دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار “الترحيل القسري” من “دول الشتات”.. الأمم المتحدة تكشف أعداد السوريين العائدين من الأردن

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تُعتبر جهات دولية وأممية ومنظمات مهتمة بشؤون اللاجئين، عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في ظل ما تعيشه من أوضاع أمنية وعسكرية واقتصادية سيئة، خطراً على حياتهم، كون “سوريا لاتزال غير آمنة” لاستقبال مواطنيها من الدول المجاورة “الشتات” أو حتى من الدول التي تستضيفهم في أوروبا، وتدعو هذه الأطراف إلى امتناع الحكومات التي تعيد السوريين من أراضيها تحت مسمى “العودة الطوعية” للكف عن ذلك، وذلك لما يمكن أن يتعرض له المواطن السوري المرحل من ملاحقة أمنية و اعتقال و اضطهاد وربما القتل أيضاً.

ويعيش اللاجئون السوريون في دول الجوار “الشتات” أوضاعاً إنسانية صعبة، وتصاعداً في خطاب الكراهية والعنصرية بحقهم مع تزايد الدعوات لترحيلهم إلى بلدهم، فيما رأى البعض من اللاجئين أن عودتهم إلى سوريا في ظل ما تعيشه البلاد من عودة للعنف والعمليات العسكرية في الشمال و تصاعد في نشاط تنظيم داعش الإرهابي في البادية والشرق، وحالة الفلتان الأمني والفوضى في الداخل والجنوب، ناهيك عن الازمة الاقتصادية المعاشة؛ أفضل من البقاء تحت رحمة الحكومات الساعية وراء إعادتهم قسراً.

خلال 3 أشهر.. عودة 1352 سورياً من الأردن

وكثيراً ما يختار السوريين في الأردن، العودة إلى سوريا، نظراً لما يعيشونه من حالة مأساوية وفقر مدقع في المخيمات داخل أراضي المملكة، وفي هذا الإطار كشفت أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن عودة 1352 لاجئا سوريا لبلادهم في الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي، وأضافت المفوضية السامية أن العدد التراكمي للعائدين من اللاجئين منذ عام 2016 وحتى نهاية الشهر الماضي وصل لـ70.550 ألف لاجئ.

وأشارت المفوضية السامية الى أن “هناك 638.760 لاجئا سوريا مسجل لدى المفوضية في الأردن، وأن هناك ألفين منهم أعيد توطينهم في بلد ثالث العام الحالي”.

“عمليات توطين في بلد ثالث” والغاية “حماية اللاجئين”

وأوضحت المفوضية أن “إعادة التوطين” تمكن اللاجئين من الانتقال لبلد آخر، يوافق على قبولهم، بما يضمن لهم الحماية الدولية والإقامة الدائمة، وهي “طريقة مهمة لتقاسم المسؤولية وإظهار التضامن مع الحكومات المضيفة كالأردن”.

وترى المفوضية أنها “تعطي الأولوية للاجئين من جميع الجنسيات لإعادة التوطين وفقا لاحتياجات الحماية”، مشيرة إلى أن “من يعاد توطينهم غالبا حالات ضعيفة للغاية، كالذين يحتاجون للحماية القانونية والجسدية، والناجين من العنف أو التعذيب، والأطفال والمراهقين المعرضين للخطر، وذوي الاحتياجات الطبية”.

وأكدت المفوضية السامية أن “فرص إعادة التوطين محدودة وتستند على الحصص المخصصة من بلدان إعادة التوطين”.

“مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة”

ومن المتوقع أن يعقد مؤتمر بروكسل الثامن، في نهاية الشهر الحالي تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، وخلاله سيجري تركيز المشاركين على ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا، وتقديم ضمانات طويلة الأجل للبلدان المضيفة، وتعزيز الحماية ودمج احتياجات اللاجئين المتزايدة في خطط الاستجابة الوطنية الأردنية.

“المعاناة والترحيل القسري مستمر من تركيا ولبنان”

ومع كل ما يعيشه السوريين في الاردن من حالة اقتصادية سيئة ضمن المخيمات، إلا أن عمان لم تمارس بحق اللاجئين ما تمارسه السلطات التركية من إعادة قسرية للسوريين، واللبنانية من مساعي لإعادتهم بعد تحميلهم السبب وراء ما تعيشه البلاد من أزمة اقتصادية سيئة، ومؤخراً جريمة اغتيال المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، والذي قال الجيش اللبناني أن “عصابة سورية” هي المسؤولة عن مقتل سليمان بعد اختطافه و سرقة سيارته، وما تلا بعد ذلك من دعوات لترحيل السوريين إلى بلادهم، وقيام بعض العنصريين في مناطق لبنانية عدة بتهديد السوريين بالرحيل من منازلهم المستأجرة و محالهم، واعتبار أن التواجد السوري في لبنان بات يهدد “ديمغرافية البلاد”.

كما تواصل تركيا ترحيل السوريين إلى مناطق سيطرتها في الشمال، حيث أن أنقرة أعلنت أن أكثر من نصف مليون سوري تم إعادتهم إلى البلاد ضمن سيطرتها في الشمال، والتي تعمها الفوضى والاقتتالات والفوضى والفلتان الأمني وانتشار تجارة المخدرات وغيرها، تحت مسمى “العودة الطوعية”.

“العراق يدخل في خانة الدول المرحلة للسوريين”

وخلال الفترة الماضية حيث رحل العراق أولى دفعات السوريين من أراضيه إلى مناطق “الإدارة الذاتية”، وحول ذلك، قال مصدر مسؤول من مكتب الوافدين والمعابر في “الإدارة الذاتية، “إن السلطات العراقية قامت في الآونة الأخيرة بحملة ضد المقيمين على أراضيها من السوريين، وقد تم ترحيلهم باتجاه مناطق ومعابر الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا”، وأشار إلى أنه تم تخيير المرحلين بين البقاء في مناطق الشمال الشرقي أو إيصالهم إلى مناطقهم عبر المعابر مع الأطراف الأخرى بشكل آمن.

ويبقى المواطن السوري الذي فر من هول الحرب واستمرار الصراع على السلطة في بلاده، للبحث عم لقمة عيشه ومستقبل أفضل له ولعائلته، ضمن البازرات السياسية لدول إقليمية ودولية لاتزال تمنع تطبيق الحلول السياسية في البلاد بمشاركة كل السوريين والتوصل لاتفاق ينهي الصراع القائم منذ نحو 14 عاماً، وذلك خدمة لأجندات وسياسيات هذه الدول التي باتت تفضل مصالحها على حساب السوريين و بلادهم.

إعداد: على ابراهيم