دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“للفرار من الجحيم السوري” .. حديث عن بداية “الموجة الثالثة للهجرة” قد تكون أكبر من سابقاتها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر هجرة المواطنين من سوريا وخاصة مناطق سيطرة الحكومة، جراء الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها البلاد، وانهيار الليرة و الاوضاع الأمنية غير المستقرة، وذلك فيما وصف “بالموجة الثالثة لهجرة السوريين إلى الخارج”.

هجرة السوريين خارج البلاد تأتي بعد أسابيع قليلة من مؤتمر “عودة اللاجئين السوريين” الذي أقيم في دمشق برعاية روسية، كان الهدف منه “طمأنة السوريين” لعودتهم، أو دفع الحكومات التي تستضيفهم على أرضيها لإعادتهم، حيث يعني هذا “تطبيعاً” بشكل أو بآخر مع الحكومة السورية، وهذا ما كانت تسعى وراءه روسيا، ولكن يبدو أن مساعي الروس فشلت مع استمرار “الهجرة”.

“طوابير جوازات السفر”

وبعد الطوابير على الأفران ومحطات المحروقات وغيرها، باتت مشاهدة الطوابير على أبواب دوائر الهجرة والجوازات التابعة للحكومة السورية في مناطق سيطرتها، منظراً معتاداً للمواطنين، حيث أن العشرات من العوائل تقوم بإخراج جوازات سفرها بغية ترك البلاد والانتقال لدول أخرى لعلهم يعيشون في أمن واستقرار الذين فقدا في سوريا من عقد من الزمن.

ويشدد متابعون ومحللون سياسيون على أن هذه الطوابير تشير إلى الاستياء الشعبي العام لما وصلت إليه حالة البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، خاصة مع عدم وجود بوادر للحل وإنهاء الأزمة، أو انفراج في الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءً يوماً بعد يوم، محذرين من أن “الموجة الثالثة من الهجرة بدأت في البلاد”.

“الساحل السوري” أكثر المناطق التي تشهد هجرة للشباب

وتعتبر مناطق الساحل السوري، هي من أكثر المناطق التي يقوم المواطنون فيها بإخراج جوازات السفر للهجرة خارج البلاد، وخاصة فئة الشباب، حيث الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغياب مقومات الحياة و نقصان المواد الأساسية، والتخلص من “خدمة العلم”.

وقالت تقارير إعلامية نقلت عن “موظفين من دوائر الهجرة” ضمن مناطق سيطرة الحكومة، أن زيادة الطلب على الجوازات بهدف الرحيل عن سوريا ازداد بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مشددين على أن الهجرة في سوريا الآن تشبه ما حدث في 2012 و 2015، ومع ازدياد تفاقم الأزمات في البلاد قد نكون أمام “هجرة ثالثة” يمكن أن تصبح أكبر من تلك التي حصلت قبل الأن.

حذر أوروبي .. ومناطق الإدارة الذاتية مقصد للخروج من سوريا

وحذر الاتحاد الأوروبي مراراً، من أن الأوضاع الاقتصادية والعسكرية في سوريا، والأمن والاستقرار الهش التي تعيشه البلاد، قد يؤدي إلى موجات نزوح كبيرة من السوريين هرباً من بلادهم نحو دول الاتحاد الأوروبي، وسط الحديث عن إمكانية هجرة أكثر من 5 ملايين شخص آخر من سوريا لدول الاتحاد أو غيرها.

وسبق أن كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال تقرير له، أن الأوضاع المعيشية الصعبة في مناطق سيطرة الحكومة، تؤدي بالعوائل للفرار إلى مناطق الإدارة الذاتية بهدف الوصول إلى مناطق سيطرة الفصائل والعبور إلى تركيا وأوروبا، وأشار إلى أن عمليات الفرار ازدادت منذ بداية العام الجاري.

ولفت المرصد إلى أن عمليات العبور من مناطق سيطرة الحكومة لمناطق الإدارة الذاتية تجري عبر مهربين، وأضاف أن حواجز الحكومة على مداخل مدينة ديرالزور عمدت لمنع دخول المسافرين من أبناء المحافظات الأخرى والتضييق عليهم، من خلال سؤالهم عن وجهتهم والتحقيق معهم.

“هجرة العقول” .. كارثة جديدة

كما ارتفعت معدلات هجرة العقول والخبرات المحلية للخارج، خاصة الأطباء والمهندسين وأصحاب رؤوس الأموال، وتحدثت مصادر إعلامية عن أن أعداد كبيرة من الأطباء السوريين كانوا في مطار بيروت الدولي، قبل أسبوع، للهجرة إلى دول أوروبية، وهو ما يمهد “لكارثة جديدة” بفقدان الخبرات المحلية.

وكشفت دراسة للمفوضية السامية للاجئين أن تقديرات الأمم المتحدة بحلول نهاية العام الماضي، أن عدد النازحين داخلياً في سوريا وصل إلى 6.7 مليون شخص، بزيادةٍ قدرها نحو 300 ألف شخصٍ، وأشارت أن نحو 13 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية أي أكثر بنحو مليونَي شخص مقارنةً بمطلع العام الماضي.

إعداد: رشا إسماعيل