروت عدم ترحيل السوريين بشكل قسري إلى بلادهم التي ليست آمنة بعد، وإمكانية أن يتعرض المرحلون قسراً للاعتقال من قبل السلطات السورية وهو ما يشكل خطراً على حياتهم.

إعداد: علي إبراهيم