دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“مأساة حقيقية” تعيشها سوريا والعراق جراء قطع تركيا للمياه.. وأنباء عن “اجتماع ثلاثي” قريب لبحث الملف

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يمثل نهرا الفرات في سوريا ودجلة في العراق شريان الحياة لكلا البلدين، وعليه فإن اتفاقيات دولية تربط سوريا والعراق وتركيا بالحصص القانونية للبلدين من النهرين الدوليين النابعين من تركيا، إلا أن أنقرة وخلال السنوات الماضية خفضت منسوب المياه بشكل كبير ما أدى لجفاف مساحات واسعة في البلدين وتضرر الزراعة بشكل أكبر.

المشاريع التركية وضررها على سوريا والعراق

المشاريع التي نفذتها تركيا على النهرين النابعين من أراضيها و اللذان يمران من سوريا والعراق، جعلت مناسيب المياه تنخفض بشكل كبير جداً في كلا البلدين، الأمر الذي أدى لأزمة مائية تضرر من خلالها الملايين من البشر.

وتعاني سوريا أسوأ مواسم الجفاف التي مرت على البلاد منذ سنوات، حيث أن فصل الشتاء الماضي لم يكن كافياً لتملئ السدود و الأنهار، ما أدى أيضاً إلى نتائج كارثية على الزراعة و الطاقة، إضافة إلى قلة المياه الصالحة للشرب وخاصة في المناطق الشمالية والحسكة تحديداً، كما أدى لظهور المستنقعات و الرواسب في نهر الفرات، وسط تحذيرات من كارثة كبيرة في حال عدم التزام تركيا بالاتفاقيات والحصة القانونية لها.

الفرات شبه جاف.. ولا تحرك رسمي بعد

وتضرر نهر الفرات بشكل كبير جداً حيث كان يستقبل في حدود 30 إلى 35 مليار متر مكعب في الثانية، بينما لا تصل إمداداته الحالية إلى 15 مليار متر مكعب، وفق السلطات المحلية التابعة للإدارة الذاتية، والتي حذرت من أن قلة المياه ستؤثر على البنية الهيكلية لسد الفرات.

وتلقي الإدارة الذاتية و أوساط شعبية في الشمال الشرقي من البلاد، باللوم على الحكومة السورية وموقفها الضعيف حيال أزمة المياه، وعدم تدويلها للقضية وإجبار تركيا حسب القوانين الدولية بإمداد سوريا بحصتها القانونية.

العراق يتحدث عن “اجتماع ثلاثي” لبحث ملف المياه

وكما سوريا فإن العراق أيضاً متضرر نتيجة قلة الوارد المائي من تركيا، وحول ذلك أكدت وكالة الأنباء العراقية، أن وزارة الموارد المائية العراقية، أشار إلى التوصل لاتفاق لعقد “اجتماع ثلاثي” مع تركيا وسوريا، وذلك بعد يوم من تصريحات رسمية بأن منسوب مستوى نهري دجلة والفرات تراجع أكثر من 50 في المئة.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، علي راضي، أن  “المباحثات والاجتماعات الفنية مع الجانبين التركي والسوري مستمرة في إطار تأمين الاطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات”، وأشار إلى ان هذا الاجتماع الثلاثي لم يحدد بعد.

لماذا تقطع تركيا المياه عن سوريا والعراق ؟

ومنذ عقود مضت، كان العراق يستقبل إيرادات مائية طبيعية، تخضع للمعاهدات الدولية، وتتراوح من 40 إلى 50 مليار متر مكعب إلى نهر دجلة الذي، وأصبح يستقبل حوالي 15 إلى 20 مليار، وذلك بعد أن أقامت تركيا مشاريع وسدود على نهر دجلة ما أدى لقلة كبيرة من منسوب المياه، وتأثر الزراعة و الطاقة وفقدان الملايين من العراقيين لمصدر عيشهم.

وتقول تركيا أن “موسم الجفاف” كان السبب في قطع المياه عن سوريا والعراق، وقلة الأمطار الهاطلة خلال فصل الشتاء، جعلت أنقرة تخزن المياه في سدودها التي تم بنائها حديثاً على مجرى النهر، إلا أن محللون سياسيون أكدوا أن هذه هي “مجرد مزاعم”، وأن تركيا تتقصد قطع المياه عن سوريا والعراق للحصول على تنازلات في إطار تواجدها العسكري في البلدين.

إعداد: علي إبراهيم