أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتصاعد التوترات بشكل خطير بين تركيا واليونان على خلفية، استمرار أنقرة بعمليات التنقيب عن الغاز والنفط شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي تعتبرها أثينا أنها “غير شرعية”، وسط تحذيرات من احتمال وقوع مواجهات عسكرية بين الدولتين الجارتين.
تحشيد عسكري.. وأنقرة تهدد إما الحرب أو الحوار
تركيا التي يبدو أنها تستعد لكل الاحتمالات العسكرية وغيرها، لن تتراجع عن عمليات التنقيب شرق المتوسط، حتى لو كلفها ذلك الدخول في حرب مع اليونان وقبرص وفرنسا وغيرهم من الدول الأوروبية. حيث وفي خطوة وصفت “بالخطيرة”، سحبت القوات التركية صباح يوم السبت، أكثر من 40 دبابة من الحدود السورية، وتم نقلها من قضاء ريحانلي، إلى ميناء مدينة إسكندرون ليتم نقلها إلى أدرنة عبر قطار لشحن البضائع على الحدود اليونانية التركية.
محللين سياسيين أشاروا إلى أن أنقرة مستعدة لدخول حرب مع اليونان، في حال أي إعاقة منها لعمليات التنقيب، لكن أطراف أخرى شددت على أن التعزيزات العسكرية التركية على الحدود اليونانية هي مجرد “تصعيد إعلامي” لإجبار اليونان والدول الأوروبية الأخرى التسليم بالأمر الواقع، والجلوس على طاولة الحوار.
التحشيد العسكري قابله تصعيد سياسي من رأس الهرم التركي، حيث هدد الرئيس رجب طيب أردوغان، اليونان بشكل مباشر، “بإجراءات مؤلمة” وسيناريوهات ونتائج لا يحمد عقباها أو الحوار، وذلك بما يوحي إلى الاستمرار في التصعيد إلى الآخر.
وأكد أردوغان أن بلاده تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها، وأن دول الاتحاد الأوروبي ستدرك ذلك.
رسالة مباشرة لأوروبا.. مناورات عسكرية بالذخيرة الحية
تصريحات أردوغان تزامنت مع إعلان وزارة دفاع حكومته، أن قواتها ستجري تدريبات عسكرية قبالة قبرص ابتداء من الأحد، حيث ستنطلق “عاصفة البحر المتوسط” التي ستقوم بها تركيا بالاشتراك مع قبرص (الخاضعة لسيطرتها) وستستمر حتى يوم الخميس القادم. في رسالة تصعيدية جديدة إلى الاتحاد الأوروبي تشير إلى عدم نفع أي إجراء يتم اتخاذه ضدها.
وكشفت وزارة الدفاع التركية عن أن التدريبات بين القوات التركية والقبرصية، ستشارك فيها القوات الجوية والبحرية والبرية، الذي يشمل عمليات محاكاة لهجوم جوي وعمليات بحث وإنقاذ أثناء القتال.
أنقرة تستغل ضعف الموقف الأوروبي
ويؤكد محللون على أن الموقف الأوروبي لا يصل إطلاقاً إلى قوة التصعيد التركي، حيث أن أنقرة ترى في رخاوة الموقف الأوروبي حيال أنشطتها في البحر المتوسط، فرصة لتحقيق أهدافها، كون أوروبا لا تقف بجدية في وجه أردوغان وأهدافه شرق المتوسط، مشيرين إلى أن اليونان تدرك جيداً أنها لا تستطيع الدخول في حرب خاسرة مع تركيا، كون قوة تركيا العسكرية تضاهي القوى العسكرية اليونانية وعلى كافة الأصعدة.
تنديد قبرصي.. واليونان تلجأ للأمم المتحدة
بدوره ندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بـ”عدوانية” تركيا، داعياً إلى إجراء محادثات لحلّ خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب، وحذر في الوقت نفسه من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وقال أناستاسيادس إن جزيرته المجزأة تواجه “وضعاً خطيراً للغاية”، ودان أنقرة لما اعتبره “استفزازات” و”انتهاكات للقانون الدولي” تخرق “المنطقة الاقتصادية الحصرية” لقبرص.
وفي السياق تعتزم اليونان اللجوء إلى الأمم المتحدة، للدخول بينها وبين تركيا كحكم، لإخضاع أنقرة للقوانين الدولية، حيث يتوجه وزير الخارجية اليوناني إلى نيويورك لإجراء محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وستركز المحادثات على “القضايا التي تتعلق بالمصالح الدولية والإقليمية، وشرق المتوسط”.
ويبدو أن تركيا، بحسب محللين، ستواصل عمليات التنقيب وستستخرج النفط والغاز، لطالما أن الموقف الأوروبي والأممي بهذا الضعف، ولن تتمكن اليونان وقبرص من حماية حقوقهما البحرية في جرفهما القاري، التي تقول أنقرة أنها ملك لها.
إعداد: ربى نجار