أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – يستمر التصعيد العسكري في مناطق “خفض التصعيد” بين القوات الحكومية السورية والقوات التركية، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء مهلة أردوغان لانسحاب القوات الحكومية من إدلب، فيما قصفت القوات التركية قرى في ريف تل تمر بالتزامن مه تحشيدات عسكرية
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطائرات الحربية التركية تحلق في أجواء المنطقة الحدودية شمال محافظتي إدلب وحلب، يأتي ذلك قبيل انتهاء المهلة التي بموجبها هدد أردوغان الحكومة السورية.
وجاء ذلك في وقتٍ قصفت طائرات مسيرة تركية مواقع للقوات الحكومية في محيط سراقب، وريف إدلب الجنوبي دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، كذلك استهدفت المدفعية التركية مناطق في سراقب وجبل الزاوية.
وشنت الطائرات الروسية غارات جوية على ريفي إدلب وحماة، إضافة إلى عشرات الغارات من قبل الطائرات الحكومية.
كما أدخلت القوات التركية تعزيزات عسكرية جديدة تضم أكثر من 3 آلاف آلية عسكرية من معبر كفرلوسين الحدودي باتجاه محافظة إدلب.
وفي السياق اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المدعومة من تركيا في محاور بسهل الغاب وجبل الزاوية، وتمكنت الفصائل من استعادة السيطرة على كل من كفرعويد وسفوهن بجبل الزاوية وقليدين والزقوم بسهل الغاب شمال غرب حماة، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، وسط استمرار المعارك بوتيرة عنيفة بين الجانبين، والحديث عن خسائر بشرية كبيرة بين الطرفين.
وفي وقت سابق من السبت، تتواصل الاستهدافات المتبادلة بين القوات الحكومية السورية والتركية في محاور سراقب وريفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان ضربات جوية متواصلة تنفذها طائرات حربية روسية مستهدفة خلالها أماكن في بريف حلب الغربي، وشرق إدلب، تزامن ذلك مع ضربات جوية من قبل طائرات مسيرة تركية على مواقع للقوات الحكومية بريفي إدلب وحماة.
وتحدثت مصادر معارضة عن أسر 11 من عناصر القوات الحكومية على جبهات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وذلك بعد محاصرتهم في قرية “قوقفين” في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، خلال العملية العسكرية التي شنتها فصائل المعارضة.
وعلى صعيد متصل قال المرصد السوري أن ما لا يقل عن 10 عناصر من “حزب الله” اللبناني، بينهم قياديين قتلوا خلال المعارك والاشتباكات في مدينة سراقب ومحيطها، وأشار إلى أن تعزيزات عسكرية لحزب الله وصلت لمحيط سراقب وريف حلب الجنوبي.
تداعيات التصعيد العسكري في إدلب
أفادت صحيفة “يني شفق” التركية أن روسيا ردت على مطلب تركيا حول المطالبة بانسحاب القوات الحكومية السورية من إدلب بالرفض، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي شدد على رفضه لأي عملية عسكرية تركية في إدلب، مطالباً الرئيس التركي باحترام وحدة الأراضي السورية.
وفي غضون ذلك قال الرئيس التركي، إن ضربات بلاده العسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 2000 جندي سوري، وأضاف أن قواته دمرت 300 آلية عسكرية سورية، فضلاً عن مخازن أسلحة كيماوية ومنشآت عسكرية، وتوعد أردوغان القوات الحكومية السورية “بالانتقام” على أثر مقتل جنوده.
وفي وقت سابق من السبت أعلنت تركيا، أنها دمرت “منشأة للأسلحة الكيماوية” تابعة للحكومة السورية بريف حلب، وقال مسؤول عسكري تركي أن الضربات التركية طالت أيضا عددا كبيرا من الأهداف الأخرى.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل جندي تركي وإصابة آخر، في قصف مدفعي شنته القوات الحكومية السورية في إدلب، مساء الجمعة.
مــحــافــظــة الــحــســكــة
قصفت القوات التركية قريتي أم الكيف ودردارا ومناطق أخرى في ريف تل تمر من قاعدتها في قرية الداودية التابعة لناحية أبو راسين (زركان).
وتحدثت مصادر إعلامية عن حشود عسكرية للقوات التركية في كل من الداودية والمنطقة التي تصل مابين قريتي باب الخير وأم عشبة.
مــحــافــظــة درعـــا
قالت وكالة “سمارت” المعارضة إن انفجاراً أدى لمقتل كل من ليلى صالح خليل وابنتها رغد عصام عوض على الفور، وذلك جراء انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مبنى حزب “البعث العربي الاشتراكي” في حي المطار وسط المدينة، دون توفر تفاصيل إضافية عن الجهة المسؤولة عن تنفيذ التفجير.
الــحــصــاد الــســيــاســـي
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمساعدة حليفتها في “الناتو” تركيا، وأدان بومبيو الهجوم الذي وقع على القوات التركية بأقوى العبارات الممكنة. وطالب الحكومة السورية وروسيا بوقف هجماتهم.
وفي السياق ذاته قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أيد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي خفض مستوى العنف في إدلب، ودعا الحكومة السورية وروسيا وإيران إلى “وقف هجماتها”، وقال مسؤول أمريكي أن “ترامب جدد تأكيده على دعم بلاده لتركيا وتجنب كارثة إنسانية”.
عربياً دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كافة الأطراف المتصارعة على الأرض السورية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إدلب، محذراً من خطورة تصاعد المواجهات العسكرية المترتبة على التدخلات الإقليمية والدولية على الساحة السورية وتقويض فرص الحل السلمي للازمة السورية.
كما أعلن مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية أن “واشنطن تدرس سبل مساعدة القوات التركية بشكل عاجل في مواجهة الجيش السوري بمحافظة إدلب، لكنها لم تقرر بعد إرسال قوات للمنطقة”، وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تعتزم دعم القوات التركية في إدلب بالعتاد والمعلومات، دون تحركات عسكرية لوحدات أميركية.