دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا تحاول التمدد نحو المناطق المحرمة في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت الأيام الماضية، حركة واسعة للدوريات الروسية في ريف دير الزور الغربي، وريف الرقة الشرقي، وسط محاولات روسية باتت واضحة للانتشار بشكل أوسع وزيادة النفوذ في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة للتحالف الدولي وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية.

هيمنة روسية عسكرية وإقتصادية

الأرتال العسكرية للقوات الروسية باتت تعمد في أكثر من مناسبة إلى الدخول لمناطق سيطرة قسد وتحديدا من بلدة الصالحية بريف دير الزور الشمالي، إلى بلدة أبو خشب ومنها إلى الطريق الخرافي باتجاه مناطق بريف الرقة، على الرغم من عدم قبول أهالي المنطقة بالإضافة لمجلس دير الزور العسكري التابع لـ”قسد”، ولعل المظاهرات التي شهدتها قرى عدة بريف دير الزور ضد مرور الأرتال الروسية من مناطقهم إلى جانب الاشتباكات التي جرت في منطقة المعامل بريف دير الزور مؤخرا بين مسلحين محليين والقوات الروسية خير دليل على الرفض القاطع لأي تواجد للقوات الحكومية أو الروسية في المنطقة.

ويرى مراقبون، أن روسيا تسعى وبشكل واضح لاستغلال حالة التوتر التي تعيشها مناطق شمال شرق سوريا في ظل التهديدات التركية بعملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية والعمل على اجراء مفاوضات مع قسد لتقديم تنازلات تضع موسكو ضمن الدول صاحبة النفوذ في شرق سوريا وربما هو بداية سعي روسيا للهيمنة العسكرية وربما الاقتصادية على هذه المنطقة ولكن كافة التصريحات الصادرة عن قياديين عسكريين من قوات سوريا الديمقراطية أو سياسيين من مجلس سوريا الديمقراطية تؤكد أن الأخيرة لن تقدم تنازلات تتعارض مع مبادئها لروسيا على الرغم من المفاوضات القائمة حاليا بين الطرفين والتي على ما يبدو لم تصل إلى اتفاق ومازالت ضمن طريق مسدود، حيث تهدف روسيا على تقديم نفسها حليف بديل للولايات المتحدة في شرق سوريا، ومحاولة تحقيق مكاسب عديدة عبر عروضها الاستغلالية إذ تسعى إلى الضغط على “قسد” من أجل تقديم المزيد من التنازلات لصالح انتشار القوات الحكومية والروسية في مناطق سيطرت قوات سوريا الديمقراطية.

مفاوضات واجتماعات مستمرة

أخر فصول المفاوضات بين الروس والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ستبرز مع زيارة الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية، إلهام أحمد، إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء محادثات مع مسؤولين روس بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف وتأتي هذه الزيارة بعد إعلان إلهام أحمد في 13من الشهر الماضي، أن جميع اللقاءات مع الحكومة السورية لم تأتِ بنتيجة بسبب نسف تلك المحاولات، والتي أضافت أن الحكومة السورية بدلاً من أن تلجأ إلى حل الأزمة في البلاد تقوم بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخلق الفتنة بين الكرد والعرب، كما اتهمت الحكومة بنسف كل المحاولات في سبيل الوصول إلى تفاهمات وحل سياسي في سوريا.

رسائل التحالف الدولي

كل هذه التحركات والاجتماعات التي تحاول من خلالها روسيا لفرض أمر واقع جديد في منطقة نفوذ التحالف الدولي، تأتي مع رسائل طمأنة من الولايات المتحدة على لسان عدد من المسؤولين إلى جانب قياديين في القوات الأمريكية العاملة في سوريا حيث أكدوا عدم انسحاب التحالف من مناطق تواجده، وجهوزيته للتصدي لكل من يحاول ضرب أمن واستقرار المنطقة، كما أكد التحالف أن جميع ما يشاع عن دخول القوات الحكومية إلى مناطق الجزيرة هي شائعات من شأنها جذب أكبر عدد ممكن من ضعاف الأنفس وجلبهم لمصالحة سوف يدفعون ثمنها عما قريب، مشددا على أن الأمن والاستقرار من أولويات وضمن التزامات قوات التحالف في المنطقة.

ولعل السؤال المطروح هنا يتمثل في صورة المرحلة القادمة فهل سنشهد خلال الفترة القادمة زيادة النفوذ الروسي في مناطق شمال شرق سوريا بناء على تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي أم أن وعود التحالف وتصريحاته تأخذ في طابعها الجدية بعدم السماح للقوات الحكومية والإيرانية والروسية بالاقتراب من مناطق نفوذه.

 

إعداد: يعقوب سليمان

 

 

 

.