دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الخلافات السياسية بين الأطراف المشاركة في الدستورية السورية تنتقل لمعارك في الميدان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الإخفاق السياسي في الأمم المتحدة والمتمثل باللجنة الدستورية السورية، والتي أقر بفشل اجتماعها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، وقوله أن المشاركون لم يستطيعوا أن يتفاهموا حول “آلية عمل” لسير اللجنة، بالرغم من انه قام ولعدة أيام بمحاولة إقناع تلك الأطراف بالموافقة على المقترحات، يبدو أن الكلمة عادت للميدان من جديد.

المعارضة تطلق عملية عسكرية في جنوب إدلب

فبعد الهجوم العسكري العنيف التي شنته القوات الحكومية على مواقع جديدة للمعارضة في مناطق جبل شحشبو وجنوب إدلب، ها هي اليوم المعارضة تقوم بإطلاق حملة عسكرية جديدة في جنوب محافظة إدلب، وذلك لاستعادة المناطق التي خسرتها في الأيام الماضية.

وكانت تنص خطة الحكومة السورية، على ان تقوم بالهجوم على منطقة جبل شحشبو بالريف الشمالي لحماة، وإخضاعها، وبالتالي تحويلها إلى مركز عمليات متقدم للانطلاق نحو المناطق الأخرى من إدلب، وبحسب ما تم الكشف عنه حينها، فإن تلك المعارك كانت ستشارك فيها قوات تابعة لسهيل حسن “النمر” إضافة إلى قوات من الفرقة الرابعة وآخرين من حزب الله.

بعثرة الأوراق.. والمعارضة تحقق تقدماً ميدانياً

المعارضة السورية يبدو انها تداركت الأمر، وعلمت جيداً أن بإطلاقها لعملية عسكرية ستستطيع ان تبعثر الأوراق بالنسبة للحكومة، فقامت بإطلاق عملية عسكرية جديدة لتأمين المناطق التي تسميها “بالمحررة” في شمال سوريا، وحققت فصائل المعارضة السورية تقدماً بعد ساعات من إطلاق المعركة، وسيطرت على عدة قرى.

ونقلت وسائل إعلامية تابعة للمعارضة عن مايعرف بـ “غرقة عمليات الفتح المبين” الذي يضم عدداً من الفصائل المعارضة عن إطلاق معركة عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع القوات الحكومية السورية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأطلقت الغرفة تسمية “ولا تهنوا” على معركتها.

وبحسب تلك المصادر الإعلامية، فقد كشف قيادي في “الجبهة الوطنية” المعارضة إن فصائل المعارضة سيطرت على قرى “رسم الورد وسروج واسطبلات واعجاز جنوب شرق إدلب بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام والقوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله اللبناني، التي سقط منها العشرات بين قتيل وجريح وتدمير عدة آليات عسكرية”. حسب قوله.

وأضاف القائد العسكري “بعد خسارة قوات النظام لمواقعها، أطلقت عشرات الصواريخ على بلدات وكفرسجنة ومحيط بلدة كفروما وقرى موقا وصهيان وتحتايا في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن المعارضة قامت بالرد على مصادر النيران.

الحكومة: الجيش يتصدى لهجمات عنيفة.. وحميميم تعترف

وفي السياق قالت مصادر أخرى مقربة من الحكومة السورية، “إن الجيش السوري يتصدى لهجوم عنيف تشنه مجموعات مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وأجناد القوقاز على قرى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتم إخلاء بعض المواقع في منطقة سروج، وقد أثرت الأحوال الجوية وخاصة الضباب على مجريات المعارك”، ويبدو حسب مراقبين ان المعارضة استغلت الأحوال الجوية كون الطائرة لا تستطيع أن تطير وقامت بإطلاق هذ الحملة والتقدم نحو المناطق التي خسرتها.

ومن جانبها، أقرت قاعدة حميميم العسكرية الروسية عبر صفحات تابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بتقدم قوات المعارضة وسيطرتها على قرى في ريف إدلب، قائلة: “أحرزت التنظيمات الإرهابية المحظورة في روسيا تقدماً واسعاً شرق مقاطعة إدلب على حساب قوات النظام. القوات الجوية الروسية تقدم الدعم الكامل لإيقاف تقدم التنظيمات الإرهابية”.

تطورات ميدانية متسارعة تعكس المشهد المتوتر والخلافات التي لم تعد فقط بين أطراف اللجنة الدستورية (الحكومة – المعارضة – المجتمع المدني) بل وأيضاً بين الرعاة الكبار، (ضامنو آستانا)، ولا يوجد في هذه اللحظة سوى الميدان لكي يقوموا بالتفاهم على مسائل لن تكفي السياسة في حلها، لذلك فإن التغيرات العسكرية أحياناً تؤدي إلى خلق تفاهمات سياسية، وهذا ما سيفعله المنتصر في هذه المرحلة عسكرياً من فرض رأيه على الجميع. يقول مراقبون ومحللون.

 

إعداد: ربى نجار