دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مخاوف أردنية من ملئ إيران فراغ الانسحاب الروسي من جنوب سوريا.. ومحاولات روسية لتهدئة روع عمان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عبرت المملكة الأردنية الهاشمية عن مخاوفها من فراغ في المناطق الجنوبية السورية بعد الانشغال الروسي بالملف الأوكراني وفي حال انسحابها من تلك المناطق، وذلك لأول مرة بعد الانتهاء من العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الحكومة السورية في محافظة درعا قبل أشهر.

“تصعيد محتمل”.. “والوجود الروسي مصدر تهدئة”

وحذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، من تصعيد محتمل على حدود بلاده مع سوريا، مضيفا أن الفراغ الروسي في تلك المناطق سيملؤه الإيرانيون ووكلائهم، وذلك في مقابلة مع معهد هوفر.

واعتبر العاهل الأردني إن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدراً للتهدئة، وكشف عن تنسيق عربي لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة دون الاعتماد على أميركا لحلها، والتي اعتبر أنها غير مهتمة بشؤون المنطقة، وفي تصريحات مباشرة للولايات المتحدة قال أن العلاقات معها تراوح مكانها.

موقف العاهل الأردني اعتبرته اوساط سياسية أنه يتحدث بلسان دول الشرق الأوسط التي باتت لا تدرك كيفية تعامل الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة بعد أن وضعت إدارة الرئيس جو بايدن كامل ثقلها في مواجهة روسيا والصين.

انسحاب روسي وانتشار إيراني

وفيما يتعلق بالوجود الروسي وانشغال موسكو بالحرب مع أوكرانيا، أبدى العاهل الأردني مخاوف بلاده من الأوضاع الأمنية على الحدود السورية، خاصة بعد نشاط مجموعات مرتبطة بإيران وحزب الله في تهريب المخدرات، بحسب ما تنشره التقارير الإعلامية.

كما جاءت التصريحات الأردنية بعد تقارير إعلامية أكدت أن قوات روسية وفصائل مسلحة موالية لها انسحبت من مواقع وصفتها بالاستراتيجية وسط وجنوب سوريا، وأن مجموعات مسلحة إيرانية حلت محلها، إضافة لوصول تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الإيرانية يوم الـ5 من نيسان/أبريل الماضي من الحرس الثوري الإيراني إلى مستودعات مهين العسكرية شرق حمص.

روسيا تحاول تهدئة مخاوف الأردن

روسيا بدورها وفي خطوة اعتبرتها أوساط سياسية ومتابعة على أنها لتهدئة مخاوف عمان، سيرت دوريات عسكرية في المناطق الحدودية جنوب سوريا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الخميس، بأن دوريات روسية برفقة رئيس فرع الأمن العسكري التابع للحكومة السورية تجولت على طول المنطقة الحدودية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا على الحدود مع المملكة الأردنية.

ووفقا للمصادر فإن نحو 10 سيارات وعربات عسكرية تجولت في بلدات كويا ومعريا والقصير المحاذية للحدود مع الأردن.

وكانت روسيا تعهدت للأردن خلال العمليات العسكرية للقوات الحكومية في محافظة درعا، بأنه لن يتم السماح للقوات الإيرانية أو المجموعات المسلحة الموالية لها بالتمركز بالقرب من الحدود مع عمان، وذلك بعد أن أدركت عمان أن مجموعات مسلحة موالية لإيران شاركت في العمليات العسكرية بدرعا.

اتهام أردني بتسهيل سوري لتهريب المخدرات عبر الحدود

وشهدت الحدود الأردنية السورية خلال الأشهر الماضية محاولات من قبل مهربين؛ اتُهمت قوات الحكومة بتسهيل تحركاتهم، لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، وعلقت الأردن رسمياً أن قوات من الحكومة السورية تتعاون مع هؤلاء، حيث أكد مدير أمن الحدود الأردنية في القوات المسلحة، أحمد هاشم خليفات، إن “مجموعات غير منضبطة من قوات الحكومة السورية تتعاون مع مهربي المخدرات”، بالإضافة إلى “حزب الله” اللبناني وإيران المنتشرة في جنوب سوريا.

وأضاف، أن هذه المجموعات تستغل تردي الأوضاع الأمنية والعواصف الرملية لأنها تتسبب بحجب الرؤية في المنطقة، لتقوم بأعمال التهريب على حدود الأردن، وأشار، إلى وجود أسلوب جديد للتهريب، باستخدام طائرات الـ”درون”، وأحيانا للتجسس.

وتؤكد أوساط سياسية أن مخاوف الأردن ليست عمليات تهريب المخدرات، بل التواجد الإيراني في تلك المناطق واتخاذها كقواعد لشن هجمات ضد إسرائيل، وبالتالي تحول المنطقة الجنوبية السورية لنقطة ساخنة بين تل أبيب وطهران تضع الأمن القومي الأردني في خطر.

إعداد: ربى نجار