أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بينما تدل المؤشرات على قرب شن عمل عسكري جديد على إدلب ومناطق أخرى في “خفض التصعيد”، تستمر تركيا إرسال المقاتلين السوريين الموالين لها وغيرهم للقتال في ليبيا “كمرتزقة”.
وصعدت القوات الحكومية والروسية من هجماتها على مناطق “خفض التصعيد”، بعد الاستهداف الذي طال مدرعات روسية على الطريق الدولي M-4، وسط توقعات أن يكون يوم الأحد القادم 19 من الشهر الجاري موعداً، لإعلان استئناف المعارك.
2500 داعشي إلى ليبيا بأوامر تركية
وبعيداً عن ذلك كله، لا تأبه تركيا لكل التقارير والتعزيزات والتجهيزات العسكرية للقوات الحكومية والروسية على خطوط التماس في إدلب، حيث تواصل إرسال دفعات جديدة من الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا.
ليس هؤلاء فحسب، بل أن الاستخبارات التركية دفعت بأكثر من 2500 عنصر من تنظيم داعش الإرهابي من الجنسية التونسية للقتال في ليبيا لصالح حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي، وذلك بالتزامن مع استمرار التحشيد العسكري في محيط مدينتي الجفرة وسرت النفطيتين، وسط معلومات تشير لجلب أكثر من “10 آلاف مرتزق” لزجهم في معركة سرت والجفرة.
وفي السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه بأوامر من أنقرة قامت الاستخبارات التركية بنقل مجموعات “جهادية وعناصر داعش من جنسيات أجنبية، من الأراضي السورية نحو ليبيا على مدار الأشهر القليلة الماضية”. فيما كشفت تقارير إعلامية تركية أن هؤلاء غادروا عبر مطار غازي عنتاب إلى إسطنبول ومنها إلى ليبيا.
وأشار المرصد في إحصائيته، أن المخابرات التركية نقلت أكثر من 2500 عنصر من داعش من الجنسية التونسية نحو ليبيا. وذلك من أصل 4000 مُقاتل تونسي سبق وأن سهلت تركيا دخولهم الأراضي السورية، فضلاً عن الآلاف من الدواعش من جنسيات مغاربية أخرى.
ووفقاً لإحصائيات المرصد، فإن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى ليبيا “كمرتزقة”، ترتفع إلى نحو 16100 من الجنسية السورية، قُتل منهم حوالي 500 مسلح، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من العناصر من سوريا إلى معسكراتها وتدريبهم، وسط ضغوطات كبيرة تمارس على قادة الفصائل السورية الموالية لها لدفع مقاتليها الرافضين للسفر إلى ليبيا بضرورة تجنيدهم للحرب هناك.
سرقة المخصصات المالية.. “ووالي حمص” في ليبيا
وفي تقرير سابق للمرصد أشار إلى أن قادة الفصائل الموالية لتركيا، تسرق المخصصات المالية من مستحقات العناصر، إذ يقوم قادة فصائل سليمان شاه “العمشات” بدفع مبلغ 8000 ليرة تركية لكل مقاتل شهرياً، بينما يقوم قادة فصيل “السطان مُراد” بدفع مبلغ 11000 ليرة تركية لكل عنصر، مع العلم أن المخصصات الشهرية لجميع “المرتزقة السوريين” المتواجدين على الأراضي التركية من المفترض أن تفوق الأرقام المذكورة.
كما كشفت تقارير إعلامية أخرى عن وصول مايسمى “والي حمص الأمني” في تنظيم داعش، مع أكثر من 50 عنصراً من الجنسية السورية، كانوا يقاتلون الحكومة السورية في ريف حمص الشرقي، قبل انتقالهم إلى مناطق سيطرة المعارضة ودخولهم في الفصائل الموالية لتركيا ومن ثم الانتقال إلى ليبيا.
وبحسب ما نشرته صحيفة “أحوال تركيا” فإن جهات سياسية وإعلامية تركية معارضة تتهم أنقرة، بادعاء محاربة الإرهاب. وهي على العكس تقوم بدعم كل التنظيمات الإرهابية والجهادية المتطرفة للقتال في الدول العربية وغيرها لتنفيذ مصالحها واجنداتها.
مشيرين إلى أن تنظيم داعش ما زال يتمتع بتواجد فاعل في تركيا، وهو ما يُساعده في استمرار تلقي الدعم والتحرّك بحرية في سوريا والعراق.
إعداد: علي إبراهيم