دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في ظل انتشار وباء كورونا.. قوات الحكومة السورية والروسية تصعدان عسكرياً في إدلب، والمعركة على الأبواب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – صعدت قوات الحكومة السورية والروسية من هجماتها على مناطق “خفض التصعيد” خلال الـ48 ساعة، فمنذ الانفجار الذي استهدف دورية روسية كانت تسير على الطريق الدولي حلب اللاذقية M-4، وعمليات القصف البري والجوي لم تهدأ على الإطلاق في “خفض التصعيد”.

تصعيد عسكري.. وانتشار كورونا

يتزامن ذلك مع بدء انتشار وباء كورونا في مناطق سيطرة المعارضة السورية، حيث أفادت مصادر طبية من إدلب وحلب، أنه تم تسجيل 11 إصابة بفيروس كورونا في المناطق “المحررة”، بينما أبدت منظمات إنسانية قلقها من التصعيد العسكري وحركة النزوح المستمرة من مناطق الصراع في إدلب وماحولها، والأثر الكبير الذي ستحدثه العمليات العسكرية في الجهود المبذولة لمكافحة الوباء.

تبادل للقصف .. وخسائر بشرية

وتبادلت قوات الحكومة السورية من جهة وقوات التركية وفصائل المعارضة من جهة أخرى، القصف الصاروخي والمدفعي في مناطق عدة تقع ضمن الريف الجنوبي لإدلب، وأدت هذه الاستهدافات المتبادلة بين أطراف الصراع في المحافظة، إلى مقتل مدني و3 من عناصر من المعارضة إضافة لجرح أكثر من 10 أشخاص آخرين.

بدوره أعلن “مدير الدفاع المدني السوري”، إن القوات الروسية والحكومية السورية، كثفت قصفها على ريف إدلب الجنوبي خلال اليومين الماضيين، وأدى القصف لإصابات بين المدنيين. حسب قوله.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة قلقها حيال ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات جراء انتشار فيروس كورونا في أنحاء سوريا وخاصة في المناطق الشمالية الغربية. التي تفتقر للمعدات الطبية وقلة الإجراءات الوقائية.

استئناف المعارك.. ولا إعلان رسمي بعد

ومع أنه لا إعلان رسمي لاستئناف العمليات العسكرية في إدلب، إلا أن متابعين للشأن السوري، شددوا على أن الحرب استأنفت، بمجرد استهداف قوات المعارضة للدورية الروسية العسكرية التي كانت تسير على الطريق الدولي M-4، برفقة القوات التركية، التي كانت من المفترض أنها قامت بتمشيط الطريق قبل البدء بتسيير الدورية.

مشيرين إلى احتمال وجود “مكيدة” روسية تركية، لافتعال هذا الهجوم، وإلصاقه بالمعارضة السورية، ليكون ذريعة للقوات الروسية في استئناف حربها ضد الفصائل في المناطق الجنوبية، لافتين إلى أن أنقرة قد أعطت الضوء الأخضر لروسيا والقوات الحكومية من التقدم نحو تلك المناطق والسيطرة عليها، لإرغام المعارضة على القبول بالاتفاقات الروسية التركية بخصوص المنطقة.

تعزيزات عسكرية

بدورها كشفت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن القوات الحكومية السورية والروسية بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب تمهيداً لعمل عسكري مرتقب.

وأكدت المصادر (طلبت عدم الكشف عن أسمها)، أن “تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الروسية والحكومية وصلت إلى نقاط التماس مع فصائل المعارضة خلال اليومين الماضيين، قادمة من ريف دمشق وحمص، إضافة إلى قوات تتبع للفيلق الخامس التابع لروسيا ووحدات روسية خاصة”.

وقالت المصادر، “المؤشرات تدل على حتمية عمل عسكري قريب في المنطقة”، مشيراً إلى أن “العمل العسكري المرتقب ستكون ورقة ضغط على تركيا لإجبارها على تنفيذ التزاماتها بخصوص إدلب، وتطبيق بنود اتفاق موسكو الأخير”.

المعارضة مجبرة على الرضوخ

وفي حديث خاص “لأوغاريت بوست”، قال الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، مصطفى قلعه جي، “أن المعارضة لم يبق بيدهم شيء للتفاوض عليه، لذلك هم يرضخون لما يطلب منهم وصاحب الأمر اليوم في المنطقة هو التركي والروسي”، مشيراً إلى أن الاستهداف الذي طال القوات الروسية على M-4، “هو من صنع المعارضة”.

ولفت محللون وخبراء عسكريون سوريون، ان طبول الحرب بدأت تقرع في إدلب، والتحركات الروسية والحكومية تدل على ذلك، مشيرين إلى أن المناطق الجنوبية من إدلب “ستكون مسرح العمليات العسكرية القادمة”، التي لم يهدأ القصف عليها منذ ابرام الاتفاق الروسي التركي في آذار/مارس الماضي.

 

إعداد: رشا إسماعيل