دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

لقاء ترامب وأردوغان وسط توترات وسجالات، والأخير يكشف علناً نيته لإجراء “تغيير ديمغرافي” في شمال سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الابيض بواشنطن في زيارة، لاقت استنكاراً من قبل الشارع الأمريكي قبل المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وتتزامن أيضاً مع بدء الكونغرس الجلسات العامة من التحقيق ضمن آلية عزل الرئيس. وتباحث الرئيسان مواضيع “خلافية” كثيرة مثل الملف السوري وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المناطق الحدودية مع تركيا و”المنطقة الآمنة”.

تغيير ديمغرافي.. والاتفاق المتماسك الذي يراه ترامب

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الأميركي دونالد ترامب، إنه يرغب بإعادة توطين مليوني سوري في المنطقة الآمنة التي يتم إنشاؤها شمالي سوريا، في تصريحات رآها مراقبون، أنها تمثل “أكبر عملية تغيير ديمغرافي يتم العمل عليها علناً في المنطقة منذ عشرات السنين”.

وأشار أردوغان خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس الأمريكي، إلى أن هدف أنقرة هو إقامة “منطقة آمنة” تمتد من الحدود العراقية السورية إلى مدينة جرابلس.

وتقول أوساط سياسية أمريكية، أن “المنطقة الآمنة” كان مطلب تركيا منذ السنوات الأولى للحرب في سوريا، ولكن الإدارات السابقة لم تكن تعير اهتماماً أو نية لإنشاء هذه المنطقة، ولكن على دور إدارة ترامب، نجح أردوغان على مايبدو في فرض ما يريد على واشنطن وحلفاءها الغربيين.

ومن جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتفاق في شمالي سوريا متماسك حتى الآن، بالرغم من ان المسؤولين الأمريكيين أكدوا مراراً أن الهجمات في مناطق (خارجة عن منطقة العمليات العسكرية) مستمرة وأن القوات التي تدعمها تركيا قامت بانتهاكات ضد المدنيين السوريين، وأشارت أوساط سياسية أمريكية إلى أن، الرئيس الأمريكي يتجاهل الواقع على الأرض، وهو يقوم بتلميع صورة الاتفاق بينه وبين الرئيس التركي، الذي تربطهما مصالح شخصية ومالية، كون ترامب لديه عشرات الشركات في تركيا ويجني منها ملايين الدولارات سنوياً.

وأوضح ترامب، أن شراء أنقرة لمنظومة صواريخ أس-400 الروسية يمثل تحدياً كبيراً للعلاقات بين البلدين، لكنه يأمل بحلها على حد تعبيره، وأضاف كلفنا لجنة مشتركة لبحث وحل الخلافات بين الطرفين بخصوص هذا الموضوع.

محادثات جيدة مع “الأكراد”.. والهدف من البقاء في شمال سوريا “حماية النفط”

وقال أيضاً، كان لدينا محادثات جيدة مع “الأكراد” السوريين، وقد أحدثنا تقدماً وزخماً بهذا الشأن معهم، مشدداً على أن وجودهم في سوريا هو لحماية النفط وعدم وقوعه بيد داعش وغيرها في إشارة منه إلى (روسيا والحكومة السورية وإيران).

وكان ترامب قال في بداية اللقاء مع أردوغان، إن الولايات المتحدة أبقت قوات في سوريا بغرض حماية حقول النفط هناك، وقد بدأت فعلاً على الأرض القوات الأمريكية من الانسحاب من مناطق في الرقة وحلب كانت متمركزة فيها والتوجه صوب المناطق النفطية في القامشلي ودير الزور.

توسط ترامب بين المشرعين الأمريكيين وتركيا لعدم فرض عقوبات عليها

وعن صفقة الطائرات الأمريكية إف-35 قال ترامب، أنه سيتحدث مع مجلس الشيوخ بشأنها، وكان المجلس يعتزم فرض عقوبات قاسية على تركيا، ولكنه انتظر إلى ما ستؤول إليه الأمور بعد لقاء القمة بين زعيمي البلدين.

في إشارة واضحة حسب مراقبين، أن ترامب سيسعى لإقناع المشرعين الأمريكيين بعدم فرض عقوبات على تركيا بسبب “غزوها” لشمال سوريا، واقتنائها لأسلحة روسية، ولكن في ظل معارضة الديمقراطيين، فذلك يبدو صعباً وخصوصاً وأن أعضاء من حزب ترامب (الجمهوريين) متفقين أيضاً على فرض عقوبات تحد من “سلوكيات” تركيا “الاستفزازية” في المنطقة.

بدوره وقبيل لقاء ترامب وأردوغان، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، الذي طلب أردوغان من ترامب خلال لقاءه، وقف الدعم عنهم كونهم “إرهابيين” في نظر أنقرة. وشدد الوزير الأمريكي على دور قوات سوريا الديمقراطية في المساعدة بمنع ظهور داعش مجدداً، كون القوات اكتسبت خبرة قتالية ضد التنظيم خلال سنوات الحرب. حسب خبراء وقيادات عسكرية أمريكية.

 

إعداد: ربى نجار