أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن أصبح ملف قطع المياه عن مدينة الحسكة ذات اهتمام دولي، وتوثيق التقارير الدولية أن تركيا والفصائل الموالية لها هي السبب وراء قطع المياه، حاولت أنقرة تبرأة نفسها أمام المجتمع الدولي.
ومع أن العشرات من التقارير الدولية للمنظمات الحقوقية والإنسانية وأخرى إعلامية أثبتت تورط تركيا بدعم الفصائل الموالية لها بقطع المياه عن مدينة الحسكة، إلا أن مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، نفى مسؤولية بلاده، وقال “أن المياه قطعت من جهات في شمال وشرق سوريا”، وذلك في محاولة منه لتبرأة القوات التركية من تحمل المسؤولية.
مدينة الحسكة بقيت بلا ماء أكثر من 3 أسابيع، في ظل انتشار وباء كورونا بشكل كبير في مناطق شمال شرق سوريا، وقطعت القوات التركية والفصائل الموالية لها الماء من محطة “علوك” بريف رأس العين، أكثر من 15 مرة، ما زاد من معاناة المدنيين، الأمر الذي ترفضه القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
أنقرة تحاول تبرأة نفسها
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع الإنسانية في سوريا، أفاد نائب منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في سوريا راميش راجا سينغهام، أن هناك انقطاع متكرر للمياه في مدينة الحسكة ومخيم الهول، وأشار إلى أن محطة “مياه علوك”، شهدت انقطاعاً للمياه لأكثر من 13 مرة على الأقل خلال العام الجاري.
بدوره حمل مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، تركيا المسؤولية عن انقطاع المياه من المحطة، ورداً على هذا الاتهام، أوضح سينيرلي أوغلو مندوب تركيا في المجلس، أن محطة “مياه علوك” تعمل بالطاقة الكهربائية القادمة من سد تشرين التي تسيطر عليه الإدارة الذاتية.
وزعم المندوب التركي أن القوات المحلية تقوم “بقطع التيار الكهربائي عن المحطة بشكل متكرر ومتعمد منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2019″، وبحسب سينيزلي أوغلو فإنه “بجهود تركيا تم البدء بتزويد المحطة بالطاقة الكهربائية وتوزيع المياه”.
ضغوطات أممية أجبرت تركيا على إعادة ضخ المياه
وشددت أوساط سياسية محلية، بأن تركيا وبعد الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها، أُجبرت على إعادة ضخ المياه مجدداً، ولفتت إلى أن أنقرة تستخدم “سلاح المياه” ضد شمال شرق سوريا، للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية.
وأشاروا إلى أنه من غير المستغرب أن تحاول تركيا تبرأة نفسها وإلصاق التهم بالغير، كونها واجهت انتقادات كثيرة من جهات ومنظمات دولية عدة لقطعها للمياه عن الحسكة في هذا التوقيت الصعب.
وسبق أن حملت الحكومة السورية والإدارة الذاتية، المسؤولية لتركيا عن قطع المياه عن الحسكة. كذلك وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا تعمدت إيقاف محطة ضخ المياه في علوك عن العمل، لمدة 25 يوماً.
اليونيسيف زارت الحسكة وتأكدت من الجهة المسؤولة
وسبق أن زار وفد من منظمة اليونيسيف، محطة “الحمة” (المشروع الذي أنشأته الإدارة الذاتية كحل إسعافي لإمداد الحسكة بالمياه)، للاطلاع على واقع المياه. وكان في الوفد ممثل اليونيسف بدمشق وممثل مكتب اليونيسيف في القامشلي.
وبحسب مصادر إعلامية محلية، فأن الزيارة جاءت للتأكد من أن القوات التركية قطعت مياه محطة “علوك”، حيث أن الوفد أطلع على الأمر وتأكد من عدم وصول مياه “علوك” إلى الحسكة.
الإعلام التركي المعارض يحمل أنقرة المسؤولية
وسائل إعلامية تركية معارضة، سلطت الضوء على ملف قطع المياه عن الحسكة، حيث قال موقع “أحوال تركيا”، أن القوات التركية تستهدف، “استنزاف وتجريد المناطق التي تسيطر عليها في الأراضي السورية، والمعروفة بنبع السلام من ثرواتها ومقدراتها لصالح الجانب التركي، حيث تعمد إلى انتهاج سياسة الأرض المحروقة، دون مراعاة أو احترام لأدنى قدر من حقوق المواطنين السوريين”.
إعداد: علي إبراهيم