دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مراوغات سياسية عسكرية روسية تركية قبيل الجولة الـ17 من “آستانا”.. والبحث عن أوراق ضغط لإخضاع الآخر

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتصاعد حدة العمليات العسكرية وعمليات الاستهداف المتبادلة بين أطراف النزاع في سوريا، قبيل كل اجتماع لمسار “آستانا” حول سوريا، حيث من المفترض أن تجتمع دول المسار مجدداً في العاصمة الكازاخية نور السلطان قبل نهاية العام الجاري، وستكون هذه الجولة رقم 17، والتي يعتقد انها لن تفلح بالخروج بأي نتائج تخدم الحل السياسي كسابقاتها.

تصعيد عسكري في الشمال قبيل الاجتماع

وخلال شهر من الزمن، تصاعدت العمليات العسكرية بشكل ملفت في مناطق “خفض التصعيد”، والأمر نفسه ينطبق على شمال شرق سوريا، حيث تتبارز الدول الضامنة في المسار عبر الوكلاء على الأرض، في محاولة لجعل الميدان سبيلاً لفرض الرؤى خلال الاجتماعات التي ستعقد.

وتشهد منطقة “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا منذ أكثر من شهر، قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً من قبل قوات الحكومة السورية، ولم يخلو الأمر من غارات جوية روسية على نقاط تمركز فصائل المعارضة، في محاولة من روسيا للضغط على تركيا قبيل الاجتماع المرتقب، لعلها تطبق ما تم الاتفاق عليه بخصوص هذه المناطق.

وعقدت الجولة السابقة منتصف العام الحالي بين الضامنين الثلاث في العاصمة الكازاخية نور السلطان، هذه الاجتماعات التي لم تستطع حتى إيقاف التصعيد العسكري على الأراضي السورية، تمهيداً للدخول في حوار سياسي لإنهاء الأزمة. والحال نفسه ينطبق على اجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي تسيطر عليها الدول الثلاث، والتي أيضاً لم تحقق أي نتائج تذكر.

تركيا تخشى فتح ملف M-4 .. ومحاولة خلق “أوراق ضغط” على روسيا

تركيا تفهم جيداً أن التصعيد العسكري للقوات الحكومية وروسيا على منطقة “خفض التصعيد” يأتي للضغط عليها لإجبارها على تنفيذ اتفاقات سابقة حول المنطقة، وخاصة بنود اتفاق موسكو 2020، الذي جرى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان، والذي بموجبه توقفت العمليات العسكرية في المنطقة.

وبعد نحو سنتين من عدم التزام تركيا بالبنود المتفق عليها، تدرك أنقرة جيداً أن الاجتماع القادم سيكون هناك ضغط روسي كبير عليها، لعدم التزامها بتعهداتها، لذلك فتحت جبهة جديدة على الروس في مناطق شمال شرق سوريا ضمن مناطق نفوذ موسكو، مع تهديدات بشن عمليات عسكرية جديدة في تلك المناطق، وبهذه الطريقة قد تنجح بإبعاد الضغوطات الروسية.

وحاولت تركيا خلال الفترة الماضية، فرض واقع جديد على الأرض، تكون ورقة “ضغط كبيرة” على الدولتين المشاركتين معها في مسار “آستانا” (روسيا وإيران) عبر الحديث عن خطط لشن هجمات على مناطق في شمال شرق سوريا، لكن الموقف الروسي والإيراني وحتى الأمريكي الرافض أدى بتركيا لتجميد خططها، مع بعض المحاولات على الأرض للتقدم في بعض المناطق وخاصة ناحية عين عيسى و تل تمر بريفي الرقة والحسكة، لكن دون جدوى، مع مواصلة قوات سوريا الديمقراطية التصدي لهذه الهجمات التي تغيب عنها سلاح الجو التركي.

هل ستوافق تركيا على فتح M-4 ؟

وتشدد أوساط سياسية ومتابعة، أن الاجتماع الجديد لمسار “آستانا” ستطرح روسيا مجدداً ملف فتح الطريق الدولي M-4، أمام الحركة وهو كان أحد المطالب الرئيسية لبوتين عند اجتماعه بأردوغان في 2020، وفتح هذا الطريق سيكون بدون أدنى شك لصالح الحكومة السورية ودعم الاقتصاد المنهار.

وكون هذا الطريق يمر في قلب إدلب وضمن مناطق حساسة واستراتيجية والسيطرة الروسية عليه قد يعني مستقبلاً فصل الريف الجنوبي لإدلب عن الريف الشمالي، فإن سياسيون سوريون يرون أن تركيا لن تسمح بالسيطرة الروسية عليه على الأقل ليس وفق رؤية موسكو، وأن أنقرة ستراوغ في ملفات أخرى، والتهديد بشن عمليات عسكرية في شمال شرق سوريا لإبعاد النظر الروسي عن هذا الطريق وإدلب بشكل عام.

إعداد: علي إبراهيم