دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تبدأ عمليتها العسكرية في إدلب.. فهل هو ضوء أخضر روسي أم أنه هدوء ما قبل العاصفة ؟

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد وضع سيناريوهات عدة تحدث عنها خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، ان العملية العسكرية التركية لن تبدأ في إدلب ضد القوات الحكومية السورية إلا بضوء أخضر روسي، أطلقت القوات التركية عمليتها تحت مسمى “درع الربيع” ضد القوات الحكومية السورية في إدلب، وتهدف إلى إخراج الاخيرة إلى ما وراء الخطوط المرسومة من اتفاق سوتشي.

هدوء روسي.. هل هو هدوء ما قبل العاصفة ؟

روسيا وحتى اللحظة، لم يخرج منها موقف صريح اتجاه العملية العسكرية التركية، حيث وبالتزامن مع بدء العملية التركية، غابت الطائرات الروسية من الأجواء السورية، وبالرغم من تفعيل منظومات الإس-200 والإس-300 الروسية من قبل القوات الحكومية، إلا أن الطائرات المسيرة كانت تعمل بحرية في الأجواء السورية، باستثناء إسقاط الدفاعات الجوية لطائرة مسيرة تركية، بينما أسقطت تركيا 6 طائرات حربية سورية من طراز سوخوي 24.

ويقول خبراء عسكريون، أن روسيا وبعد اجتماعها مع تركيا، يبدو أن المجال الجوي قد فتح أمام الطائرات التركية الحربية، ولولا ذلك لما كانت القوات التركية قد تجرأت على إطلاق العملية العسكرية في إدلب، لأن قواتها على الأرض ليس لديها غطاء جوي.

بينما قال آخرون ان التصعيد في إدلب أوصل حالة “التعاون المشترك بين تركيا وروسيا” إلى نهايتها، وأظهر التناقض بين الطرفين، والتدخل الروسي سيأتي لا محالة.

خسائر بشرية.. وأنقرة تضع نفسها بمواجهة طهران

وحسب وسائل إعلامية، فإن القصف التركي أدى إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الحكومية السورية، حيث تم استهداف المنطقة الممتدة من معرة النعمان إلى سراقب جنوب شرق إدلب، قتل خلالها 19 من القوات الحكومية إضافة إلى 10 عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قياديين.

وباستهداف القوات التركية لعناصر من حزب الله اللبناني، فأن أنقرة أصبحت في حالة مواجهة مباشرة مع إيران، التي دعت الأحد، إلى وقف التصعيد العسكري، بينما حذر “المركز الاستشاري الإيراني” في سوريا القوات التركية من أن عناصرها على الأرض في مرمى نيرانها، مذكرا إياها “أنها كانت تستطيع الانتقام”، ولكن الأوامر القيادية حالت دون ذلك، وأشار المركز الإيراني إلى أن الأوامر بعدم التعرض للقوات التركية لاتزال سارية المفعول.

وبهذا الاستهداف يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقاته مع الجانب الإيراني (ضامن في مسار آستانا) على المحك، كما الحال مع الجانب الروسي الصامت إلى الآن، وقد يجد أردوغان نفسه مع قواته في إدلب بموقف حرج إذا ما فعّلت تلك الأطراف قواتها العسكرية في مواجهة تركيا.

عملية عسكرية ضمن إطار الرضى الروسي

ويبدو إلى الآن أن القوات التركية تقوم بعمليتها العسكرية ضمن إطار لا يزعج فيه روسيا، ولكن السؤال يبقى إلى متى ستبقى روسيا صامتة، وذلك في ظل عدم رغبة الطرفين بالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة في إدلب قد تتحول لحرب دول، وقد تحمل الساعات القليلة القادمة وقفاً لإطلاق النار إذا تدخلت روسيا وجلست مع تركيا على طاولة المفاوضات.

المكتسبات على المحك

وبهذا الصمت الروسي، فإنه يضع المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية ضمن “مناطق خفض التصعيد” على المحك، إذا ما عادت المعارضة وسيطرت على المناطق التي دخلتها الحكومة من إدلب، وفكت القوات التركية الحصار عن نقاط مراقبتها، وبذلك فإن روسيا والحكومة السورية سيكونان الطرف الخاسر في هذه المواجهة. وهذا ما لا تريده روسيا حسب متابعين للشأن السوري.

ولم يستبعد مراقبون أن تكون تركيا باستهدافها مواقع لحزب الله في سوريا بصدد محاولة استمالة الولايات المتحدة التي ترغب بتحجيم نفوذ إيران وقطع أذرعها في المنطقة، وذلك بعدما أظهرت واشنطن دعماً ومساندة لتركيا، وقالت إنها  تدرس سبل دعم أنقرة في إدلب عسكرياً واستخباراتياً.

إعداد: ربى نجار