دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع الحديث عن قرب “التوغل البري”.. تركيا تصعد بشكل عنيف في الشمال والعالم يدعوا لضبط النفس وخفض التصعيد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – زادت القوات التركية من وتيرة قصفها الجوي والبري على المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، وسط دعوات دولية لتجنب التصعيد مع “التفهم لمخاوف أنقرة الأمنية”، بينما لوح الرئيس التركي بشن عملية برية للجيش التركي في الأراضي السورية تكون متزامنة لعملية القصف الجوي العنيف التي تتعرض له المنطقة بشكل شبه كامل.

قصف على قاعدة للتحالف.. والعنف يخيم على الشرق والغرب

وخلال الساعات الـ24 الماضية تعرضت مناطق واسعة وأخرى لم تتعرض لقصف تركي على الإطلاق طيلة فترة التدخل العسكري لأنقرة في الأزمة السورية، إضافة لتطور لافت بقصف قاعدة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بطائرة مسيرة.

القصف التركي طال مناطق الحدود بشكل كامل من المالكية “ديرك” شرقاً إلى القامشلي وريفها وصولاً لمدينة منبج وريف حلب الشمالي غرباً، حيث تستخدم الطائرات الحربية والمسيرة والمدافع والصواريخ في عمليات القصف.

لأول مرة.. الطائرات التركية تقصف ريف دير الزور

وفي تطورات لافتة للحرب وما يمكن اعتباره توسيع رقعتها، قصفت طائرة مسيرة للقوات التركية قاعدة عسكرية مشتركة بين قسد والتحالف الدولي شمال مدينة الحسكة، وهي منطقة خارج الـ35 كم، التي من المفترض أن تقتصر العمليات العسكرية التركية عليها، كما أن هذه القاعدة هي مركز انطلاق العمليات العسكرية والأمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة.

كما أن عمليات القصف بالطائرات الحربية طالت قرية مكمن بريف دير الزور وهي منطقة تبعد أكثر من 100 كم عن الحدود السورية التركية، وقالت وكالة الأنباء الكردية أن المنطقة تعرضت لـ5 غارات جوية.

أردوغان يهدد بعملية برية

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد الحديث عن شن قوات بلاده لعملية عسكرية برية متزامنة مع الحملة الجوية، وقال “سنقوم بها قريباً”، وأضاف “تركيا قامت في ضمان أمن حدودها مع سوريا ومن حقها التحرك إلى المكان الذي تضمن فيه أمان مواطنيها وأراضيها”، وتابع “سندخل بدباباتنا لتدمير مقرات الإرهابيين في شمال سوريا والعراق” ولفت إلى أن هذه الهجمات هي “رد على تفجير اسطنبول”.

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو انتقد الموقف الغربي من عملية بلاده العسكرية في شمال سوريا، واتهم الغرب بـ “الازدواجية”، وقال إن أنقرة لن تسمح بتنفيذ خطة إنشاء ما وصفها “بدولة إرهابية” بالقرب من حدودها.

موسكو تعلق أخيراً.. وتدعو لضبط النفس

وبعد صمت طويل، علقت روسيا على التطورات الأخيرة في الشمال السوري، وقالت على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إن روسيا تدعو الشركاء الأتراك لضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد في سوريا، حيث جاء حديثه مع انطلاق الجولة الـ19 من “مسار آستانا” الثلاثاء، وشدد على ضرورة مواصلة العمل بالتعاون مع كل الأطراف المعنية لمحاولة ايجاد حل سلمي “للقضية الكردية”، وأشار إلى أن تركيا لم تخبر روسيا بشكل مسبق بعمليتها العسكرية في سوريا، وأوضح أنهم سيحاولون اقناع الأتراك بتجنب القوة المفرطة.

القصر الرئاسي الروسي “الكرملين” بدوره قال أن “روسيا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية المتعلقة بالوضع في سوريا، لكنها تدعو جميع الأطراف إلى تجنب الخطوات التي قد تعقد الوضع”، واعتبر أن ضمان أمن تركيا هو حق لأنقرة، لكن يجب الامتناع عن الخطوات التي قد تؤدي لزعزعة خطيرة للوضع برمته ويمكن أن يرتد مرة أخرى ويزيد من الوضع الأمني تعقيداً.

وفيما يخص تصريحات الرئيس التركي حول أن روسيا لم تلتزم بتعهداتها في اتفاقية وقف إطلاق النار في 2019، قال أوليغ موروزوف، رئيس لجنة “المراقبة” في مجلس الدوما، لوكالة “سبوتنيك”، أن الجانب الروسي يفي بجميع التزاماته بموجب مذكرة اتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا 2019، وأضاف “أي عمل عسكري في هذه المنطقة، إذا لم يتم الاتفاق عليه بشكل متبادل، فهو خطير”.

الأمريكيون قلقون.. التصعيد سيضر الحرب ضد داعش

الأمريكيين بدورهم عبروا عن قلقهم إزاء تطور الأوضاع إلى هذا المستوى من العنف والتصعيد العسكري، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن بلاده تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا وان واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم “داعش”.

وقالت الخارجية الأمريكية أنها تتواصل مع أنقرة سراً وعلناً ودعتها لوقف التصعيد، بينما قدمت السفارة الأمريكية في دمشق “تعازيها” لأسر ضحايا القصف المدنيين في الشمال السوري.

قسد تعلق العمليات العسكرية ضد داعش

ويبدو أن أسوأ مخاوف واشنطن تحققت، حيث كشفت تقارير إعلامية محلية عن أن شريك التحالف الدولي على الأرض في الحرب ضد داعش، قوات سوريا الديمقراطية، أخبرت قيادة التحالف بتعليقها للعمليات الأمنية والعسكرية ضد التنظيم الإرهابي في سوريا. في وقت يزداد نشاط التنظيم بشكل كبير في الشمال خاصة مع التصعيد التركي.

يشار إلى أن التصعيد العسكري غير المسبوق في الشمال السوري تزامن مع بدأ الجولة الـ19 من مسار آستانا، والذي كشفت مصادر في “وفد المعارضة” أن “العملية العسكرية في منبج وتل رفعت ستكون حاضرة في مناقشات الجولة”.

إعداد: ربى نجار