دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار مساعي التطبيع بين أنقرة ودمشق.. “أرضية ناضجة” وخلافات وعقبات يمكن أن تؤخر عودة العلاقات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد تسريبات تحدثت عن “وضع تركيا للمعارضة السورية أمام خيارين إما اختيار الأسد أو خسارة كل شيء” وأن أنقرة طلبت من “الائتلاف” السوري المعارض عدم المطالبة بعد الآن بإسقاط النظام الحاكم، تحدثت تقارير إعلامية عن عقبات عدة أمام إعادة العلاقات بين الحكومتين السورية والتركية، وأن تركيا مستعدة لتحييد بعض نشاط المعارضة السورية على أراضيها في سبيل عودة العلاقات مع دمشق.

الأرضية ناضجة للقاء بين المقداد وفيدان

وبعد محادثات بين رؤساء الاستخبارات البلدين في موسكو ودمشق خلال الفترة الماضية، ولقاءات أخرى على مدار السنوات الماضية، أكدت وسائل إعلامية تركية أن الأرضية بين دمشق وأنقرة باتت ناضجة للانتقال من المحادثات الأمنية والاستخباراتية إلى السياسية والدبلوماسية.

وكانت “رويترز” أكدت على لسان بعض المصادر أن المحادثات الأخيرة بين علي مملوك و هاكان فيدان في دمشق كانت لتمهيد الأرضية للانتقال إلى احتمال عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين فيصل المقداد ومولود تشاويش أوغلو.

ورجحت تقارير إعلامية أخرى عن احتمالية عقد لقاء بين وزيري خارجية سوريا وتركيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إضافة لإمكانية أن تجبر أنقرة المعارضة السورية، وموسكو الحكومة السورية؛ على عقد لقاء بين الطرفين، حيث يتواجد وفد من المعارضة السورية الموالية لتركيا في نيويورك الآن.

نقاط خلاف وعقبات.. واجتماع بين دول “آستانا” حول الملف السوري

وفي نيويورك، عقد وزراء خارجية دول “آستانا” اجتماعاً بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، وكان عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة محور مهم في هذا الاجتماع، وخلال الاجتماع تحدثت تركيا عن ضرورة بقاء قواتها في سوريا في الوقت الراهن، ووضع جدول زمني لانسحابها، (رفضتها دمشق) بعد إبعاد خطر قسد وعودة اللاجئين السوريين، مع تحقيق قفزة بالمسار السياسي وعودة اللجنة الدستورية.

وكان الإعلام التركي تحدث عن عقبات عديدة في طريق تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، ومنها دعم الأخيرة للمعارضة السورية سياسياً وعسكرياً، إضافة لسيطرة القوات التركية على مساحات واسعة من الأراضي السورية في الشمال، وهو ما تعارضه دمشق بشكل كبير وتعتبره احتلالاً، وتطالب دمشق بانسحاب كامل للجيش التركي، وإيقاف الدعم عن المعارضة وحل الفصائل العسكرية وغيرها من الشروط قبل البدء بأي خطوة.

إضافة لعقبة أخرى، وهي اللاجئين السوريين في تركيا، وهذا الملف يشكل أحد البنود الرئيسية في العلاقات بين البلدين، كونها مهمة ليست سهلة، فهؤلاء اللاجئين بعيدون عن وطنهم منذ 11 عاما”، وغالبيتهم مطلوبين للحكومة، وهناك شخصيات معارضة مطلوبة بالاسم، بينما تقول أنقرة أن من يعود يجب أن لا يلاحق من قبل الحكومة السورية وتطلب ضمانات من روسيا بذلك.

“المعارضة السورية لن تكون عائقاً أمام عودة العلاقات”

كما أن نظرة الحكومة السورية وروسيا للمعارضة السياسية والعسكرية الموالية لتركيا، هي أيضاً تعتبر عقبة أمام عودة العلاقات، على الرغم من أن الإعلام التركي يلمح بأن المعارضة السورية لن تكون عائقاً أمام عودة العلاقات مع دمشق، وحتى يمكن لتركيا أن توقف دعمها وتتخلى عن هذه المعارضة في حال توقفت المفاوضات عليها.

وقالت تقارير إعلامية تركية أن أنقرة أخبرت الائتلاف السوري المعارض، أن أنقرة ماضية في إعادة العلاقات مع دمشق، وإن هذه العلاقات لا تتعلق بحل الأزمة السورية ومستقبل المعارضة في البلاد، وأشارت هذه التقارير إلى أن السلطات التركية تضغط على التيارات المعارضة السورية المختلفة للحد من أنشطتها ضد الحكومة السورية، وذلك في سبيل إنجاح التطبيع مع دمشق.

ونشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية في تقارير سابقة، أن السلطات التركية طالبت من بعض شخصيات “الائتلاف” مغادرة الأراضي التركية، وأن أعضاء الائتلاف يحاولون في الوقت الراهن الحصول على تأشيرات أوروبية للخروج من تركيا خشية تسليمهم إلى دمشق إذا ما نجحت مساعي التطبيع.

“محاربة قسد” النقطة الوحيدة المتفق عليها

ولا شك في أن هناك نقاط وأهداف تتفق عليها دمشق وأنقرة، ومنها محاربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، وإعادة الأراضي الشمالية الشرقية لسلطة دمشق، مع إسقاط أو على الأقل إضعاف قوة قسد ودفعها لتقديم تنازلات كبيرة للحكومة السورية.

وعلى الرغم من أن القامشلي تعتبر أن أي تطبيع علاقات بين دمشق وأنقرة سيكون لمحاربتها، إلا أنها تقلل من شأن هذا التقارب أيضاً، كون التعاون والتنسيق ضد “مناطق الإدارة الذاتية” بين دمشق وأنقرة موجود منذ 2017، أي منذ بداية “مسار آستانا” ولكن هذا التعاون والتنسيق لم يكن بشكل مباشر، وفي حال عودة العلاقات ستصبح بشكل مباشر.

إعداد: ربى نجار