دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“نصائح روسية إلى دمشق”.. تغيير السلوك وإجراء إصلاحات والانخراط في العملية السياسية لكسر العزلة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحدثت وسائل إعلامية، عن “4 نصائح روسية إلى الحليف السوري”، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وفد روسي رفيع المستوى إلى دمشق الاثنين الماضي.

عقوبات جديدة .. وانتقال إلى السياسة

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” خلال تقرير لها، أنه قبل أسابيع، قال مسؤول أميركي، إنه على الرئيس فلاديمير بوتين أن يسأل نفسه بعد مرور 5 سنوات على التدخل المباشر لجيشه: هل يريد أن تكون سوريا في 2025 كما كانت في 2020؟

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، تأتي انطلاقاً من هذا السؤال، حيث حمل معه إغراءات اقتصادية ونصائح دبلوماسية، على أمل الوصول إلى إجابات مختلفة عما يريده بعض المسؤولين السوريين، وذلك كما حدث في زيارة وفد روسي حكومي استخباراتي إلى البلاد في 2012، وكان البوابة للتدخل العسكري الروسي في 2015.

ولفتت “الشرق الأوسط” إلى أن الزيارة “المفصلية” للوفد الروسي هي بداية الانتقال من العمل العسكري في سوريا، إلى السياسي والاقتصادي والدبلوماسي في قلب دمشق، وتمهيد الطريق إلى مخرجات مختلفة في سوريا.

وقالت الصحيفة، أن الوفد الروسي قبل أن يغادر بلاده، أجرى سلسلة مشاورات للوقوف على حصيلة الموقف من الملف السوري؛ كي يحمل معه أربع نصائح روسية إلى “الحليف الصعب”.

وأضافت الصحيفة، بداية، أظهرت الاتصالات مع الجانب الأميركي نقاطاً عدة، حيث أن كل المؤشرات الآتية من موسكو تدل على أن الأسابيع القادمة ستشهد صدور قوائم جديدة من العقوبات الأميركية بموجب “قانون قيصر”، وسيشمل مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين، وفق قوائم تصدر لاحقاً وفق ما يعرف “بسيف قيصر”. ولهذا فإن العقوبات أمر واقع بالفترة المقبلة. لذلك؛ فإن التنسيق بين موسكو ودمشق ضروري لمواجهتها.

إغراءات مالية وكسر للعزلة.. لكن بشروط

وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو حملت في جعبتها إغراءات مالية واقتصادية، لإعطاء أوكسجين إلى دمشق يساعدها في الفترة المقبلة، ويخفف عبء الأزمة الاقتصادية وسعر صرف الليرة السورية.

ومقابل هذه الإغراءات، نصحت موسكو دمشق بالمساعدة لكسر “العزلة الدبلوماسية السياسية” على سوريا، من حيث ترتيب البيت الداخلي وإجراء إصلاح دستوري وفق القرار 2254.

كذلك فإنه من الشروط أيضاً، إعادة تموضع جيو – سياسي يتعلق بالعلاقة مع إيران وتخفيف دور سوريا في “الهلال الإيراني”، وبين ذلك، ضمان تنفيذ الاتفاق الروسي – الأميركي الذي تضمن إبعاد إيران عن جنوب سوريا.

مذكرة مسد والإرادة الشعبية في موسكو

وشددت الصحيفة على أن الإغراءات تتضمن أن تقبل دمشق التفاهمات بين موسكو وواشنطن حول شمال شرق سوريا، وبين موسكو وأنقرة حول شمال غربي سوريا. أي، أن ترضخ (دمشق) لسقف التفاهمات الاستراتيجية الكبرى.

وحول “أدوات الإقناع الروسي لدمشق” يبدو أنها تضمنت إقناع الحكومة بمذكرة التفاهم الموقعة بين “مجلس سوريا الديمقراطية” و “حزب الإرادة الشعبية/منصة موسكو للمعارضة السورية”، حيث استضافت موسكو توقيع مذكرة التفاهم بين الطرفين السوريين والتقى لافروف مسؤولين من الطرفين.

وأكد نص التفاهم أن “سوريا الجديدة… دستورها ديمقراطي يحقق صيغة متطورة للعلاقة بين اللامركزية (…) والمركزية، والتأكيد على حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية”، كما نصت المذكرة على أن “الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية العامة التي ينحصر بها حمل السلاح ولا تتدخل بالسياسة. وينبغي على أن تكون قوات سوريا الديمقراطية منخرطة ضمن هذه المؤسسة على أساس صيغ وآليات يتم التوافق عليها”. وأبلغ لافروف حينها دعمه الكامل للطرفين السوريين حول ما جاء في المذكرة، وأنه سينقل مضمونه إلى دمشق.

“سوريا الجديدة” التي تحدث عنها الاتفاق بين “مسد” والإرادة الشعبية، تريد روسيا الوصول إليها عبر تنفيذ القرار 2254 الأممي. وبوابة تنفيذ هذا القرار، هي اللجنة الدستورية.

وقالت الصحيفة أن “النصيحة الروسية” ستكون بتغيير أسلوب التعاطي مع اجتماعات اللجنة الدستورية وتسريع عملها لتحقيق اختراقات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا يشكل تحدياً أمام دمشق في المرحلة القادمة، من حيث القبول بنصائح الحليف الروسي أم لا.

إعداد: ربى نجار