دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“نكبة الساحل .. كل شيء تحول لرماد” .. فماذا ستكفي تعويضات الحكومة الخجولة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “نكبة حرائق الساحل السوري تكشف هشاشة الانتصار” .. بهذه العبارة وصفت تقارير إعلامية الحالة التي تسود مناطق الساحل السوري التي حولتها الحرائق غير المسبوقة من منظر خلاب يخطف الأبصار إلى ما يشبه “سجاد من الرماد”، حيث تحولت غابات وأراضٍ زراعية كانت تحتوي على نباتات نادرة إلى رماد بعد اشتعال النيران فيها لأيام.

“الحكومة المنتصرة” .. هل يعوض الدعم الخسائر ؟

الحكومة السورية حاولت بشكل حثيث إظهار نفسها “كمنتصرة” في الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من الساحل والريف الغربي لمحافظة حمص، كما أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى المناطق المتضررة وتوجيهه للحكومة بدعم المتضررين، لم يكبح غضب الناس الذين لايزالون يحملون الحكومة المسؤولية بالاستهتار وروسيا بالتقاعس عن القيام بمساعدة السوريين لإطفاء النيران، بينما شاركت مروحياتها بإطفاء الحرائق في تركيا وسابقاً في إسرائيل.

صحيفة “الشرق الأوسط” نشرت تحقيق لها رصد “نكبة الساحل وهشاشة الانتصار”، حيث تقول الصحيفة في تحقيقها، أن منتجعات وحقول تحولت إلى سجاد من رماد، وأشارت إلى أن “نكبة الحرائق في الساحل، كشفت هشاشة “الانتصارات العسكرية للنظام”، بسبب عدم قدرته على توفير مستلزمات إطفاء الحرائق والخدمات للمتضررين.

وتقول الصحيفة أن تحقيقاتها أظهرت، طغيان اللون الرمادي على كامل الجرود الجبلية، بما فيها تلك المحيطة بالقرداحة جنوب اللاذقية، بعد أسبوع من سيطرة فرق الإطفاء على أسوأ موجة حرائق تطال الساحل السوري منذ عقود.

“كل شيء تحول لرماد”

وأضافت أن القرويين كانوا ينظرون بحسرة كبيرة إلى بساتينهم وبيوتهم التي تحولت إلى رماد، إضافة إلى مئات من الدونمات من أشجار الصنوبر والسرو التي أتت عليها النيران. إذ لا يُخفي القرويون فجيعتهم من خسارة مصدر رزقهم الوحيد.

وأشارت التقارير إلى أن المعونات التي وعدت بها الحكومة للمتضررين وتلك التي جاءت من المحافظات السورية، لم تكن بالمستوى المطلوب، وأنها “لا تكفي لتعويض آلاف العوائل المتضررة جراء الحرائق .. كل شي تحول لرماد”.

الأسد يوجه لدعم المتضررين .. فهل ستكفي ؟

وخلال زيارته إلى المناطق المتضررة جراء الحرائق، وجه الرئيس السوري بشار الأسد بمنح أكثر من ملياري ليرة سورية للمناطق المتضررة جراء الحرائق الأخيرة في الساحل السوري.

وقالت الحكومة السورية بأنها خصصت أكثر من ملياري ليرة لمحافظتي اللاذقية وطرطوس لإنجاز مشاريع في المناطق المتضررة من الحرائق.

وأوضح وزير الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية، حسين مخلوف، أن الأسد وجه بتخصيص مبلغ 10 ملايين ليرة لكل قرية متضررة لتخفيف من آثار الحرائق، موضحاً أن ذلك جاء بعد جولته على عدد من المناطق المتضررة من الحرائق الأخيرة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، واستماعه لاحتياجات المواطنين الخدمية فيها.

وبحسب الوزير فإن “مليارا و530 مليون ليرة لمحافظة اللاذقية تغطي 153 قرية متضررة من الحرائق ومبلغ 840 مليون ليرة لمحافظة طرطوس تغطي 84 قرية متضررة فيها”، أي أن القيمة المخصصة للمحافظتين بلغت مليارين و370 مليون ليرة.

هذه المبالغ المخصصة للمناطق المتضررة، رأتها الأوساط الشعبية أنها “لا تكفي لسد الخسائر الكبيرة لهم”، مشيرين إلى أن مبلغ 10 ملايين ليرة سورية التي تنوي الحكومة دفعها لتخفيف آثار الحرائق لا تساوي شيئاً للذي فقد منزله وأرضه وموسمه الزراعي “فالخسائر أكبر من ذلك بكثير .. لا يمكنهم تعويضنا .. قد يقومون بذلك لدفعنا لبيع أراضينا والرحيل”!.

ومع استمرار تحميل الحكومة السورية “المسؤولية” عن استهتارها وعدم الجدية في إطفاء الحرائق، اتهم ناشطون سبق أن تحدثوا لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، وقالوا “أن الحكومة هي من افتعلت هذه الحرائق وعدم مساهمتها بشكل فعال لإطفاء النيران يوثق ذلك”، مشيرين حسب رؤيتهم إلى أن “الحكومة تنوي تقديم تلك الأراضي المتضررة لروسيا”.

إعداد: علي إبراهيم