دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

محلل سياسي لأوغاريت بوست: الحكومة العراقية لن تستطيع إخراج القوات الأمريكية من البلاد، وقرار البرلمان العراقي غير ملزم للحكومة لأنها غير مخولة

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – اضطربت العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق مؤخراً، جراء قرار البرلمان العراقي بالمصادقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، إضافة إلى إلغاء طلب المساعدة المقدمة من العراق إلى التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، وسط تساؤلات حول قانونية هذا القرار.

قرار البرلمان العراقي “غير قانوني ولا يلزم الحكومة العراقية”

واعتبر خبراء في القانون، ان قرار البرلمان العراقي “غير قانوني” كون دور البرلمان ينحصر في تعديل الاتفاقيات التي تبرمها الحكومة وليس إلغائها، إضافة إلى أن الحكومة العراقية الحالية هي “حكومة تصريف أعمال” وحسب القانون العراقي لا يمكنها إلغاء الاتفاقيات المبرمة سابقاً.

وحول هذا الموضوع قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عماد عبد الهادي، في تصريحات خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، ان قرار البرلمان العراقي غير ملزم للحكومة العراقية، وهي (الحكومة) لتصريف الأعمال وليست مخولة.

وأشار إلى أن النسبة الاكبر من أعضاء البرلمان لا يوافقون على القرار، وإنما القرار مدفوع اولاً بزخم اللحظة الانفعالية في أعقاب مقتل سليماني والمهندس.

وتساءل “عبد الهادي”، انه كيف لقرار يتخذ تحت تهديد “ميليشيات مسلحة” أن يكون عملًاً ديمقراطًياً، معتبراً ان “أولئك الذين صوتوا على القرار هُم ازلام ايران وتوابعها ولا يملكون من أمرهم شيئا”. وأن موقفهم نابع اصلاً من الرغبة القوية لاسترضاء طهران.

الحكومة العراقية لن تستطيع إخراج القوات الأمريكية

وقال “عبد الهادي”، يجب ألا ننسى أن القوات الامريكية جاءت أصلاً بطلب من حكومة المالكي لإنقاذ العراق من داعش الذي كان على وشك ان يدك أبواب بغداد، وذلك بعد أن كانت هذه القوات قد انسحبت أصلاً في عهد اًوباما بطلب من الحكومة العراقية ذاتها، مستبعداً خروج القوات الأمريكية من العراق.

وأضاف، ان الحكومة العراقية لن تستطيع إخراج القوات الأمريكية مهما علا ضجيجها، مشيراً إلى أن الرد الاميركي أوضح أن واشنطن وقوات التحالف الدولي أوقفت تدريبها للقوات العراقية رداً على ذلك، لكن القوات الامريكية باقية بالعراق لحماية قواعدها ومصالحها.

احتلال4 عواصم عربية.. وطهران تختبئ وراء إصبعها

وعن التهديدات الإيرانية للولايات المتحدة، قال المحلل والباحث الباحث السياسي “د. عبد الهادي”، انه حتى الآن “نسمع ضجيجاً ولا نرى طحناً”، مشيراً إلى ان ليس أمام إيران خيارات كثيرة، ووصف سليماني بأنه “رجل المرحلة بجدارة” وكان يخطط لاحتلال 4 عواصم عربية، وبمقتله فإن إيران تلقت صفعة قوية.

ورأى أنه إذا ردت إيران عبر وكلائها في المنطقة، فإن ذلك لن يكفي طهران، فالأخيرة تريد أن توجه رداً مباشراً على أهداف أمريكية في المقام الأول، مشيراً إلى أن رد إيران سيكون “وبالاً عليها” إذا اختارت الرد بنفسها، لأن الرد الأمريكي سيكون ساحقاً.

منوهاً أن طهران كانت تختبئ طوال السنوات الماضية وراء إصبعها في كل عملية، كما فعلت عقب ضرب المنشآت السعودية واختبأت وراء الحوثيين، أما هذه المرة ستكون “قد ضبطت بالجرم المشهود”.

وأشار إلى انه إذا ردت إيران في العراق، فإن رد الولايات المتحدة سيكون “ساحقاً”، وأضاف ان “أزلام إيران في العراق سيهرعون كالفئران الىً جحورهم”.

وقال “ولا ننسى إن هؤلاء ليسوا العقائديين المؤدلجين الحسينيين كما يدعون، لان تلك هي آليات تسويق الدين واستغلاله سياسياً”. مشيراً إلى انهم “في الواقع مرتزقة وبلطجية ومنتفعين يتقاضون رواتبهم من ايران ليعيثوا فسادًا ونهبًا في ثروات العراق”

معتبراً أن ما مكنهم من البقاء كل هذه السنوات، “انهم أزلام الحكومة وجزء من النظام العراقي الفاسد، ولأن احدا لم يجرؤ على التصدي لهم”.

ورأى أن الأمر ينطبق أيضاً على “حسن نصر الله وجماعته إذا ما تجرأ وهاجموا إسرائيل، فستكون حرباً شاملة على كل لبنان، وربما كان راْسه أول الرؤوس المتدرجة في أوقات تقف فيه أميركا وإسرائيل على اهبة الاستعداد والجهوزية للرد بكل ترسانتهما من الاسلحة”.

 

إعداد: ربى نجار