دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ما بين الصد الروسي والرد التركي.. مصير مدينة تل رفعت لايزال مجهولاً

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يكاد يمر يوم ولا تشهد فيه مناطق شمال حلب التي تتشارك فيها قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية السورية السيطرة على الأرض قصفاً تركياً بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون. فبينما تشهد معظم مناطق “خفض التصعيد” هدوءً حذراً ونسيباً، وسعت القوات التركية والفصائل الموالية لها من رقعة الاستهداف في مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها بريف حلب الشمالي.

“تل رفعت”.. هدف تركيا القادم

وبشكل شبه يومي تقصف القوات التركية والفصائل الموالية لها بعشرات القذائف مدينة تل رفعت والقرى التابعة لها والتي تشهد كثافة سكانية، هذه القذائف لا تطال النقاط العسكرية للقوات الحكومية وقسد فقط، بل شملت خلال الفترة الماضية مناطق سكنية أيضاً ما أدى لوقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين.

ومنذ أن سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها على منطقة عفرين في آذار/مارس 2018، لجأ أكثر من 350 ألف مدني من سكان عفرين الأصليين إلى منطقة تل رفعت، التي شهدت هي أيضاً عدة محاولات من الفصائل بدعم تركي مباشر للسيطرة عليها خلال الفترات السابقة تمكنت قسد من صدها.

ولم تتوقف محاولات تركيا على الصعيد العسكري والسياسي لإقناع روسيا بتسليم تل رفعت مقابل مناطق أخرى ضمن “خفض التصعيد”، وسط رفض روسي تام لتلك المحاولات.

وتحدثت مصادر إعلامية تركية، عن أن أنقرة عرضت على روسيا تسليم مدينة جسر الشغوربإدلب مقابل السيطرة على تل رفعت، وبذلك فإن لروسيا أن تحمي قاعدتها في اللاذقية “حميميم”، إضافة إلى أجزاء أخرى من إدلب، تركت تركيا لروسيا اختيارها، وأشارت المصادر إلى أن روسيا لاتزال مستمرة على موقفها الرافض، ولكن إلى متى؟.. هذا غير معروف الآن.

ولفتت المصادر إلى أن محاولات تركيا للسيطرة على تل رفعت لاتزال مستمرة حتى اللحظة، كون المنطقة متاخمة للمناطق التي تسيطر عليها، وتعتبر كخاصرة موجعة لتركيا كون فيها تواجد للمدنيين الكرد الفارين من عفرين وقوات قسد، لذلك فإن تركيا لن تجعل الاوضاع تستقر في تلك المنطقة.

الموقع الاستراتيجي لتل رفعت

السبب وراء إصرار تركيا السيطرة على تل رفعت ليس لتواجد الأكراد فيها فقط، بل لأنها تعتبر طريقاً استراتيجياً وممراً هاماً يربط بين عفرين ومدينة مارع الخاضعتان لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، وبسيطرة أنقرة عليها فإنها ستفتح طريقاً مباشراً يربط عفرين بمارع.

لكن روسيا محللين سياسيين روس تحدثوا، أن موسكو لن ترضى لأنقرة بالسيطرة على المزيد من الأراضي السورية، كون الاستراتيجية الروسية تقوم على استعادة جميع الأراضي السورية إلى سلطة الدولة، والاتفاقات السابقة من استلام وتسليم المناطق مع تركيا، “كانت لحصر المعارضة في إدلب ومناطق أخرى في شمال سوريا، وبعدها القيام بعمليات عسكرية تنهي سيطرة الفصائل التي تعارض الحكومة على تلك المناطق”.

لماذا ترفض روسيا ؟

ويشير هؤلاء إلى أن روسيا ترى أن كل منطقة تسيطر عليها تركيا من سوريا، تجرد من كل ما يرمز إلى أنها تابعة لهذا البلد، وتقوم تركيا بتغير ديمغرافيتها بشكل كامل تمهيداً لضمها للأراضي التركية، وهذا ما يتعارض مع الاستراتيجية الروسية في سوريا، لافتين إلى ان موسكو مجبرة حالياً على مسايرة أنقرة في الاجراءات التي تمارسها في الاراضي السورية ولكن ليس للأبد.

وبين الصد الروسي والرد التركي، لا يزال مصير منطقة تل رفعت وكل من فيها مع الذين فروا سابقاً من العمليات العسكرية التركية في مناطق “غصن الزيتون” مجهولاً، في الوقت الذي تبدو فيه تركيا مستعدة على تسليم أي منطقة في “خفض التصعيد” لروسيا مقابل الحصول على تل رفعت لإيصال المناطق التي تسيطر عليها ببضعها البعض.

إعداد: ربى نجار