دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

معركة غزة .. مكاسب مصرية يقابلها غياب “محور المقاومة” وتناقض تركي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سيناريوهات استثنائية شهدتها الأحداث الأخيرة في النزاع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبخاصة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس .. مشاهدات قد تكون الأولى خلال السنوات السابقة والتي تضمنت عدد من التوترات وعمليات القصف المتبادلة بين حماس والجيش الإسرائيلي أفضت دائماً إلى عقد هدنة بين الطرفين، تستمر لسنوات ثم تعود التوترات والاستهدافات من جديد.

رسالة حماس

الأمر اللافت للنظر خلال التوترات الأخيرة، إبراز قدرة “حماس” على التحكم بقرارها السياسي والعسكري كما يبدو ظاهراً باستهدافها لمدينة تل أبيب والمناطق الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية والتي تبعد مئات الكيلومترات عن قطاع غزة ضمن صواريخ تظهر للمرة الأولى بمداها الكبير وقدرتها على اختراق “القبة الحديدة” الإسرائيلية .. كل ذلك يكشف العديد من الدلالات الخارجية بعيداً عن مدى تضرر الحكومة الإسرائيلية من ذلك وخلق توازن جديد يتمثل في التصريحات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل والذي قال أن قدرات “الحركة” ذاتية وبجهود داخلية في رسالة واضحة لعدم وجود دعم مقدم من قبل “محور المقاومة والممانعة” وبالتالي عم تحكم هذا المحور بالقرار الداخلي لحماس وغيرها من الفصائل بقطاع غزة.

غياب “محور المقاومة”

كما بات واضحا أيضاً، ضعف التصريحات الإعلامية لكل من الحكومة السورية والإيرانية وحزب الله اللبناني حول ما يجري في قطاع غزة بل انعدام الرد على إسرائيل والذي كان الحديث الشهير لهذه الأطراف في كل مناسبة “الرد في الزمان والمكان المناسبين”، حيث شهدنا خلال التوترات الأخيرة بين حماس وإسرائيل إطلاق صواريخ معدودة من جنوب لبنان سقطت معظمها داخل الأراضي اللبنانية ولم تحدث أي تأثير يذكر، بالإضافة لملاحظة انعدام وضعف الألة الإعلامية للقنوات التابعة لهذه الحكومات في تسليط الضوء على الأحداث التي تجري في قطاع غزة والضفة الغربية.

كل ذلك، أرجعه مراقبون إلى بيان النية الحقيقية لـ “محور المقاومة والممانعة” في استغلال القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل كأداة أو وسيلة لتحقيق أهداف أخرى قد تكون داخلية أو خارجية .. فيما يتحدث أخرون عن أن ظروف الحرب والأزمة التي تعيشها سوريا خلال 10 سنوات ماضية ألقت بظلالها على قدرة هذا المحور لدعم الفلسطينيين وإسقاط هذا الدور وربما تحوله لدول إقليمية جديدة.

تناقض تركي

من جهة أخرى، لعبت تركيا دوراً إعلامياً كبيراً في الأحداث الأخيرة “الفلسطينية – الإسرائيلية” عبر تصريحات صحفية  للعديد من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان متضمنة دعوات لدعم الفلسطينيين والحديث عن انتهاكات اسرائيلية بحق المدنيين جراء القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة ولكن كل ذلك جاء مناقضاً لما تحدثت عنه تقارير إعلامية دولية حول اتفاقيات تركية – إسرائيلية عسكرية سابقة تشمل تدريب الطيارين الإسرائيليين الذي هم الأن يقصفون قطاع غزة إلى جانب وجود العديد من المعدات العسكرية التركية المصدرة للجيش الإسرائيلي والمستخدمة أيضا ضد الفلسطينيين.

هدنة غزة .. مكاسب مصرية

ولعل أهم من كل ماسبق هو عودة مصر إلى دورها الريادي في القضية الفلسطينية عبر قدرتها على عقد اتفاقية لوقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل بدأت اليوم الجمعة بالإضافة للهتافات التي شهدتها مظاهرات قطاع غزة عقب إعلان الهدنة و الداعمة للدور المصري بمشهد كان غائباً خلال السنوات الماضية

بالنهاية يبدو أن الأحداث الأخيرة  بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما أفرزت من تصورات جديدة في المنطقة قد تسحب البساط من تحت الحكومة السورية وإيران وحزب الله وتركيا أيضاً وإبعادهم عن مسألة التسويق الداخلي عبر استخدام القضية الفلسطينية لرفع أسهمهم في ظل الفشل الداخلي الذي تعيشه هذه الحكومات بمقابل تعاظم دور القاهرة وعدد من الدول العربية الأخرى في عودة جديدة لمكانتهم الطبيعية الإقليمية والدولية.

 

إعداد: يعقوب سليمان