دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

هل فهم الأسد فحوى الرسالة بعدم دعوته لمؤتمر دول جوار العراق؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تضاربت الأنباء والأخبار حول دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى مؤتمر دول جوار العراق والذي من المقرر عقده نهاية الشهر الجاري في بغداد، حيث نفت وزارة الخارجية العراقية تقديم دعوة إلى الأسد، وأوضحت في بيان أن الحكومة العراقية تؤكد أنها غير معنية بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسمية تُرسل برسالة رسمية وباسم رئيس مجلس الوزراء العراقية، لافتة إلى أنه لا يحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقيّة.

تضارب في المواقف

يأتي توضيح الخارجية العراقية بعد ما تناقلت وسائل إعلام خبرا مفاده، أن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، سلم دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور قمة بغداد، خلال لقاء جمعهما في دمشق، الأمر الذي أكدته هيئة الحشد الشعبي قائلة إن رئيسها سلّم الرئيس السوري رسالة توضيح من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بشأن سبب عدم دعوة الحكومة السورية لحضور مؤتمر دول الجوار.

وذكرت الهيئة، في بيان، أن الفياض أبلغ الأسد خلال لقائهما أن عدم توجيه دعوة الحضور للجانب السوري لا يعبر عن تجاهل العراق للحكومة السورية ومكانتها الراسخة، وإنما هو تعبير عن الحرص على إنجاح مؤتمر نسعى من خلاله إلى توفير تفاهمات تساعد على إنتاج حلول لمشاكل المنطقة باشتراك جميع دول جوار العراق، والمشكلة السورية في طليعة هذه المشاكل.

وخلال الأيام الماضية، سلم العراق دعوات رسمية لزعماء دول تركيا وإيران ومصر والسعودية والأردن وقطر والكويت والإمارات لحضور القمة، كما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع الكاظمي قبل أسبوع، إنه سيشارك في القمة.

عزلة مستمرة

مصادر مطلعة كشفت عن علاقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم دعوة العراق للرئيس السوري بشار الأسد لمؤتمر قمة دول الجوار الإقليمي، كما نقل موقع روسيا اليوم عن مصادر عراقية أن أحد شروط ماكرون لإنجاح المؤتمر، كان عدم دعوة الأسد إلى بغداد، فهو يرفض الجلوس معه، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية اتفقت مع الرئيس الفرنسي في رأيه لعدم إحراج بقية القادة المدعوين.

كل ذلك يأتي في ظل التوافق الدولي والاقليمي على استمرار العزلة المفروضة على الحكومة السورية إلى جانب العقوبات الاقتصادية المستمرة من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وسط حديث وترويج بعض وسائل الإعلام الحكومية والعربية خلال الفترة الماضية بإمكانية كسر هذه العزلة عبر عودة مقعد سوريا المجمد منذ سنوات في الجامعة العربية الأمر الذي يبدو بعيد المنال خلال الفترة الحالية على الأقل أو لن يحدث على الإطلاق دون كسر الجمود السياسي الحاصل للأزمة السورية.

ولعل عدم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة دول الجوار على الرغم من استحالة تقديم الحكومة السورية ماهو مؤثر للقمة نتيجة الأوضاع الداخلية التي تعيشها يبعث برسالة إلى كافة الدول التي تروج لعودة سوريا للجامعة العربية وإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية معها بأن ذلك لن يحدث بدون تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بكافة بنوده وتشكيل هيئة حكم انتقالي توافقية بين الحكومة والمعارضة وبالتالي إيجاد حل سياسي شامل ودائم للأزمة السورية.

إعداد: يعقوب سليمان