أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع مناداة الأمم المتحدة لأطراف النزاع السوري بوقف العمليات العسكرية وضبط النفس، لإفساح المجال أمام التصدي لوباء كورونا في سوريا، كشفت تقارير إعلامية بأن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي لدمشق والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، كانت بهدف مناقشة عملية عسكرية مشتركة في إدلب، ورسم حدود جديدة للاشتباك في سوريا.
وبحسب مصادر سياسية روسية، فإن زيارة سيرغي شويغو إلى دمشق ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد، كان للاتفاق على عملية عسكرية مشتركة في إدلب، ووضع حدود اشتباك جديدة، بعد اختراق تركيا للحدود القديمة بعمليتها العسكرية في شمال وشرق سوريا المسماة “نبع السلام”.
تعديل اتفاق أضنة.. وعمل عسكري مشترك
وبحسب تلك المصادر، فإن الزيارة المفاجئة وغير المعلن عنها، عقد خلالها الوزير الروسي لقاءاً مطولاً مع الأسد بوجود اللواء علي مملوك (مدير مكتب الأمن الوطني) ووزير الدفاع السوري علي أيوب، وتم خلال الاجتماع مناقشة قيام تركيا باستخدام الطيران وقصف مواقع للقوات الحكومية السورية، إضافة إلى تدمير بنى تحتية في مناطق سورية عدة.
وتطرق الاجتماع أيضاً، إلى “اتفاقية أضنة 1998″، وإضفاء تعديلات عليها، حيث ستقوم بزيادة المسافة التي تتدخل فيها القوات التركية عسكرياً بزعم “محاربة الإرهاب” في الداخل السوري إلى 30 كيلومتراً، في حين كانت 5 كيلومترات سابقاً.
وكشفت المصادر الروسية أيضاً، أن المجتمعون ناقشوا احتمال القيام بعمل عسكري مشترك “سوري – روسي – تركي” لإبعاد فصائل المعارضة الرافضة لاتفاق موسكو في الـ5 من الشهر الجاري، والذي نص على إنشاء ممر آمن على الطريق السريع إم-4، وفشلت روسيا وتركيا على استكمال تسيير دورياتها عليه بسبب التهديدات الأمنية.
وتابعت المصادر أن حينها سيتبين المصداقية التركية، حيال محاسبتها للفصائل التي ترفض الاتفاق كما وعدت، كما أنهم سيتأكدون إذا ما كانت تلك الفصائل تقوم بعرقلة سير الدوريات من تلقاء نفسها أو بأوامر تركية مباشرة.
يشار إلى أن وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، الاثنين، أن الجانب التركي تعهد بمحاربة “التنظيمات الإرهابية” في إدلب الرافضة لاتفاق موسكو الأخير، وذلك بعد فشل الدورية الثانية بمواصلة طريقها على M-4، بسبب التهديدات الأمنية.
التواجد العسكري الضخم في إدلب
وفي سياق متصل كشف مصدر معارض عن السبب وراء التعزيزات العسكرية التركية الضخمة والمتواصلة المستقدمة لمناطق “خفض التصعيد”، حيث قال المصدر: “أن السبب في ذلك يعود لوضع تركيا كل الاحتمالات ومنها العسكرية على الطاولة”، مشيراً إلى أن” الأتراك سيحشدون قوة عسكرية لا يستهان بها في إدلب، لفرض تواجدها في المحافظة كأمر واقع، لا يسع لروسيا رفضه، خصوصاً بعد تزايد المؤشرات حول انهيار وقف إطلاق النار في المحافظة”.
وبحسب تلك المصادر، فإن تركيا تعلم جيداً أن وقف إطلاق النار في إدلب هو حالة “مؤقتة”، وروسيا والحكومة السورية تهدفان إلى مواصلة عملياتهم العسكرية بالقريب العاجل، ولذلك فإنهم يقومون باستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة لمحاور التماس في إدلب.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات الاستطلاع الروسية لم تفارق الأجواء في إدلب خلال الأيام السابقة “لتحديد الأهداف التي أقامتها وعززتها الفصائل بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ لاستهدافها بعد استئناف المعارك”.
وحول ضخامة التعزيزات العسكرية التركية أوضح المصدر المعارض، “أن هذه التعزيزات لكي لاتكون القوات التركية في حالة دفاع فقط، كما حصل في المرة الأولى، بل لتكون نقاطها في إدلب قادرة على الهجوم أيضاً، وصد أي هجوم تقوم به قوات النظام مستقبلاً”.
وبحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القوات التركية أدخلت منذ الأول من شباط/فبراير الفائت ما يزيد عن 4980 آلية وشاحنة على متنها تعزيزات عسكرية نوعية ولوجستية، إضافة إلى انتشار مايقارب الـ10 آلالاف جندي تركي.
إعداد: ربى نجار