أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت مناطق متفرقة من خفض التصعيد، عودة القصف الجوي بعد غياب دام أكثر من 15 يوماً جراء الهدنة الروسية المعلنة في إدلب، يأتي ذلك بعد نهاية قمة ضامني آستانا في أنقرة بيومين فقط.
وخلال القمة التي جمعت زعماء روسيا وتركيا وإيران، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه، على مواصلة دعم القوات الحكومية في حملتها العسكرية ضد “التنظيمات الإرهابية” في إدلب، وان الأطراف الثلاث اتخذوا قرارات لإرساء الاستقرار في إدلب والقضاء على التنظيمات المرتبطة بالقاعدة “كجبهة النصرة وداعش”.
براميل متفجرة تسقط على الكبانة لأول مرة منذ أيام
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، “ان طائرات الحكومة المروحية قصفت لأول مرة مناطق في محور الكبانة بريف اللاذقية الشمالي، بعدة براميل متفجرة”، كما أشار المرصد إلى أكثر من 350 قذيفة صاروخية طالت مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي إضافة إلى أرياف حلب وحماة.
زيادة حدة العنف في إدلب خلال اليومين الماضيين
أوساط مراقبة قالت، “ان العنف في إدلب ومحيطها بدأ يزداد خلال اليومين الماضيين خاصة في المناطق التي تتواجد فيها تحرير الشام، ما يشير إلى قرب سقوط اتفاق وقف إطلاق النار التي أعلنت عنه روسيا في إدلب”، وأضافوا، “ان روسيا جاهزة للبدء بالهجوم البري على ما تبقى من خفض التصعيد بأي وقتٍ تشاء، لكنها مازالت تنتظر تنفيذ أنقرة لالتزاماتها ضمن إطار اتفاق سوتشي العام الماضي”.
يذكر ان روسيا تطالب من تركيا، إخراج “المجموعات الإرهابية” من مناطق خفض التصعيد، وسحب اسلحتهم الثقيلة منهم، كذلك فتح طريقي دمشق – حلب، وحلب – اللاذقية أمام الحركة التجارية وتأمينها من أي اعتداء، وذلك لمساندة وإنعاش الاقتصاد السوري الذي بدأ بوادر الإنهيار تظهر عليه.
الاولوية في إدلب هي “القضاء على جبهة النصرة”
إضافة لذلك فإن روسيا تعطي أولوية لحل جبهة النصرة والقضاء عليها، وليس كما اقترحت تركيا بأن يتم دمجها بفصائل أخرى، كون روسيا تعتبر عناصر “النصرة”، “إرهابية ومتشددة وتابعة للقاعدة”. يشار إلى ان هذه النقاط كلها لم تنفذ تركيا أي منها.
وعلى صعيد متصل كشفت مصادر معارضة موالية لتركيا (طلبت عدم ذكر أسمها)، “أن تركيا وعدت موسكو بالانخراط الجدي في جهود مكافحة الإرهاب بخفض تصعيد، وبتوسيع حدود المنطقة المنزوعة السلاح، مقابل استمرار التهدئة بموجب قرار وقف إطلاق النار من جانب روسيا”.
الاستمرار بوقف إطلاق النار مقابل تكثيف تركيا مساعيها لمحاربة الهيئة مع روسيا
وأوضحت المصادر، “أن المفاوضات العسكرية الروسية التركية وعبر لجنة التنسيق المشتركة، توصلت إلى تفاهمات مهمة بخصوص الوضع في إدلب، أقرها رئيسا البلدين خلال اجتماعهما في موسكو في ٢٨ الشهر الفائت، وجرى التأكيد عليها خلال اللقاء الثنائي على هامش القمة الثلاثية لضامني مسار أستانا، تقضي باستمرار العمل بوقف إطلاق النار المؤقت على أن تكثف تركيا مساعيها إلى جانب روسيا، لمحاربة التنظيمات الإرهابية متمثلة بهيئة تحرير الشام وغيرها المرتبطة بتنظيم القاعدة”.
درع الفرات وغصن الزيتون جاهزون لمحاربة هيئة تحرير الشام
ولم تؤكد المصادر مشاركة أي من فصائل المعارضة الاخرى في عملية تركيا وروسيا ضد “تحرير الشام”، لكنها أشارت إلى ان بعض الفصائل أبدت جاهزيتها للمشاركة في الحرب ضد “تحرير الشام”، وخاصة “فصائل درع الفرات وغصن الزيتون، اللتان لا تربطهما علاقات جيدة بهيئة تحرير الشام والمجموعات الاخرى التابعة لها”.
كــبــش فـــداء
ويقول مراقبون، ان تركيا في سبيل الحفاظ على تواجدها في إدلب، ستقدم “تحرير الشام” كبش فداء لروسيا والحكومة السورية، لطالما ان رغبة روسيا تقتضي بذلك، رغم كل محاولات تركيا تغيير وجهة نظر روسيا للهيئة والسماح بحلها ودمجها بفصائل أخرى، الأمر الذي ترفضه روسيا جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن القضاء على “تحرير الشام” هو الطريق نحو إرساء الاستقرار والأمن في إدلب.
إعداد: ربى نجار