أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع بدء موسم الحصاد الجديد في مناطق شمال وشرق سوريا، تخيم حالة من الخوف في الأوساط الشعبية من مواجهة حرائق جديدة في المنطقة كما العام الفائت، الذي كان كارثياً وأدى لإتلاف آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والمزروعة بمادتي القمح والشعير.
اتهامات مباشرة
تقارير إعلامية عدة تتحدث عن “انتهاكات تركية والفصائل الموالية لها” في مناطق شمال وشرق سوريا، فمن الهجمات العسكرية التي شنت على المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وقطع المياه عن مدينة الحسكة إلى إحراق المحاصيل الزراعية.
وتتهم الجهات المسؤولة في تلك المناطق القوات التركية والفصائل الموالية لها بإحراق المحاصيل الزراعية في المناطق القريبة من الحدود، وذلك “كنوع من الحرب الاقتصادية وضرب الأمن الغذائي” من خلال إحراق محاصيل القمح والشعير مما يؤدي إلى تخفيض الناتج الاستراتيجي لهذه المادتين المهمتين.
حرائق متعمدة متجددة
وتعتمد مناطق الجزيرة / شمال وشرق سوريا، بالدرجة الأولى على الزراعة، وكون السنتين الماضيتين كانت الهطولات المطرية جيدة جداً، مما أدى لزيادة المساحات المزروعة وخاصة بالقمح والشعير، لكن الحرائق التي اندلعت خلال السنة الماضية والتي أدت لتلف آلاف الهكتارات كانت لها تداعيات صعبة على الاوضاع المعيشية للأهالي.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل الموالية لأنقرة تتعمد على مدار الأيام القليلة الفائتة، إلى إضرام النيران ضمن حقول ومحاصيل زراعية تعود ملكيتها للمدنيين على مقربة من مناطق سيطرتها شرق وشمال شرق سوريا.
وبحسب المرصد فإن الفصائل الموالية لتركيا تقوم باستهداف الأراضي الزراعية بالقذائف والرشاشات، وسط صعوبات بالغة يواجهها الأهالي في إخماد تلك الحرائق المفتعلة، نظراً لقربها من المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل.
ونشبت حرائق جديدة أدت لتلف العشرات من الدونمات في الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح والشعير في قرى معشبة وعبوش وخربة شعير الواقعة ضمن مناطق نفوذ قسد، بالقرب من خطوط التماس مع الفصائل الموالية لتركيا.
إضافة لاندلاع النيران في قريتي القاسمية والدردارة الواقعتين شمال غرب تل تمر، ومنعت الفصائل سيارات الإطفاء وأصحاب الأراضي من الوصول إليها لإطفائها عبر استهدافهم.
حرائق بشكل شبه يومي
وبشكل شبه يومي تسجل السلطات في مناطق الإدارة حرائق جديدة “مفتعلة” تقول أنها نتيجة لهجمات القوات التركية والفصائل الموالية لها، ولا يكاد ينتهي الأهالي من إخماد حريق في أحد الحقول الزراعية، حتى يندلع حريق آخر في حقل آخر.
وتقول أوساط سياسية ومسؤولة في تلك المناطق، أن تركيا والفصائل الموالية لها، بعد أن شنوا غزواً عسكرياً لمناطقهم وطردوا أهلها منها، وأحدثوا تغيراً ديمغرافيا فيها، وقاموا بقطع المياه عن مدينة الحسكة ونواحيها في أوجه انتشار فيروس كورونا بالدول المجاورة، تقوم تركيا اليوم بحرب جديدة ضد الأهالي.
مشيرين إلى أن إحراق المحاصيل الزراعية هي سلاح جديد بيد تركيا والفصائل الموالية لها في حربهم المتواصلة ضد المدنيين، منددين بموقف روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما “ضامنين” لاتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا، وعدم تحركهم للحد من هذه الهجمات.
وخلال السنة الماضية، تبنى تنظيم داعش الإرهابي إحراق العشرات من الأراضي الزراعية عبر خلاياه النائمة في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وقدرت هيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية قيمة الأضرار التي لحقت بالمحاصيل نتيجة للحرائق بـأكثر من 19مليار ليرة سورية.
ولم تقتصر الأضرار على المادية فقط وإنما أودت بحياة 7 أشخاص من الجهات الأمنية وفرق الإطفاء والسكان أثناء إخماد الحرائق، بالإضافة لعشرات الإصابات.
إعداد: علي إبراهيم