أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط اتهامات للحكومة السورية بالتستر على الأعداد الحقيقية للمصابين بفيروس كورونا، يستمر الوباء بالانتشار بشكل أكبر من أي وقت مضى في البلاد، بينما كشفت مصادر خاصة عن معلومات “مرعبة” حول المستشفيات والتزامها بالإجراءات الوقائية والطبية.
كورونا ينتشر .. وسط إهمال حكومي وشعبي
واكتظت شوارع ومنتزهات العاصمة دمشق كغيرها من المحافظات بالزوار، بالرغم من التحذيرات حول خطورة الوضع الوبائي في البلاد.
مصادر خاصة مطلعة كشفت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أنه “في كل مرة تقوم وزارة الصحة بأخذ عينات من أقل من 100 شخص بالمحافظات، وفي كل يومين تقوم الوزارة بالإعلان عن الحالات التي وصلت نتائج فحصها، وأغلب الأحيان تكون أقل من نصف العينات التي أجريت لها عملية الفحص”.
وحذر المصدر “من حالة التراخي لدى الجهات المسؤولة”، مشدداً على أنهم “لا يأخذون الوضع الكارثي على محمل الجد”، مشيراً إلى أن “هناك عينات وحالات مصابة تضيع أوراقها .. وبالتالي لا يتم إحصائها في البيانات الرسمية”.
وقال “هناك أوامر بعدم إعطاء حصيلة الاختبارات بشكل كامل وتقسيمها على بيانات تصدر لاحقاً خلال وزارة الصحة”، مشبهاً “وضع الوباء في سوريا بالمأساة الإيطالية”.
الإعداد المعلن عنها
وأعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية، يوم الاثنين، عن أكبر حصيلة يتم الكشف عنها منذ انتشار الوباء في البلاد، حيث قالت أن “38 حالة جديدة مصابة بكورونا تم تسجيلها في البلاد”، إضافة إلى “حالتي وفاة اثنتين”، ما يرفع إجمالي الإصابات إلى 874 إصابة، و43 وفاة وشفاء 268.
أما الإدارة الذاتية فقد أعلنت حتى ساعة كتابة التقرير عن 30 إصابة بالفيروس في مناطق سيطرتها، بينما في مناطق سيطرة المعارضة، فقد وصلت الأعداد المعلن عنها إلى 35.
رقم مرعب للمصابين .. وأوضاع المشافي مأساوية
وعن خطورة الوباء في سوريا، كشف قسم الدراسات الوبائية في وزارة الصحة الألمانية، أن عدد الإصابات الفعلي في سوريا “وصل حوالي مليوني ونصف حالة”، وحذر من أن الوباء يأخذ مجرى الانفجار الأفقي والعمودي، متوقعاً كارثة كبرى لم يشهد لها العالم مثيلاً.
وأكملت المصادر الخاصة “لأوغاريت بوست”، أن الأوضاع في مشافي دمشق بشكل عام “كارثي”، وقال “لا يوجد أعداد كافية من الأطباء والممرضين في المشافي”، وأضاف “الأطباء والممرضين يحملون الحكومة السبب، حيث أنها لا تعطيهم الأدوات اللازمة لحماية أنفسهم من الحالات المصابة”.
وأشار إلى أن “قسم الحجر في أحد المستشفيات (المواساة) يتوسط قسم القلبية وقسم مرضى الكلى، كما يتم وضع المرضى سواءً المصابين أو غيرهم (ممن لم تتأكد إصابتهم بعد) في غرفة واحدة، ويتم تقاسم الحمامات بين مرضى الفيروس وغيرهم من المرضى وحتى الزوار”.
حتى بكورونا .. رشاوي ومحسوبيات
وتابع “المرافقين لمرضى كورونا يتم دخولهم لغرفة العزل للاطمئنان على صحة المصاب بعد (مايحط كم ليرة بجيبة الحارس/رشوة)”، أما بخصوص جهاز التعقيم على مدخل بعض المشافي ومنهم المواساة الجامعي بدمشق، “فإنه عمل ليومين فقط بعد تركيبه، والآن هو معطل”.
وحول المسحات التي تجرى على المرضى المشتبه بإصابتهم قال “أن المريض العادي ينتظر لأيام ولا يتاح له إجراء الفحص، بينما المدعوم يتم إخذ العينة منه مباشرة، ولا يتم إعطاء النتيجة إلا إذا (حطوا كم ليرة مدعومة بالجيبة)، لافتاً إلى أن الأطباء يقولون أن الأعداد المتوفين والإصابات المعلن عنها “ولا شي من قدام لمنعرفوا .. بس مافينا نحكي”.
شادي حلوة “الوضع مأساوي بحلب”
بدوره حذر الإعلامي شادي حلوة، الذي ظهر في فيديو من الأوضاع المأساوية وانتشار كبير للفيروس في حلب، وسط نقص كبير في المستلزمات الطبية وأقنعة الأكسجين، مشيراً إلى “أن المستشفيات في حلب ومراكز الحجر أصبحت ممتلئة، وباتت تعاني من نقص بالأدوية والإمدادات الصحية”.
ووسط كل ما يحصل في البلاد، لا تزال الحكومة السورية مصرة على عدم مصارحة الشعب بالحقيقية، لعله يأخذ الحيطة والحذر، ونتجنب كارثة ومأساة قد تصبح مضرب مثل كالحرب التي نعيشها اليوم منذ سنوات.
إعداد: ربى نجار