أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ أيام والإعلام الروسي يشير إلى أن على الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد أن يستعدوا للمرحلة الانتقالية في سوريا، كذلك سلطت تقارير إعلامية روسية جديدة الضوء على زيارة موفد الرئيس الروسي إلى دمشق للقاء الأسد وذلك لتسريع عمل اللجنة الدستورية وتحجيم دور إيران في البلاد. خطوة قال عنها مراقبون روس، “انها دليل على نفاذ صبر روسيا”.
خلافات بين ضامني آستانا.. وسعي روسي لتخفيف التوتر
وكشفت تقارير إعلامية عن مصادر قالت أنها رسمية روسية، أن خلافات متصاعدة بين “حلفاء الضرورة”، روسيا وتركيا وإيران، (ضامنو آستانا)، حول التطورات الأخيرة في سوريا، وأكدت أن الخلافات تتعمق بين تلك الأطراف شيئاً فشيئاً.
وأشارت تلك التقارير الإعلامية إلى أن زيارة موفد الرئيس الروسي إلى دمشق وبعدها لعواصم دول “ضامني آستانا” تسعى لتخفيف التوتر الحاصل، والدفع بعمل اللجنة الدستورية، وعدم الإلهاء في عملها ووضع شروط مسبقة من الأطراف على بعضها.
يشار إلى ان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون قد أقر بفشل عقد اجتماع الجولة الثانية من اللجنة الدستورية السورية، بعد رفض كل من الحكومة والمعارضة لمقترحات بعضهما البعض بخصوص سير عمل اللجنة.
روسيا ضاقت ذرعا بالأسد.. وانفتاح روسي على الخليج
وتحدثت أوساط روسية عن أن موسكو “ضاقت ذرعا” بما وصفتها “مناورات الرئيس السوري التكتيكية مع إيران، في إطار محاولاته تخفيف الضغوط للامتثال لطلب المضي في ملف اللجنة الدستورية”.
في المقابل، كشفت مصادر دبلوماسية روسية انه على الأرجح سيكون هناك انفتاح من جهة موسكو على الخليج للمساهمة في الدفع بالحل السياسي في سوريا، إضافة لملف إعادة الإعمار في البلاد، والتي يراها مراقبون خطوة “بالغ الصعوبة” كون بدون ضوء أخضر أمريكي لتلك الدول لن تستطيع المساهمة في إعادة الأعمار.
وتسعى موسكو للتحرك باتجاه بلدان الخليج العربية خصوصاً السعودية من أجل مشاركة أكبر للرياض في ملف التسوية وإعادة الإعمار، وهو ما يمكن أن يبحثه في الرياض هذا الأسبوع “ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى آفاق التسوية وعمل اللجنة الدستورية.
وكان النائب العام السعودي سعود بن عبدالله المعجب قد بحث مع نظيره الروسي يوريتشايكا، تعزيز التعاون والتنسيق القانوني في مجالات مكافحة الإرهاب والفساد والجرائم العابرة للحدود، في لقاء جرى بالرياض.
لافرنتييف يلتقي الأسد.. ورسائل موسكو
وفي السياق أكدت الخارجية الروسية في بيان، أن ألكسندر لافرنتييف، الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، وسيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، التقيا الأسد وشددا على “دفع العملية في سوريا بدعم من الأمم المتحدة، كما نص القرار 2254″، وأشار بيان الوزارة إلى ضرورة استعادة وحدة الأراضي السورية مع أخذ مصالح كل المجموعات العرقية والدينية في الاعتبار.
وقال مراقبون أن بيان وزارة الخارجية الروسية يشير إلى أن تركيا ليس مسموح لها بجود طويل في شمال سوريا، كذلك يبعث البيان رسائل للحكومة وحضّها على “إبداء مرونة أكبر” في المفاوضات مع الإدارة الذاتية، والاتفاق على مسائل التسوية السياسية.
انزعاج روسي من محاولة الأسد معادلة الكفة بين موسكو وطهران في سوريا
وفي غضون ذلك أشارت أوساط سياسية روسية لوسائل إعلامية محلية، إلى ان روسيا غاضبة من محاولات الأسد للتقرب إلى إيران لخلق توازن في سوريا مع الدور الروسي، وتخفيف نفوذ موسكو المتزايد في سوريا، الأمر الذي دفع بالأخيرة بتوجيه انتقادات وتحذيرات مبطنة لرأس الحكومة السورية (بشار الأسد) بدور روسيا في حمايته واستمراره، وأوضحت بأن إيران تسعى للتحرك بقوة لتثبيت مواقعها بعد التفاهمات الروسية الأميركية الإسرائيلية الخاصة بعدم تمكين طهران من التموضع عسكرياً في سوريا.
إعداد: علي ابراهيم