أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في تصعيد أمريكي غير مسبوق ضد إيران، قامت الولايات المتحدة باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” في العاصمة العراقية بغداد، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه يضع العراق والمنطقة برمتها على خط نار من الممكن أن ينفجر في أي لحظة.
البنتاغون يقر باغتيال سليماني.. والشرق الأوسط يترقب بحذر
وأقرت وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاغون)، بمقتل سليماني، جراء استهداف موكبه من خلال طائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد الدولي، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: أمرت بقتله لأنه خطط لهجمات.. وتحركنا لوقف الحرب وليس لبدئها. فيما توعدت إيران “بانتقام عنيف” والرد في “الوقت والمكان المناسبين”.
كذلك دعت جهات دولية إلى ضبط النفس، وعدم الإقدام على خطوات قد تشعل حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، محذرة في الوقت ذاته، أن المنطقة باتت تعيش الآن على فوهة بركان.
وتراقب دول الشرق الأوسط تطورات مقتل سليماني بحذر شديد، والمآلات التي ستؤول إليها الأمور في المنطقة.
وحذرت أوساط سياسية من أن الأوضاع “ستتأزم أكثر”، والبلدان التي تشهد تواجداً للقوات الأمريكية والإيرانية ستكون مسرحاً لأي مواجهة أمريكية إيرانية محتملة، وأشاروا إلى “سوريا والعراق ولبنان”، منوهين إلى إمكانية وصول التصعيد إلى دول الخليج أيضاً، كون للولايات المتحدة قواعد عسكرية ومنشآت ومصالح استراتيجية.
إيران تتوعد أمريكا.. والأخيرة تبرر
وسارعت إيران، على لسان كبار مسؤوليها، إلى التعهد بـ” ثأر قاس” لمقتل قائدها العسكري البارز، قائلةً إن الرد سيكون “في الوقت والمكان المناسبين”، فيما طالبت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، رعاياها، في العراق للمغادرة فوراً، بينما تجهزت القواعد الأمريكية في العراق لأي طارئ قد يحدث.
وبررت واشنطن عملية اغتيال سليماني. بأنها “أنهت الحرب، وليس بدئها”، منوهين إلى أن سليماني كان السبب وراء هجوم أنصار “حزب الله العراقي” على السفارة الأمريكية في بغداد، إضافة إلى مقتل جنود ومواطنين أمريكيين في العراق وسوريا.
وأكد الرئيس الأمريكي، أنه “لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني”، بل يكن احتراماً لشعبها، موضحاً أنه أمر بقتل سليماني، لأنه كان يخطط لهجمات ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين، وأشار إلى أن سليماني كان يسعى لاستخدام مقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار، “ويجب أن يتوقف فوراً”.
نهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران
وتقول أوساط سياسية، أن هذه الضربة تأتي لتعلن عن نهاية “الحرب الباردة” بين إيران والولايات المتحدة في العراق، وتنقل الأوضاع إلى مرحلة تصعيدية جديدة، مع مراعاة “الخطوط الحمراء” التي تفرضها توازنات المصالح، مشيرين إلى أن إيران تعتقد أن المواجهة الواسعة قد تقود إلى خسارة النفوذ الإقليمي، الذي حققته من خلال الاعتراف بالنفوذ الأميركي واستراتيجية تقاسم المصالح مع واشنطن.
واعتقد آخرون أن إيران ستلجأ إلى “ردّ محدود”، قد يستهدف مواقع أميركية في العراق أو سفناً تحمل العلم الأميركي أو تنقل النفط لحساب شركات أميركية، مع إعطاء “صبغة احتفالية” لهذا الرد وإظهاره وكأنه نصر أو مكسب يهدد المصالح الأميركية.
وأشارت تلك الأوساط إلى أن الرد الإيراني سيكون محدوداً “نظراً لعدم تجاوزها الخطوط الحمراء، واستهداف مواقع استراتيجية للولايات المتحدة، كون مواقع إيران النووية مكشوفة لواشنطن وتل أبيب، واستهداف هذه المواقع ستفقد طهران الأوراق الرئيسة التي تفاوض بها القوى العالمية في برنامجها النووي لتثبيت نفوذها الإقليمي”.
وتحسباً للرد الإيراني المرتقب، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط.
وستأتي التعزيزات من قوة الاستجابة العالمية للفرقة 82 المحمولة جواً، التي قدمت بالفعل المئات من القوات الإضافية إلى المنطقة قبل أيام، مع تزايد التوتر بسبب الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في بغداد.
إعداد: ربى نجار