أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية عن السر وراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لمواقع إيرانية في كل من المناطق القريبة من الجولان السوري في ريف القنيطرة، ومناطق ريف الشرقي لمحافظة دير الزور، أكثر من المناطق الأخرى.
البوكمال .. ما السر ؟
وبحسب ما نقلت المصادر عن “خبراء عسكريين”، فإن القوات الإيرانية تحاول إنشاء جسر بري بين مدينة البوكمال والمناطق القريبة من هضبة الجولان السورية، وذلك لإيصال المعدات العسكرية واللوجستية إلى الحدود الإسرائيلية.
وبين الحين والآخر تتعرض المواقع والمقرات العسكرية الإيرانية في سوريا لاستهداف إسرائيلي، عبر الصواريخ أو من قبل مقاتلات تخرق الأجواء السورية، وسبق أن شددت تل أبيب على أنها انتقلت من مرحلة مواجهة إيران في سوريا إلى مرحلة طردها.
اتهامات بتواطؤ روسي مع إسرائيل
وتتهم مصادر إعلامية روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل في استهدافها للنقاط العسكرية الإيرانية في سوريا، وبأنها تقوم بإطفاء راداراتها ومنظوماتها للدفاع الجوي المنتشرة في سوريا، التي يمكنها كشف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية بكل سهولة والتصدي لها.
وسبق أن كشفت مصادر إعلامية محلية، عن تعرض مقرات للقوات الإيرانية في ريف مدينة البوكمال في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لقصف جوي من قبل طائرات مجهولة، ورجحت المصادر أن تكون الطائرات إسرائيلية.
هجوم يرجح أنه إسرائيلي
وبحسب المصادر فإن الاستهداف الجوي أدى لمقتل أكثر من 15 عنصراً موالياً لإيران من الجنسية العراقية، جراء القصف على نقاط لهم لعدة ساعات بريف البوكمال، ولم تعلق إسرائيل على تلك التقارير بالنفي أو القبول.
وفي كل مرة يتم استهداف مقرات عسكرية إيرانية تتوجه أصابع الاتهام لتل أبيب، فيما ترجع إسرائيل سبب استهداف النقاط الإيرانية (عند الاعتراف بالاستهداف) إلى تقويض الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، ومنع وصول صواريخ وأسلحة متطورة لحزب الله اللبناني.
وحملت إسرائيل “سوريا ولبنان” المسؤولية في أي اعتداء يطال أراضيها من قبل حزب الله والقوات الإيرانية، مشددةً على أنها ستقوم بالرد المناسب على أي هجوم يحصل على أراضيها.
ومنذ أيام لا تزال القوات الإسرائيلية تتحشد على الحدود السورية – اللبنانية، في مشهد يوضح جدية تل أبيب في الرد القاسي على أي هجوم يطالها.
إنشاء جسر بين البوكمال والجولان
محللين عسكريين شددوا على أن كثافة الاستهداف الإسرائيلي للنقاط العسكرية الإيرانية في سوريا، تأتي في ظل عدم السماح لطهران بتثبيت قدم عسكري بالبلاد، يكون تهديداً مباشراً للأمن القومي الإسرائيلي.
مشيرين إلى استهداف النقاط الإيرانية في البوكمال وريفها بالأخص، كون طهران تحاول تحويل تلك المنطقة لجسر ما بين العراق والجولان السوري لإيصال المعدات العسكرية واللوجستية إلى عناصرها في الجنوب السوري.
مضيفين أن البوكمال تتمتع بموقع استراتيجي على الحدود السورية – العراقية، وبإيجاد إيران قاعدة لها هناك، فهذا يعني جعلها منقطة قيادة وتحكم لحشد قواتها والفصائل الموالية لها، مشددين على أن تل أبيب لن تسمح بحدوث ذلك، ولذلك فهي تقوم باستهداف أي تحرك عسكري ولو كان صغيراً من قبل الإيرانيين في المنطقة الشرقية لسوريا.
“قاعدة الإمام علي”
التقارير الإعلامية ذاتها أشارت نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية، بأن طهران تحاول ترسيخ تواجدها العسكري في سوريا، من خلال بناء قواعد ومنها “قاعدة الإمام علي”، التي تلقت ضربات خلال الأيام الماضية، لافتين إلى أن خطورة التحرك الإيراني في سوريا لا يمكن تجاهله سواءً من قبل واشنطن أو تل أبيب.
لافتين إلى أن أهمية “قاعدة الإمام علي” تأتي للسعي الإيراني من جعلها كقاعدة “جيوستراتيجية”، لقربها من العراق والطريق مفتوحة أمامها إلى إيران، لذلك فإن مشروع الهلال الشيعي والطريق الدولي طهران بيروت يمر من خلال “قاعدة الإمام علي” بريف البوكمال، لهذا فإن إسرائيل تركز اهتمامها على هذه القاعدة أكثر من غيرها.
إعداد: علي إبراهيم