دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

موسكو ترحب بدعوة تركيا لدبلوماسية سورية ثلاثية

رحبت موسكو باقتراح رئيس دولة الاحتلال التركي بإنشاء آلية ثلاثية للدبلوماسية بين دولة الاحتلال وروسيا وحكومة دمشق.

وطرح أردوغان الاقتراح الجديد على طاولة المفاوضات لفتح قناة دبلوماسية مع دمشق.

ونقلت وسائلة إعلام تركية عن أردوغان قوله للصحفيين أثناء عودته من تركمانستان إنه “عرض بدء سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا وسوريا لإعادة النظر في العلاقات المتوترة مع دمشق”.

وأضاف أردوغان أنه عرض هذه الخطة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي نظر إليها “بشكل إيجابي”.

في أيلول، ذكرت وكالة رويترز أن هاكان فيدان، التقى عدة مرات في دمشق برئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك.

وأشار الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بالسياسة الداخلية لتركيا، خاصة فيما يتعلق بإدارة قضية اللاجئين قبل اقتراب موعد الانتخابات، حيث تحول تركيز أردوغان الأساسي من الإطاحة بنظام الأسد إلى معاداة الأكراد على طول الحدود التركية مع سوريا.

لم يكن لأردوغان والرئيس السوري بشار الأسد أي اتصال منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، حيث دعمت أنقرة قوات المعارضة السورية التي تقاتل دمشق.

وبالنسبة للأسد، هذه كلها أخبار جيدة، حيث قال في هذا السياق الباحث آرون لوند للصحيفة، إن التطبيع مع تركيا سيكون لحظة فاصلة رئيسية في الصراع، حتى لو لم يكن ذلك كافياً لإنهائه أو معالجة جميع المشاكل التي يواجهها نظامه.

إذا تمكنت دمشق وأنقرة من العودة إلى شروط التحدث، يعتقد لوند أنه لا يزال هناك الكثير ليختلفا بشأنه – ليس أقله وجود القوات التركية في سوريا.

وأكد لوند أيضاً أنه مجرد اقتراح وليس صفقة منتهية.

وأضاف “رقصة التانغو تتطلب اثنين – أو ثلاثة في هذه الحالة، مع روسيا. سيكون الأسد قادراً على صياغة شروط هذه العملية أيضاً، ولكن عادة ما يكون النظام السوري عنيداً جداً بشأن هذه الأمور، ويدرك الأسد، بالطبع، أنه سيعزز فرص إعادة انتخاب أردوغان”.

وأضاف لوند: “لا أعتقد أن الأسد سيرغب في إضاعة الفرصة”.

ويعتقد لوند أن “يظل أردوغان في السلطة بطريقة أو بأخرى، وبمجرد انتهاء الانتخابات، قد لا يكون لديه نفس الحافز القوي للتقرب من الأسد. ومع ذلك، وبالحكم على السلوك السابق، لن أتفاجأ على الإطلاق إذا بدأ الأسد بالمماطلة لانتزاع التنازلات”.

من جانبها، كانت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد ، تضغط من أجل المصالحة بين أنقرة ودمشق منذ شهرين.

في أيلول، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو مستعدة لتنظيم لقاء بين وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

بعد عرض أردوغان، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوغدانوف قوله إن موسكو ردت بشكل إيجابي على فكرة عقد الرئيس التركي اجتماعا بين قادة تركيا وسوريا وروسيا.

كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين في تركيا الأسبوع الماضي لمناقشة التطورات المتعلقة بسوريا، بينما أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع أردوغان يوم الأحد عندما طلب الرئيس التركي إنشاء ممر أمني بطول 30 كم على الحدود الجنوبية لتركيا.

في أعقاب هجوم قاتل في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81، نفذ تركي عملية جوية ضد شمال سوريا وشمال العراق في 20 تشرين الثاني.

كما تعهد أردوغان بتنفيذ عملية برية في شمال سوريا “في الوقت المناسب”، لكن فرانشيسكو سيكاردي، كبير مديري البرامج وكبير محللي الأبحاث في كارنيغي أوروبا، يعتقد أن التطبيع مع الأسد بالنسبة لأنقرة ليس بديلاً عن عملية برية في شمال سوريا.

وقال للصحيفة : “الرابط بين هاتين السياستين هو مصلحة أنقرة في التراجع عن المكاسب الكردية في شمال سوريا – وهو هدف تشترك فيه مع دمشق أيضاً”.

وفقاً لسيكاردي، فإن كل ما تفعله أنقرة محسوب لزيادة فرص أردوغان في إعادة انتخابه.

وقال “بهذا المعنى، فإن الحوار مع دمشق يجرد المعارضة من نقطة حوار رئيسية، لأنهم يقترحون فعل الشيء نفسه”.

في غضون ذلك، جاء العرض الثلاثي في وقت انتقد فيه جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، تركيا بشأن علاقاتها مع روسيا وحث أنقرة على الانضمام إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو.

ويعتقد البروفيسور إمري إرسن، الخبير في العلاقات التركية الروسية من جامعة مرمرة، أنه إذا قررت الحكومتان أخيراً الالتقاء معاً، فيمكن اعتبار هذا إنجازاً مهماً للدبلوماسية الروسية، لا سيما في وقت أصبحت فيه موسكو أكثر عزلة في الساحة الدولية بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا.

ومع ذلك، أشار إرسن إلى عدد من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى حل بين أنقرة ودمشق من أجل إنجاح هذه العملية الدبلوماسية.

وقال إن “تركيا ما زالت مستمرة في دعم الجماعات المتمردة في سوريا، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة لنظام الأسد”.

كما تنتقد دمشق بشدة الوجود العسكري التركي في سوريا وكذلك العمليات العسكرية للجيش التركي عبر الحدود. في ظل هذه الخلفية، من المرجح أن تكون عملية التقارب تدريجية للغاية، بحسب إرسن.

المصدر: صحيفة عرب نيوز السعودية

ترجمة: أوغاريت بوست