دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التعاطف مع رامي مخلوف أصبح جرماً يستوجب الاعتقال في سوريا .. والخلافات تصل لضباط وعناصر بالجيش

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعيداً عن انتشار وباء كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها سوريا، يبدو أن القيادة والحكومة في البلاد، شغلها الشاغل هذه الأيام الخلافات المتجددة مع رجل الأعمال رامي مخلوف، التي تسببت مع استمرار الحرب وقانون “قيصر” بتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

اعتقالات بصفوف موالي مخلوف

وبعد أن طالت الاعتقالات موظفين ومدراء “مدنيين” يعملون لدى شركات مخلوف، وصلت الاعتقالات خلال الأيام الماضية لعناصر وضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومة السورية، حيث اعتقلت السلطات الأمنية 15 ضابطاً وعنصراً من القوات الحكومية بتهمة “الولاء لرامي مخلوف”.

وأصبح “الولاء لرامي مخلوف” جريمة تستوجب الاعتقال بنظر السلطات السورية، حيث يتم إلقاء القبض على كل من يثبت عليه التهمة، أو يشكك بأمره، حيث أفادت مصادر محلية، بأن 15 ضابطاً وعنصراً من القوات الحكومية، تم اعتقالهم بتهمة التخابر مع جهات أجنبية، بينما الحقيقة هي “انهم موالون لرامي مخلوف”.

ونشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، قبل أيام، خبراً مفاده، أن اعتقالات طالت عدداً من الضباط والعناصر في القوات الحكومية، بينهم قيادات، بتهم “التخابر لجهة أجنبية واختلاس أموال الدولة”.

بينما أفادت مصادر أخرى، أن حملة الاعتقالات طالت أيضاً أشخاصاً بتهمة “التجسس لصالح جهات خارجية”، بينما الحقيقة هي أنها متهمة “بالتجسس لصالح مخلوف”.

جهات ضمن المؤسسة العسكرية تعمل لصالح مخلوف

وشددت المصادر بأن الاعتقالات جميعها التي حصلت لا تمت “بالخيانة” (تهم التجسس والتخابر لجهات أجنبية) بصلة، بل تأتي لتفاقم الخلافات بين الحكومة السورية ومخلوف، حيث أن الحكومة حصلت على معلومات استخباراتية تقول “بأن هناك بعض الجهات ضمن الجيش وقياداته تعمل لصالح مخلوف وتقوم بنقل المعلومات والتحركات الحكومية ضده أول بأول”.

وبحسب الجهة التي أرسلت المعلومات “لشبكة أوغاريت بوست” (لا يمكن نشر أي معلومة حولها لأسباب أمنية)، فإن الاستخبارات كشفت جهات ضمن الجيش تتعامل منذ البداية مع مخلوف، وهناك أشخاص يكنون الولاء له منذ سنوات وليس بعد ظهور الخلافات بينه وبين الرئيس السوري، لافتة إلى أن هناك بعض الشخصيات استطاعت الهروب لخارج البلاد قبل اعتقالها.

مخلوف يحذر من الاعتقال

وسبق أن حذر رجل الأعمال السوري رامي مخلوف في كل مرة ظهر فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث البث المباشر أو منشورات على صفحته في الفيسبوك، المتعاطفين معه أو أي شخص يقوم بمتابعته “بعدم التعليق على منشوراته أو بثه المباشر”، كون صفحته مراقبة من قبل الاستخبارات السورية، التي بدورها تقوم باعتقال كل من يبدي تعاطفاً معه.

وسبق أن قالت مصادر إعلامية محلية، بأن هناك بعض الضباط والعناصر من القوات الحكومية، قد “هددوا بحرق الأرض في حال حدوث أي مكروه لمخلوف”، وهو التهديد الذي عملت عليه الاستخبارات السورية لاعتقال كل من يربطه أو يشتبه بارتباطه بمخلوف.

مدير الاتصالات بجهاز أمن الدولة معتقل

يشار إلى أن حملة الاعتقال الأخيرة التي قامت بها الاستخبارات السورية، شملت مدير إدارة الاتصالات في جهاز أمن الدولة، حيث يعد هذا الفرع من أهم الأفرع الاستخباراتية السورية، والتي احدثتها الحكومة نهاية عام 2010، بهدف ضم الأفرع الأمنية والتتبع والتجسس ضمن مؤسسة واحدة.

وتتخوف الحكومة السورية من القاعدة المؤيدة لرامي مخلوف، وهي نفسها التي تؤيد الرئيس الأسد، حيث عمد مخلوف خلال السنوات السابقة لدعم جرحى عائلات قتلى الجيش، من خلال تقديم مساعدات إنسانية لهم.

فيما قام الرئيس السوري وفي خطوة قيل أنها “لسحب البساط الإنساني من تحت أقدام مخلوف”، بفتح مؤسسة خيرية تحت أسم “عرين” تهتم بشؤون قتلى وجرحى الجيش وأسرهم، وباشرت عملها فور الإعلان عنها.

واعتقلت القوات الحكومية منذ بدء الخلافات بين الحكومة ورامي مخلوف، 71 موظفاً ومديراً يعمل لدى شركات رامي في سيريتل والبستان الخيرية، في كل من دمشق وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس.

إعداد: علي إبراهيم