دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مرحلة جديدة من الصراع الإسرائيلي الإيراني بتدخل الولايات المتحدة.. وتحذيرات من مواجهة في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية دخل مرحلة جديدة، حيث دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط المواجهة هذه المرة، وحصلت ضربات جوية وصفت “بالموجعة للإيرانيين” في شرق محافظة دير الزور شمال وشرق سوريا.

هجمات بشكل شبه يومية.. والأمور تتجه لتصعيد أكبر

ومنذ بداية العام الجاري، تتعرض المواقع والمقرات والنقاط العسكرية الإيرانية لقصف إسرائيلي بشكل شبه يومي، وأغلب تلك الضربات تطال المقرات القريبة من الحدود السورية العراقية وخاصة البوكمال وباديتها، إضافة إلى الميادين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد خلال إحصائية له أن الطائرات الحربية استهدفت بأكثر من 10 غارات جوية مناطق ومقرات للقوات الإيرانية في مدينة البوكمال وعلى الحدود السورية العراقية، ما أدى لنحو 80 قتيلاً وجريحاً (40 قتيل و 37 جريح). وهذه الإحصائية تعد من الاحصائيات الكبيرة لخسائر القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في سوريا.

محللون سياسيون أكدوا أن الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا يتجه لمرحلة جديدة أكثر تصعيداً، ومايدل على ذلك – بحسب رؤيتهم – الهجمات المتكررة شبه اليومية على مقرات ومراكز القوات الإيرانية شرق دير الزور، محذرين من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إسرائيلية إيرانية في سوريا، وذلك إذا ردت المجموعات الموالية لإيران واستهدفت المواقع الإسرائيلية من سوريا. وسبق أن اعتبرت إسرائيل إن أي استهداف يطالها من سوريا تتحمل القيادة السورية المسؤولية.

تدخل الولايات المتحدة بضرب المواقع الإيرانية شرق ديرالزور

الجديد في ملف الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا، هو “تدخل الولايات المتحدة الأمريكية” فيه، حيث أفادت وكالة “أسوشيتد بريس” الأمريكية، نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، بأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة كانت بمعلومات استخباراتية أمريكية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول استخباراتي أمريكي قوله، بأن الجولة الأخيرة من الغارات الإسرائيلية على شرق سوريا نفذت بناء على بيانات استخباراتية أمريكية، وكشف المسؤول الأمريكي أن، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بحث القصف الذي طال (الثلاثاء) شرق دير الزور مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يوسي كوهين، خلال لقاء بينهما في مطعم “كافيه ميلانو” بواشنطن الاثنين الماضي.

القصف طال “مكونات لدعم برنامج النووي الإيراني”

وذكر المسؤول (الذي طلب عدم الكشف عن اسمه) بحسب “اسوشيتد بريس” أن “القصف استهدف سلسلة مستودعات استخدمت لتخزين أسلحة إيرانية ومكونات مخصصة لدعم برنامج طهران النووي”، وأشارت إلى أن تصريحات المسؤول الاستخباراتي الأمريكي “تمثل حالة نادرة للتعاون العلني بين إسرائيل والولايات المتحدة في اختيار أهداف لعملياتهما في سوريا” ضد إيران.

لماذا انسحبت القوات الروسية من البوكمال ؟

إضافة إلى ذلك كله وبعد الهجمات التي طالت المواقع الإيرانية في البوكمال، قامت القوات الروسية بسحب العشرات من عناصرها بينهم قياديون من المدينة، وأبقت على العناصر المحليين فقط. وتأتي هذه الانسحابات بحسب تقارير إعلامية لوجود خلافات “غير معلنة” بين الروس والإيرانيين، حيث يخشى الروس من استهداف عناصرهم من قبل القوات الايرانية، وخاصة أن المقر الروسي يقع وسط مناطق هذه القوات.

التقارير ذاتها رجحت بانسحاب القوات الروسية من البوكمال، أن تل أبيب ستصعد من هجماتها على المواقع الإيرانية في قادم الأيام، وأشارت إلى أن موسكو لا تريد أن تكون متواجدة في تلك المناطق، كي لا يحسب عليها عدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية مستقبلاً على أنه تواطؤ، خاصة وأن الصمت الروسي على الهجمات التي تتعرض لها القوات الإيرانية في المناطق السورية الأخرى يُرى على انه “تواطؤ مع تل أبيب”. لهذا السبب انسحبت روسيا، وليس كما تقول أن لديها مخاوف بأن يهاجم الإيرانيون مواقع للقوات الروسية في البوكمال.

وأكدت التقارير أن التصعيد الأخير لإسرائيل هو من الاتفاقات التي جرت في اجتماع القدس 2018، والذي عقد بين مسؤولين بالأمن القومي لكل من أمريكا وإسرائيل وروسيا.

إعداد: ربى نجار