دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا قد تتحرك عسكرياً في إدلب بعد اقتراب القوات الحكومية من “سراقب”، وروسيا تلقي باللوم على المعارضة في الحملة العسكرية على إدلب وحلب

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بالتزامن مع اقتراب القوات الحكومية من بلدة سراقب الاستراتيجية، والتي باتت الآن على بعد كيلومترين أثنين من اقتحام البلدة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أدروغان بشن عملية عسكرية في سوريا، إذا لم تتوقف الحملة العسكرية للقوات الحكومية بدعم من روسيا على المحافظة.

أهمية سراقب تدفع بأردوغان للتهديد بالتحرك عسكرياً

وتعتبر بلدة سراقب منطقة استراتيجية كونها على الطريق الدولي M-5 (دمشق – حلب) الدولي، وهذا الطريق يمر من منتصف البلدة فعلياً، وبسيطرة القوات الحكومية عليها فإن الجهة الشرقية لإدلب تصبح مكشوفة ويكون مركز مدينة إدلب بعيداً عن الأخيرة 15 كيلومتراً فقط من الجهة الشرقية، إضافة إلى فتح المجال أمام القوات الحكومية للتوجه صوب مدينة أريحا.

وقال أردوغان مهدداً، في خطاب أمام مسؤولي حزبه في أنقرة، “إن هناك انتهاكاً للاتفاق مع الجانب الروسي في إدلب السورية، ولن نقف متفرجين على ممارسات النظام السوري وقصف المدنيين على حدودنا مع سوريا”، وذكر “بأن اتفاقية أضنة تمنحنا الحق في الدفاع عن حدودنا مع شمال سوريا”.

روسيا ترد على التهديدات التركية

التهديدات التركية لم تبقى بلا رد، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن بلاده “تفي بكامل التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الخاص بإدلب”، وقال أن استمرار الهجمات بهذه المنطقة تشكل “مصدر قلق عميق لموسكو”، وأوضح “لا نوافق على ذلك (تصريحات أردوغان)، روسيا تنفذ التزاماتها بالكامل بموجب اتفاقات سوتشي فيما يتعلق بمنطقة إدلب”.

نقطة مراقبة تركية بالقرب من سراقب

وفي خطوة اعتبرتها أوساط سياسية بأنها لمنع تقدم القوات الحكومية والسيطرة على بلدة سراقب جنوب شرق إدلب، أفادت مصادر إعلامية بأن القوات التركية قامت بإنشاء نقطة مراقبة جديدة على الطريق الدولي M-5، العابر لبلدة سراقب، وذلك منعاً على مايبدو لأي تقدم من قبل القوات الحكومية في البلدة وإخراجها من سيطرة المعارضة.

وفي السياق كشف قيادي في “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا عن وجود ما وصفها “بضغوطات كبيرة” على تركيا في ما يتعلق بملف محافظة إدلب، ونقلت وسائل إعلامية مقربة من المعارضة عن رئيس المكتب السياسي لفرقة المعتصم (أحد الفصائل في الجيش الوطني السوري)، مصطفى سيجري، “أن هناك محاولات للضغط على تركيا لدفعها للتخلي عن واجباتها تجاه الشعب السوري”، مشيراً بحسب “موقع مدى بوست” المعارض، إلى أنهم يعيشون مرحلة صعبة ومعقدة نتيجة تداخلات المصالح الخارجية وصراعات القوى المتنفذة وأهداف “الاحتلال الروسي والإيراني” وغياب الدور الأمريكي والعربي.

روسيا تبتز تركيا

وأكد أن هناك محاولة روسية من أجل “ابتزاز تركيا في سوريا”، وذكر سيجري بحسب “مدى بوست”، أن روسيا قامت بربط ملف محافظة إدلب السورية بالملف الليبي، من أجل الدخول للعاصمة الليبية طرابلس، واستخدام إدلب كورقة ضغط، معبراً عن غضبه من الاتفاق الذي جرى بين أردوغان والسراج والذي يتيح للأخير الحصول على دعم عسكري  من أنقرة.

وتهدف روسيا حسب سيجري لتحقيق شروط تفاوضية أفضل في ليبيا، كما فعل في شرق الفرات، وعليه “خسرنا بعض المناطق”.

مايجري في شمال غرب سوريا متفق عليه

وسبق أن قال مصدر من المعارضة لشبكة أوغاريت بوست، “أن كل ما يجري في إدلب وحلب، هو نتيجة اتفاقيات بين روسيا وتركيا”، وأشار إلى أن “تركيا تراقب كيف يقوم النظام  بالسيطرة على منطقة تلو الأخرى ولا تحرك ساكناً”، متسائلاً، “ما فائدة النقاط التركية في إدلب إذا لم تقوم بدوها للحفاظ على وقف إطلاق النار وقف النظام وروسيا عند حدهما”.

وتواصل القوات الحكومية بدعم من روسيا  التقدم في ريفي إدلب وحلب، وسط اشتباكات عنيفة على محاور عدة، وسيطرة القوات الحكومية على أكثر من 20 بلدة وقرية منذ الجمعة الماضية. وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إعداد: ربى نجار