دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إدلب على صفيح ساخن من جديد .. وتحذيرات من تصادم عسكري روسي تركي في المنطقة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت يستفحل وباء كورونا في سوريا، تبقى جبهات القتال مستعرة في مناطق شمال غرب البلاد، حيث تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين قوات الحكومة السورية بدعم روسي من جهة ضد قوات المعارضة بدعم تركي من جهة أخرى، ولا وجود بوادر لتخفيف حدة الصراع العسكري في تلك المنطقة.

التصعيد العسكري للقوات الحكومية والروسية، بدأ حينما استهدف انفجار مدرعات روسية كانت تسير على الطريق الدولي حلب اللاذقية “M-4″، الشهر الماضي، لتبدأ بعدها جولة جديدة من القصف العنيف البري والجوي على نقاط تمركز المعارضة ضمن “خفض التصعيد”.

هجوم غير متوقع

وخلافاً لكل التوقعات من قبل محللين وخبراء عسكريين، قامت قوات الحكومة بهجمات عنيفة على نقاط تمركز قوات المعارضة في ريف اللاذقية، وتحديداً محور الحدادة الاستراتيجي، في ظل الحديث عن عملية عسكرية وشيكة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب.

ويشكل محور الحدادة بريف اللاذقية أهمية كبيرة من حيث إشرافه بشكل كامل على الريف الغربي لجسر الشغور، وجزء واسع من الاتستراد الدولي M-4، حيث فشلت إلى الآن كل محاولات قوات الحكومة من التقدم والسيطرة على المحور المذكور.

تعزيزات عسكرية متواصلة

يأتي ذلك في وقت تستمر فيه التعزيزات العسكرية لكلا طرفي الصراع بالوصول لمناطق وخطوط التماس في ريفي إدلب واللاذقية، حيث تواصل قوات الحكومة منذ أكثر من أسبوع تعزيز نقاطها العسكرية في محيط منطقة جبل الزاوية.

فيما تقوم القوات التركية وفصائل المعارضة باستقدام تعزيزاتها العسكرية للمنطقة ذاتها، مع تحرك تركي عسكري باتجاه قمة النبي أيوب الاستراتيجية، وتدعيم تلك النقطة بالسلاح والجنود، تحسباً لأي هجوم مباغت من قبل قوات الحكومة السورية على محور جبل الزاوية، بحسب مصادر عسكرية معارضة.

هدوء حذر .. هل يكون ما قبل العاصفة؟

وسادت حالة من الهدوء جبهات القتال في ريفي إدلب واللاذقية، مساء الجمعة، بعد ساعات من القصف العنيف بين الطرفين على محاور عدة، حيث تبادلت قوات الحكومة السورية والقوات التركية وفصائل المعارضة القصف على محاور جنوب وشرق إدلب.

ويتوقع متابعون للشأن السوري، أن الهدوء الذي لا يزال مستمراً حتى ساعة إعداد التقرير، هو هدوء ما قبل العاصفة، حيث أن الحكومة السورية وقواتها بدعم روسي، وضعوا محور الحدادة نصب أعينهم للسيطرة عليه، وفتح الطريق أمامهم للهجوم على جبل الزاوية من ناحية الريف الشمالي للاذقية والجنوبي لإدلب.

وفي حال السيطرة على الحدادة، فأنها ستتمكن (قوات الحكومة) من تحييد جزء كبير من التحركات العسكرية للمعارضة على M-4، وتخفيض أي دعم عسكري قادم من الشمال، كون تلك المنطقة ستكون تحت نيرانهم وبحكم “الساقطة عسكرياً”.

وأشارت تلك الأوساط إلى أن تركيا لن تقبل أن يتم فرض أي واقع جديد في تلك المناطق، وهي جادة في التصدي لأي محاولة للقوات الحكومية بالتقدم على تلك المحاور، حيث أنها تعي جيداً أن بسيطرة الحكومة على الحدادة وجبل الزاوية، ستضطر لتنفيذ التزاماتها بإنشاء ممر آمن تشارك روسيا السيطرة عليه على الاتستراد الدولي M-4، بالعمق الاستراتيجي لإدلب.

هل تستأنف تركيا “درع الربيع” ؟

مشددين على إمكانية دخول تركيا في عملية عسكرية جديدة ضد قوات الحكومة في حال تجاوزها الخطوط الحمراء في إدلب.

مصادر سياسية روسية، حذرت من أن أي عملية عسكرية للقوات الحكومة بدعم موسكو دون التنسيق مع تركيا، قد تعتبرها أنقرة خطراً على وجودها العسكري في شمال غرب سوريا، وبالتالي إعلان تركيا التي هددت مسبقاً في استئناف عمليتها العسكرية في إدلب ضد قوات الحكومة درع الربيع، ما قد يهدد في تصادم عسكري مع روسيا في المنطقة، كون الخلافات السياسية والعسكرية بين موسكو وأنقرة زادت في الآونة الأخيرة بسبب الملف الليبي.

مشيرين إلى أن كل ما يحصل على الأرض الآن، هي رسائل روسية لأنقرة بضرورة تنفيذ بنود اتفاق موسكو الأخير.

إعداد: علي إبراهيم