دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شرق الفرات والمنطقة الآمنة فيها بين شد وجذب تركي أمريكي، فلمن ستكون الغلبة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دلت التصريحات الجديدة التي أطلقها المسؤولون الاتراك بخصوص المنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا، إلى تعثر أنقرة في توصلها إلى فرضيتها ورؤيتها لتلك المنطقة، التي تتيح لها إرساء القواعد الأولى في شرقي الفرات، وخاصة بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التهديدي، الذي توعد من جديد بإنشاء المنطقة المزمعة شمالي سوريا، منفرداً دون الولايات المتحدة.

تركيا تتوعد شمال شرق سوريا من جديد

وجدد أردوغان بتحرك منفرد في مناطق شرقي الفرات، إذا لم يرى نتائج ملموسة بخصوص الاتفاق الامريكي التركي حول “الآلية الأمنية” لإنشاء منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا. وأشار إلى أن بلاده لها “خططها الخاصة” في هذا المجال، وسيتحركون “عسكرياً خلال أسبوعين أن لم يتم الاتفاق حول المنطقة الآمنة” بنتائج ملموسة.

وأضاف الرئيس التركي، إن “تركيا لم تعد تطمئنها التصريحات بشأن المنطقة الآمنة في سوريا، ونريد إجراءات ملموسة على الأرض”.

وتوصلت تركيا مع الولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن التنسيق المشترك بينها بخصوص إقامة منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا، وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود، وذلك لمعالجة المخاوف المشتركة للأطراف الثلاث.

إعادة 3 مليون لاجئ سوري.. والكرد يحذرون من “تغيير ديمغرافي”

وسبق أن أشار الرئيس التركي خلال قمة أنقرة مع ضامني آستانا (روسيا وإيران)، أنه يسعى إلى إعادة أكثر من 3 مليون لاجئ سوري إلى المنطقة، وذلك جراء العبء الكبير الذي يشكلونه على الاقتصاد التركي. بحسب أردوغان. كما وعد بإنشاء “وحدات سكنية”، لإيواء هؤلاء النازحين بعد إعادتهم من تركيا.

القوى السياسية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، حذرت أن لتركيا “غايات استعمارية” وإجراء “تغيير ديمغرافي وتهجير كلي لسكان المنطقة”، مشيرين إلى انهم لن يسمحوا بذلك، ولن يوافقوا على إعادة أي لاجئ سوري ليس من أبناء المنطقة.

الولايات المتحدة تؤكد بقاءها في سوريا لدعم قسد ضد داعش

من جهتها الولايات المتحدة جددت دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وأكدت انها ستبقي على قوات لها في سوريا إلى أجل غير محدد، كان ذلك خلال تصريح  للمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، الذي قال، “أنّ المنطقة الآمنة المقرّر إنشاؤها في شرقي الفرات، لا بدّ أن تضمن تحقيق أهداف الولايات المتّحدة التي من بينها حماية قسد الذين تطالب تركيا إبعادهم”، مشيراً إلى أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد في إنهاء العنف في سوريا”.

وأوضح جيفري، أنّ بلاده تريد فقط تحقيق “آلية آمنة” لضمان دحر تنظيم داعش الإرهابي بشكل دائم، وأنّهم يعملون وفق رؤيتهم بأن لا يخلقوا “فراغاً أو مناطق رخوة ينسل من خلالها تنظيم داعش عبر انسحابنا أو سحب دعمنا وتأثيرنا، وهذه رؤية يتفق عليها ويريدها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب”.

فراغ أمني قد يؤدي إلى ظهور داعش مجدداً

وتخشى الولايات المتحدة وقسد من أن أي هجوم تركي على المنطقة سيخلق فراغاً أمنياً سيؤدي إلى هروب عشرات الآلاف من عناصر داعش المحتجزين لدى الأخيرة، وبالتالي عودتهم من جديد في سوريا، خصوصاً بعد التقارير الدولية الرسمية التي دلت على ذلك.

تعزيزات عسكرية لقسد “لتلبية احتياجاته في الحرب ضد داعش”

وفي السياق أكد كريس ماير، مدير مجموعة العمل في البنتاغون الخاصة بمكافحة تنظيم داعش الارهابي، إن الولايات المتحدة تواصل إرسال أسلحة ومركبات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية “لتلبية حاجاتها ومواصلة محاربة داعش”.
مراقبون ربطوا تصريحات المسؤول في البنتاغون بالتهديد الجديد للرئيس التركي، وأشاروا إلى ان واشنطن لن تسمح بأن تفشل ما حققه التحالف الدولي من نجاحات في حربها ضد داعش في مناطق شرق الفرات، وان الولايات المتحدة تبحث عن حل وسط بين تركيا وقوات قسد.

على الولايات المتحدة “حماية حلفائها الأكراد من التهديدات التركية”

ويقول الصحفي السوري جون صالح العضو في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، “كي تحافظ الولايات المتحدة على مصالحها في سوريا عليها حماية حلفائها الأكراد من التهديدات التركية في المنطقة الآمنة. وبإمكانها القيام بذلك من خلال ضمان أمن الحدود بين تركيا والأكراد داخل سوريا”. وتفويض مراكز الجيش بمراقبة المنطقة، وممارسة الضغط على تركيا للانسحاب من المدن السورية، ودعم حل سياسي برعاية الأمم المتحدة”.

 

إعداد: علي إبراهيم