دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

محلل سياسي لأوغاريت بوست: تواجد الولايات المتحدة في شمال سوريا يتجاوز النفط، والأمور ستتضح أكثر بعد قمة ترامب أردوغان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لايزال الموقف الأمريكي يتسم بالغموض من مسألة بقاءه من انسحابه من شمال وشرق سوريا، فبعد أن انسحبت وحدات الجيش الأمريكي من “منطقة العمليات العسكرية” في شمال سوريا، قبيل التدخل العسكري التركي، واعتبار ذلك من قبل ممثلي شمال وشرق سوريا أنه “ضوء أخضر” أمريكي لتركيا “بغزوها” لشمال سوريا، عادت الولايات المتحدة و”بشكل أقوى” إلى الواجهة السورية من جديد وهذه المرة “لحماية النفط من داعش وغيرها”.

حماية آبار النفط من داعش وغيرها.. وعزل ترامب

وبحسب ما قاله المسؤولين الأمريكيين، فإن العودة جاءت بعد تقارير تفيد بعودة تنظيم داعش للظهور في سوريا، وخشية واشنطن ان تقع الآبار النفطية بيده أو بيد روسيا والحكومة السورية أو إيران، في الوقت الذي تنشغل فيه قوات سوريا الديمقراطية برد “الغزو” التركي على المنطقة.

لكن محللون قالوا “أن العودة الأمريكية ليست للنفط، ولا يجوز حصر العودة الأمريكية فيه، بل هو لإعادة خلط الأوراق من جديد في تلك المناطق” التي باتت اليوم مركز صراع دولي.

وتقول أوساط سياسية أمريكية، “أن الرئيس الأمريكي كان عازماً على إعادة جنوده إلى البلاد، لكن أعضاء الكونغرس تدخلوا وألغوا القرار، ورسموا خطة جديدة لانتشار القوات الأمريكية في شمال سوريا، واستمرار دعمه لقوات قسد، وقطع الطريق أمام روسيا وتركيا للاستفراد بالحل في تلك المناطق”، مشيرين إلى أن اعضاء الكونغرس كانوا مستعدين إلى عزل ترامب من منصبه في سبيل ذلك.

قواتنا باقية وستوسع انتشارها.. واشنطن لا تحتاج لبضعة براميل من النفط

ولعل الضبابية والتأرجح في السياسة الخارجية لواشنطن زادت حينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة، ان قوات بلاده متواجدة على الأرض وستوسع انتشارها في كل المناطق التي تسيطر عليها قسد، وما مثلته هذه التصريحات من رسائل إلى روسيا وتركيا، أن الولايات المتحدة لن تسمح لهما بالاستفراد بشمال سوريا.

وحول هذا الموضوع أوضح الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عماد عبد الهادي، بتصريحات خاصة لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، “أن المسالة تتجاوز النفط، فأميركا اليوم أكبر منتج للنفط في العالم ولا تحتاج بضعة براميل من النفط السوري”، ولا ينبغي الانصات لكلام ترامب في هذا الشأن لأنه “خطاب انتخابي موجه للقاعدة الشعبية وليس سياسة بالمعنى الحرفي”.

“النفط” روقة ضغط.. وحصار إيران إقليمياً

وأضاف، “واشنطن أعلنت أن عائدات النفط ستذهب للأكراد “حلفائها الذين لاتزال تدعمهم في محاربة داعش”، كما اعلن البنتاغون موخراً، مشيراً إلى أنه “ربما تستخدم النفط كورقة ضغط على دمشق في مرحلة لاحقة، والقوات الامريكية (نحو 1000) المتبقية مهمتها حماية النفط حتى لا يقع في أيدي فلول داعش ثانية في حال عودتهم”.

منوهاً إلى أن الولايات المتحدة باقية أيضاً في سوريا “لان ذلك جزء من حصار النفوذ الايراني اقليمياً بعد حصارها اقتصادياً”.

وتابع، “التحالف الدولي ضد داعش لا يزال قائماً، ولا يجري الحديث عن إنشاء تحالف آخر أو مهمة دولية أخرى حالياً”. وذلك لضرب “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، بعد إعلان واشنطن بأنه “ارتكب انتهاكات بحق المدنيين” في شمال سوريا، وسعي واشنطن لإدراجه على لوائح الإرهاب لديها. وأشار عبد الهادي إلى أن “هناك تحالف بحري جديد لحماية المياه الدولية من اعتداءات إيران خصيصاً”.

واشنطن فعلت كل ما بوسعها لمنع “الغزو”.. والعقوبات فرضت على تركيا “رغماً عن أنف ترامب”

وحول موقف واشنطن من “غزو” تركيا لشمال سوريا وعدم الضغط على أنقرة لوقفه، قال الدكتور عبد الهادي، “الموقف الرسمي لواشنطن والذي أكدته مؤخراً رداً على انتقادات جديدة من مراكز صنع القرار، أن واشنطن فعلت كل ما في وسعها لحث تركيا على عدم القيام بعملية عسكرية، باستثناء التدخل عسكرياً”.

وأضاف “النتيجة ان الكونغرس فرض عقوبات صارمة على تركيا رغماً عن أنف ترمب كما فتحت تحقيقات حول انتهاكات حقوق الانسان وجرائم حرب ارتكبتها ميليشيات اردوغان في واشنطن وبروكسل”، مشيراً إلى أن ذلك “زاد الموقف تعقيدًا، بأن اتفاقاً روسياً تركياً وقع ايضاً في هذا الصدد وظاهره أنه يبارك الغزو التركي ومن ثم فإن هذا يصعب موقف واشنطن إذا ما فكرت في التدخل وأن كان مستبعداً. ولعل الامر يتضح أكثر بعد لقاء ترمب وأردوغان”.

 

إعداد: ربى نجار