أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تزداد التدخلات الأجنبية في الصراع الليبي، وخاصة الدور التركي في النزاع بين الفرقاء الليبيين، يبدو أن فرنسا نجحت في تشكيل “تحالف عربي غربي”، لمواجهة النفوذ والتمدد التركي في ليبيا، والحد من سيطرتها مع قوات الوفاق والمقاتلين السوريين الموالين لأنقرة على مناطق استراتيجية جديدة.
بقيادة فرنسا.. تحالف عربي غربي
وكشفت تقارير إعلامية عن ظهور “ملامح تحالف غربي عربي” بقيادة فرنسا، للتصدي “للأطماع التركية” في ليبيا، التي وصفها دبلوماسيون فرنسيون “بأنها بلغت مستويات خطيرة تؤثر على الأمن القومي الأوروبي”، وذلك في إشارة منهم إلى تحول ليبيا إلى مركز للجماعات المتطرفة وأخرى تابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي.
وزاد إرسال تركيا للمقاتلين السوريين أيضاً للقتال في ليبيا، من الانزعاج العربي والغربي، في ظل وصول البعض منهم إلى البر الأوروبي، وقلق الدول الغربية على أن يقوم هؤلاء بأي خطوات تزعزع الأمن والاستقرار الأوروبي.
كما دفعت النوايا التركية للسيطرة على النفط والثروات الليبية بالعرب أولاً بالتحرك للتصدي لهذه النوايا، والوقوف مع دول غربية تشاطرها القلق حيال ماتفعله تركيا في ليبيا.
الصراع الفرنسي الأمريكي في ليبيا
وبعد إدراك فرنسي بأن هناك “دعم أمريكي” لجهود تركيا في ليبيا للحد من النفوذ الروسي، تحركت المساعي السياسية بين باريس وموسكو على التحرك للحد من نزيف المناطق من الجيش الليبي، لصالح القوات التركية وقوات الوفاق، التي استطاعت السيطرة على مناطق ذات استراتيجية هامة، وتضع عينها على مدينة سرت النفطية بمشاركة عسكرية تركية مباشرة من الأرض والبحر والجو.
الدول العربية أيضاً شاركت بالحلف الفرنسي والروسي في ليبيا، وذلك بعد أن وصفت جامعة الدول العربية الدور التركي في ليبيا وسوريا والعراق على أنه “يهدد الأمن القومي العربي ويشكل خطراً عليها”، واصفة التحركات التركية بأنها “مساعي لإعادة الامبراطورية العثمانية”.
ترحيب عربي بالجهود الفرنسية
وأشادت الدول العربية على رأسها السعودية والإمارات ومصر بالتحركات الفرنسية من التدخل التركي في ليبيا. بينما شدد محللون سياسيون عرب، بأن التغاضي العربي عن التدخلات التركية في الدول العربية كان السبب في تمادي أنقرة في أكثر من بلد، مشيرين إلى أن الانقسامات بين العرب دفعت أطراف عدة لمحاولة التدخل في شؤونها ومحاولة تهديد أمنها واستقرارها.
بينما أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية، أن من شأن دخول باريس على الخط كطرف واضح في الصراع الليبي أن يكسر الصمت حول “الصراع الأميركي الفرنسي على ليبيا”، بينما تحاول الخارجية الأميركية بالتعاون مع تركيا إظهار الصراع في ليبيا على أنه صراع بين الغرب وروسيا التي يتم استخدامها كفزاعة لاستفزاز الولايات المتحدة والغرب بهدف تمكين الإسلاميين من البلاد.
رسائل سياسية فرنسية لتركيا
وشددت تلك الأوساط على أن التحالف العربي الغربي الذي ستكون فرنسا ومصر رأس الحربة فيها، من شأنها أن تحشد المزيد من الدول لمواجهة تركيا ومن خلفها الولايات المتحدة في ليبيا، وهذا ما عملت عليه فرنسا خلال القمة السادسة لرؤساء مجموعة الساحل الأفريقي الخمس، الذي شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتحمل هذه القمة رسائل سياسية واضحة لتركيا، أن دورها في ليبيا لن يمر كما في السابق، ولن تستطيع أن تفعل ما يحلو لها في ليبيا، التي تعد قريبة من القارة الأوروبية، وأمنها يعني أمن أوروبا والعرب أيضاً.
إعداد: رشا إسماعيل