دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد هجوم الحسكة.. داعش يطلق “غزوة كسر الأسوار”.. وتحذيرات من خطر يهدد مراكز احتجاز عناصر التنظيم

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في أخطر وأعنف هجوم لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا منذ الإعلان عن إنهاء سيطرته العسكرية بالشمال الشرقي، تستمر الاشتباكات بين التنظيم وخلاياه النائمة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في محيط سجن الصناعة بحي غويران جنوب مدينة الحسكة، والذي يعتبر من أخطر سجون العالم.

المئات من الانتحاريين والعناصر.. ماذا كان هدف داعش من هجومه على الحسكة ؟

الهدف بحسب تقارير إعلامية من هذا الهجوم الذي شارك فيه أكثر من 200 عنصر لداعش مع مشاركة خلاياه النائمة ضمن المنطقة بينهم عشرات الانتحاريين، هو “تهريب العناصر الـ5 آلاف الأجانب الموجودين في السجن إلى العراق”، وذلك بحسب “وثيقة استخباراتية” عراقية، والتي جاء فيها “أن الهجوم جاء بدعم ومساندة من قبل الحكومة السورية وإيران”.

المئات من الرهائن بينهم أطفال .. والعناصر جاؤوا من مناطق عدة

أكثر من 4 أيام والاشتباكات لاتزال مستمرة في محيط السجن، مع مواصلة القوات العسكرية حملات التمشيط في الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة، والتي فرت إليها خلايا التنظيم واختبأت بين المواطنين واتخذت بعضهم رهائن ودروع بشرية من بينهم 700 طفل لداعش كانوا في مراكز لإعادة التأهيل، بينما تمكنت التشكيلات العسكرية من إخراج المئات من العوائل العالقة من مناطق النزاع وإرسالهم إلى أحياء أكثر أماناً.

وفي بيان للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية كشفت فيها، إن “المهاجمين الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم خلال الأيام الماضية، اعترفوا بمهاجمة سجن غويران بمشاركة نحو 200 انتحاري ومهاجم”، وأضاف البيان أن إرهابيي “داعش” أعدوا لهذا المخطط لمدة 6 أشهر، ودخلوا إلى المنطقة من مدينة رأس العين وتل أبيض الخاضعتين لسيطرة تركيا، وبعضهم دخل من الأراضي العراقية.

ووفق ما جاء في البيان فإن تركيا مسؤولة بشكل أو بأخر عن الهجوم الذي نفذته خلايا التنظيم على السجن، إلى جانب الحكومة السورية وإيران اللتان ذكر أسمائهما في “الوثيقة الاستخباراتية العراقية”.

“المهاجمين عناصر أجنبية”.. “وعمليات إعدام ميدانية”

وما قدر يثبت صحة البيان، ما قاله أهالي الأحياء الجنوبية في الحسكة الذين فروا من المعارك، بأنه كان من بين العناصر التي اختبأت في بيوتهم تحت قوة السلاح من يتحدث باللهجة العراقية وآخرون كانوا يتحدثون بلهجات آسيوية مرجحين أنها شيشانية، مؤكدين أن التنظيم هددوهم بالقتل مع عائلاتهم في حال قيامهم صراخهم أو حديثهم أنهم كانوا ضمن بيوتهم، كما استولوا على كافة أجهزة الاتصال الخاصة بالمدنيين لقطع التواصل مع الخارج أو القوات العسكرية.

كما أكد الأهالي خلال حديثهم لوسائل إعلامية محلية وعربية أن خلايا التنظيم المهاجمة عندما فرت من محيط السجن ودخلت الأحياء السكنية، بدأوا بالبحث عن كل من يحمل هوية عسكرية سواءً من التشكيلات العسكرية والقوى الأمنية التابعة للإدارة الذاتية أو الحكومة السورية وكل من عثروا بحوزته على هوية عسكرية أو مخصصة للعمل في المؤسسات المدنية كان يعدم إما رمياً بالرصاص أو “الذبح”.

داعش يهدد بهجمات على مراكز احتجاز عناصره

تنظيم داعش وعبر وكالاته ومعرفاته الإعلامية أعلن عن بدأ ما أسماه “بغزوة كسر الأسوار”، والتي تهدف بحسب التنظيم الإرهابي لإطلاق سراح محتجزيه في السجون ومراكز الاحتجاز والمخيمات في شمال سوريا والعراق وغيرها من الدول.

وهناك العديد من السجون ومراكز الاحتجاز والمخيمات أخطرها “مخيم الهول” الذي يؤوي عشرات الآلاف من عوائل التنظيم الإرهابي شرق مدينة الحسكة، وحذر خبراء ومختصون في مجال التنظيمات الإرهابية بأنها باتت من أهداف التنظيم، مشددين أن كل السجون التي يوجد فيها عناصر لداعش في العراق وغيرها من الدول العربية على سبيل المثال ليبيا، باتت تحت التهديد.

عمليات عسكرية استباقية للجيش العراقي ضد خلايا التنظيم بعد هجوم الحسكة

الهجوم العنيف الذي شنه التنظيم على سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة، جعل من الجيش العراقي يقوم بعمليات عسكرية وتمشيط استباقية بمناطق قريبة من الحدود مع سوريا، خاصة بعد الكشف عن “الوثيقة الاستخباراتية” حيث حذرت أوساط سياسية عراقية من أن داعش في العراق قد يعيد تكرار سيناريو الحسكة ويهاجم السجون التي تتواجد فيها عناصره المحتجزون.

ويتساءل متابعون ومحللون سياسيون عن ما إذا كان هجوم سجن الحسكة هو بداية عودة داعش بشكل أقوى في المنطقة، بعدما تقاعست القوى الدولية في الأشهر الماضية عن الحرب ضده، واعتبارهم بأن التنظيم فقد الكثير من قوته ولم يعد بمقدوره شن هجمات كبيرة، وسط دعوات جدية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة النظر في قضية داعش وخطره على الأمن والسلم الدوليين.

إعداد: علي إبراهيم