أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع الحديث عن “معركة حاسمة” في منطقة “خفض التصعيد”، تصاعدت حدة تبادل القصف بين قوات الحكومة السورية من جهة مع القوات التركية والمعارضة من جهة أخرى، ضمن ريفي إدلب واللاذقية، وسط إدخال تركيا لتعزيزات عسكرية نوعية.
“أحداث كثيرة” .. ورسائل تركية
وتحدثت مصادر معارضة عن “مجريات وأحداث كثيرة” ستشهدها المنطقة قريباً، وأشارت إلى أن قوات الحكومة وروسيا تجهزان لشن عمل عسكري، مرجحاً أن تكون مسرح العمليات العسكرية في “جبل الزاوية” جنوب إدلب، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات ومحاولات قوات الحكومة التقدم نحو محور الحدادة شمال اللاذقية.
القوات التركية يبدو أنها استشعرت بالنوايا “الحكومية – الروسية”، فقامت بإرسال رسائل تشير إلى جهوزيتها للدخول في أي معركة قادمة، بحسب “المصدر المعارض”. حيث قامت القوات التركية باستهداف مكثف لنقاط تمركز قوات الحكومة في محيط معرة النعمان شرق إدلب، وذلك بعد 3 أيام من استهداف مماثل.
هجوم مستمر شمال اللاذقية .. والتعزيزات تصل للجبهات
وفي ظل هذه التطورات الميدانية في إدلب، تواصل قوات الحكومة السورية محاولات التقدم والسيطرة على محور الحدادة الاستراتيجي شمال اللاذقية، حيث أن سيطرته على هذا المحور، سيفتح له الباب للسيطرة على مناطق في إدلب وسقوطها نارياً ومنها ريف جسر الشغور الغربي. بينما باءت محاولات قوات الحكومة جميعها بالفشل للحظة إعداد التقرير، نظراً لاستماتة قوات المعارضة في الحفاظ على هذا المحور، نظراً لاستراتيجيته وموقعه الهام.
ومن ناحية التعزيزات العسكرية، أفادت مصادر مقربة من قوات الحكومة السورية، بأن رتلين عسكريين للقوات الحكومية وصلا لخطوط التماس في ريف إدلب الجنوبي، وسط صدور الأوامر العسكرية بالتأهب والاستعداد لساعة الصفر “للانقضاض على جنوب إدلب”، وأشارت المصادر إلى أن 72 الساعة المقبلة “ستكون حاسمة”.
وفي الجهة المقابلة، تقوم القوات التركية والمعارضة أيضاً بتجهيز قواتهم العسكرية في محاور ريف إدلب الجنوبي والشرقي، فيما زادت القوات التركية من انتشارها في منطقة جبل الزاوية، بينما أنشأت نقطة عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي ضمن جبل الأكراد، في رسائل تركية واضحة لروسيا، “أن أنقرة لن تسمح بتغيير الواقع العسكري في المنطقة”.
مصادر إعلامية معارضة سبق وأن نقلت عن “مصادرها الخاصة”، أن “تغييرات ستجري خلال الساعات الـ 72 المقبلة، في إدلب ومناطق الشمال السوري”، حديث المصادر المعارضة تطابقت تماماً مع حديث المصادر المقربة من الحكومة السورية، حول القول أن “الساعات الـ72 المقبلة ستكون حاسمة”.
“ساعات حاسمة”
حيث ترى فيها قوات الحكومة السورية، بداية هجوم على مناطق سيطرة المعارضة في ريفي إدلب واللاذقية الجنوبي والشمالي بدعم روسي، وبالتالي اتساع رقعة سيطرتها على الأراضي السورية، التي فقدتها منذ 10 سنوات تقريباً.
فيما ترى فيها قوات المعارضة، دعماً تركياً للتصدي لهذه الهجمات، حيث يعتقد بأن الرد التركي سيكون كبيراً وقاسياً، مرجحين أن يكون هناك هجوم مضاد واستئناف عملية “درع الربيع” التركية، ضد قوات الحكومة السورية، وبالتالي العودة إلى الخطوط المرسومة “لخفض التصعيد” في مؤتمر سوتشي 2018.
تركيا تنظم صفوف فصائل المعارضة
وأكدت مصادر معارضة، بأن أي معركة ستحصل سيكون مسرحها في مناطق جبل الأكراد وجبل الزاوية وسهل الغاب، مشيرين إلى وصول أسلحة تركية متطورة في الأيام الأخيرة، وهذا ما يعزز من اعتقاد المعارضة بدعم عسكري تركي في حال حصول أي هجوم.
ولفتت إلى أن القوات التركية قامت بإعادة تأهيل الكثير من الفصائل وتنظيمها، بعد القدرة القتالية الضعيفة التي أبدتها في الحملة العسكرية السابقة، ما أدى لخسارة مناطق كثيرة في زمن قياسي، ولولا التدخل التركي العسكري، لكانت القوات الحكومية قد وصلت لمدينة إدلب.
وكثفت القوات التركية خلال الفترة الماضية، من إدخال تعزيزات عسكرية إلى “خفض التصعيد”، حيث يتم الحديث عن أكثر من 11 ألف جندي تركي منتشرين في المنطقة، إضافة لأكثر من 8 آلاف قطعة عسكرية.
ويشدد متابعون للشأن السوري على أن الخلافات التركية الروسية، في ملفات عدة، ستكون مسرح تسويتها ضمن منطقة “خفض التصعيد”.
إعداد: علي إبراهيم