دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

من دون “العلم والنشيد السوري”.. هكذا استقبل الأسد في طهران والمساعدة لن تكون بدون مقابل !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تفاجئ السوريون يوم السبت الماضي بنبأ زيارة الرئيس بشار الأسد إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقى خلالها بالمرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي.. ما ذكر لم يكن مفاجئاً للسوريين الموالين بالقدر الذي كان غياب البرتوكولات الخاصة بزيارة الرؤساء غائبة في زيارة الأسد.

البروتوكولات الدبلوماسية والزيارات

وعادة في البروتوكولات الخاصة يتم “في الدول استقبال الرئيس في القصر الرئاسي مع وجود علمين وعزف النشيد الوطني للدولتين واستقبال حرس الشرف”، أما في طهران لم يحدث ذلك وكأن الأخيرة تقول “أنا أسيطر على سوريا الآن”.

ومنذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، كانت زيارة السبت “المفاجئة وغير المعلن عنها” هي الثانية التي يقوم بها الرئيس السوري إلى الحليف الإيراني، والذي لا يلبث إلا ويعود في اليوم ذاته، كما أن جميع الزيارات التي يقوم بها الأسد للخارج والتي كانت معظمها إلى روسيا كانت مفاجئة، وقد يكون الإعلان عنها بعد وصوله لدمشق والانتهاء منها، ما يضع تساؤلات عدة حول السبب في هذه السرية، أهو زيارة بقرار شخصي أم ما تم وصفه “بالاستدعاء”؟.

زيارة واحدة كان أجراها الرئيس السوري خارج نطاق الحلفاء، وكانت لدولة الإمارات العربية المتحدة، والغريب في هذه الزيارة أو تلك التي قام بها لإيران وروسيا في السنوات السابقة لم تكن هناك “مراسم بروتوكولية” خاصة برؤساء الدول متعارف عليها في السلك الدبلوماسي تجرى عندما يزور رئيس إحدى الدول لدولة أخرى.

لا عزف نشيد ولا رفع علم !

وغالباً ما يتم نشر مقاطع مصورة قصيرة مع صور خاطفة للزيارات دون الوقوف على منصة الشرف أو إعلاء العلم السوري أو حتى عزف النشيد الوطني السوري. والصورة التي تم تداولها بتواجد الرئيس السوري ونظيره الإيراني على جنب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال زيارته الأخيرة لطهران أثارت إلى حد بعيد استياء الشارع المؤيد للرئيس السوري، وطريقة استقباله العادية جداً.

أهداف وأسباب وتداعيات الزيارة ؟

لاشك في أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران في هذا التوقيت؛ حتى وإن كان بقرار شخصي أو استدعاء لها أهمية كبيرة بالنسبة لدمشق، خاصة وأن الحليف الروسي لم يعد يهتم كثيراً بالملف السوري بشبب انشغاله بالحرب في أوكرانيا وصب كامل طاقاته ووقته لحسم هذا الملف وإلحاق الهزيمة بكييف وبالتالي الغرب.

محللون سياسيون قالوا إن الأسد بدأ يشعر بأن روسيا لم تعد ذاك الحليف الذي يمكن التعويل عليه في هذه المرحلة، حيث تعاني سوريا من أزمات كثيرة وخاصة مناطق سيطرة الحكومة، إضافة إلى أن الغرب بدأ بفتح ملف “جرائم الحرب” مجدداً في وجه دمشق بعد نشر “فيديو مجزرة التضامن” والولايات المتحدة جددت عقوباتها على دمشق لعام أخر.

بعد غرق روسيا بالمستنقع الأوكراني .. دمشق تتجه لطهران

كما أن روسيا التي كانت تعهدت لدمشق أنها ستعود للحضن العربي من بوابة موسكو، باتت غارقة الآن في المستنقع الأوكراني، وحلف شمال الأطلسي يخلق في كل يوم مشكلة جديدة للكرملين، آخرها إعلان فنلندا والسويد امكانية انضمامهما للحلف، وهو ما سيعقد الأمور على روسيا وبالتالي إطالة أمد المواجهة مع الغرب.

ولو تم الافتراض أن روسيا خرجت منتصرة من الحرب الأوكرانية فإنها ستكون منهارة وغير قادرة على لعب الدور الكبير الذي كانت تلعبه في الملف السوري قبيل “الحرب على أوكرانيا”، ولهذه الأسباب وغيرها، بدأت دمشق بالذهاب مرة أخرى نحو إيران التي ترغب بالتأكيد بالسيطرة والاستفراد بالملف السوري وأن تكون حصتها من أكبر من الحصة الروسية، ولكن هذا لن يكون إلا مقابل ثمن وثمن كبير أيضاً.

ماذا ترغب دمشق من طهران ؟

وترغب الحكومة السورية من إيران هذه المرة أن تكون صلة الوصل مع الدول العربية، وامكانية استئناف عجلة “التطبيع” والعودة للجامعة العربية بحكم أن لطهران بعض العلاقات الجيدة مع بعض الدول العربية وشهدت الفترات السابقة انفراجات في هذه العلاقات.

ومن جهة أخرى مع الغرب، التي من الممكن أن تقوم طهران بالضغط على الدول الغربية لتخفيف الضغوطات والعقوبات الاقتصادية على دمشق، ومنع أي محاولة للمحاسبة الآن وعدم عرقلة أي تطبيع عربي أو عودة دمشق للجامعة العربية، وذلك بحكم أن بين طهران والدول الغربية مفاوضات على الملف النووي الإيراني ويمكن إدراج ذلك في المطالب الإيرانية للغرب.

ومع كل ما ذكر، تبقى الطريقة التي تمت فيها استضافة الرئيس السوري في طهران دون استقباله في القصر الرئاسي ودون وجود العلم السوري ودون عزف النشيد الوطني دليل جديد على أن إيران لن تقدم شيء للحكومة السورية إلا بمقابل وسيكون مقابل كبير وكبير للغاية.

إعداد: ربى نجار