دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الرئيس التركي ينفي وجود مفاوضات سياسية مع دمشق ويلمح لتعاونها في العملية العسكرية ضد قسد بالشمال

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن أوصى مسؤولي حكومته بعدم التعليق على ملف التقارب مع الحكومة السورية، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هذا الملف بعد فترة من “الصمت التركي” والاجتماعات التي انعقدت بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ونظيره السوري علي مملوك، وأقر أن هناك مفاوضات من الناحية الاستخباراتية.

وعلى مدار سنوات الأزمة السورية لم تخفي أنقرة ودمشق استمرار علاقاتهما في الإطار الأمني والاستخباراتي، وذلك في وقت كانت العلاقات السياسية والدبلوماسية مقطوعة، بسبب الدعم اللامحدود للمعارضة السورية (السياسية والعسكرية) من قبل تركيا لإسقاط نظام الحكم في البلاد، وفشلها في تحقيق ذلك بعد التدخل العسكري الإيراني والروسي لجانب الحكومة، وما تلاها من تسليم للمناطق لدمشق تباعاً عبر مسار آستانا.

أردوغان: التفاوض مع دمشق استخباراتي فقط

وحول تقدم العلاقات والمفاوضات مع الحكومة السورية، قال الرئيس التركي، أردوغان، إن المفاوضات مع دمشق مقتصرة على جهاز الاستخبارات التركية، وأنه بناءً على نتائج جهاز الاستخبارات سيتم تحديد “خارطة الطريق”، موضحاً “استخباراتنا تجري مفاوضات هناك “في دمشق”، ونحن نحدد خارطة طريقنا بناءً على نتائج جهاز الاستخبارات”.

وحول العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، والتي لم تحصل نتيجة الرفض الدولي لها، وما إذا كانت هذه العملية مطروحة على جدول الأعمال والمحادثات مع دمشق، قال الرئيس التركي، بأن “هناك نتائج ناجحة لهذه العملية. في الواقع، نحن لا نقضي فقط على التهديدات التي تستهدف أمننا القومي في محاربتنا للإرهاب في المنطقة، بل نضمن أيضاً سلام المنطقة بالكامل”. حسب تعبيره.

وأضاف الرئيس التركي “إن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، لذا يجب أن يكون لدى الطرف الآخر أيضاً نهج إيجابي تجاه ذلك حتى نتمكن من الحصول على نتائج جيدة”.

من لم يلتزم باتفاقية وقف إطلاق النار في 2019 ؟

وطالب الرئيس التركي كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية بتنفيذ الاتفاقيات التي أبرمتها الدولتان مع تركيا في عام 2019 بخصوص إبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن حدود بلاده الجنوبية مع سوريا.

وسبق أن أكدت كل من وزارة الدفاع الروسية والأمريكية أن قوات سوريا الديمقراطية أنجزت ما طلب منها من خلال “اتفاق وقف إطلاق النار في 2019” والتي أوقفت بموجبها العملية العسكرية المسماة “نبع السلام” وأبعدت قواتها عن الحدود مسافة 30 كيلومتر.

بدورها تتهم قسد، تركيا، بعدم الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار في 2019، وذلك من خلال استمرار الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية، التي صعدت بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية.

أردوغان يعمل بنصيحة بوتين بعودة العلاقات مع الأسد

وعند عودته من اجتماع القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، قال رجب طيب أردوغان أن بوتين نصحه بإعادة العلاقات مع بشار الاسد في حال كان يريد حل مسألة الشمال السوري، ومنذ ذاك التصريح والموقف التركي تبدل من الحكومة السورية، وخرج وزير الخارجية التركي بأول تصريح له حول عودة العلاقات مع دمشق وضرورة أن تحتوي الحكومة المعارضة ما أدى لموجة غضب كبيرة في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال.

دمشق لوحدها تشترط بعودة العلاقات

ورغم أن تركيا تقول أنها لن تضع أي شروط مسبقة للحوار مع دمشق، إلا أن الأخيرة تطالب أنقرة ببعض النقاط كشرط لعودة تطبيع العلاقات، ومنها “وقف الهجمات على الشمال وتسليم إدلب والمعابر والانسحاب الكامل من الأراضي السورية”، وفي آخر تصريحات لوزير الخارجية السوري حول عودة العلاقات مع تركيا، أبدى فيصل المقداد استعداد دمشق لعودة العلاقات ولكن ليس على حساب الأرض والدماء السورية، وأكد أنه لا مفاوضات سياسية مع أنقرة.

واعتبر المقداد أن مطالب دمشق بحد ذاتها لا تعتبر مطالب بل هي أساسيات للتطبيع، . لافتاً إلى أن ما تقوم به الحكومة التركية الآن في شمال سورية هو إنشاء مستوطنات لإحلال سكان مكان السكان الأصليين وهذا الأمر غير مقبول في شرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي بل هو جريمة حرب يعاقب عليها القانون.

أردوغان مجبور على التطبيع مع الأسد

وتشدد أوساط سياسية أنه لولا الرفض الدولي للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، التي كانت تسعى أنقرة من خلالها توسيع رقعة سيطرتها وإنشاء ما تسميها “منطقة آمنة” لإعادة اللاجئين السوريين إليها، لما كانت لتعيد تطبيع العلاقات مع دمشق، خاصة وأن روسيا ودمشق وإيران يمكنهم مساندة حكومة العدالة والتنمية في حل ملف الشمال السوري واللاجئين والمعارضة.

وترى حكومة العدالة والتنمية أنه في حل هذه القضايا يمكن أن تستعيد بعضاً من شعبيتها التي انهارت في السنوات السابقة نتيجة التدخلات العسكرية في سوريا والعراق وليبيا والأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، خاصة أنها تواجه معارضة شرسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/يونيو القادم.

إعداد: ربى نجار