دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

لغة القوة تعود بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية.. فهل كان للأمريكيين دور مسبق في تقليل التصعيد ونتائجه ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الأشهر الماضية ومع الرفض الدولي لأي عملية عسكرية برية لتركيا في شمال شرقي سوريا، كانت عمليات الاستهداف التركية تقتصر على المدافع والصواريخ والطائرات المسيرة، وفي تطور لافت دخل سلاح الجو الحربي التركي في المعركة مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، يأتي ذلك مع حديث عن عدم وجود أي عملية برية بل استهدافات جوية لأهداف عسكرية، ودور أمريكي في تقليل التصعيد ونتائجه.

تركيا تطلق “المخلب – النسر” كرد على تفجير اسطنبول

وأعلنت تركيا فجر الأحد عن عملية عسكرية أرفقتها بكلمة “جوية” في شمال سوريا والعراق، ضد قوات سوريا الديمقراطية و حزب العمال الكردستاني، وذلك كون أنقرة اتهمت هذه الأطراف بالوقوف وراء تفجير اسطنبول يوم الأحد الماضي، حيث أكدت هذه الأطراف أن لا علاقة لها بالتفجير ونددت به واعتبرته هجوماً إرهابياً، إلا أن أنقرة بقيت مصرة على اتهام السوريين بالأخص والقول أن منفذة التفجير والشبكة التي تعمل معها سوريين وجاؤوا من سوريا، على الرغم من التشكيك الكبير بالرواية الرسمية التركية.

ومع مرور 24 ساعة على بيان القنصلية الأمريكية في أربيل، التي حذرت رعاياها من السفر إلى شمال سوريا بسبب تقارير تؤكد وجود عمليات عسكرية وشيكة، نفذت أكثر من 50 طائرة حربية تركية عشرات الضربات الجوية طالت 89 موقعاً وهدفاً في شمال سوريا بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية التي أطلقت تسمية “المخلب – السيف” على العملية العسكرية الجوية.

تضارب الأنباء حول حجم الخسائر

وتضاربت الأنباء حول نتائج الغارات الجوية التركية التي طالت مناطق واسعة من الشمال السوري (المناطق الحدودية) وذلك من ريف حلب الشمالي غرباً إلى المالكية (ديرك) شرقاً، وقالت الإدارة الذاتية وقوات قسد أن هذه الغارات الجوية تستهدف بالدرجة الأولى البنى التحتية في المنطقة.

وتحدثت قوات سوريا الديمقراطية عن إن الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى. وقال مدير المركز الإعلامي لقسد فرهاد الشامي إن 11 مدنياً سقطوا نتيجة القصف التركي بينهم صحفي لوكالة “هوار” الكردية.

بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 35 قتيلاً سقطوا جراء الغارات الجوية التركية بينهم 16 من قوات الحكومة السورية بينهم ضابط، حيث طالت الغارات التركية موقع عسكري في قرية شوارغة شمال غرب حلب.

بعد توعدها.. قسد ترد بقصف قواعد تركية

إلى ذلك، أصيب 3 أفراد من قوات الأمن التركية جراء هجوم صاروخي على إقليم كيليس التركي المتاخم للحدود مع سوريا، بحسب الأناضول، والتي أشارت لسقوط صاروخ أصاب منطقة قرب البوابة الحدودية.

بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قصفاً آخر استهدف قاعدة كلجبرين وقاعدة تركية بالقرب من معبر باب السلامة بريف إعزاز شمالي حلب، بالإضافة إلى قاعدة أخرى في بلدة دابق بريف حلب.

جاء هذه التطورات، بعدما توعدت قوات سوريا الديمقراطية، في وقت سابق بالرد على الضربات الجوية التي شنتها أنقرة على شمال البلاد.

أنقرة تعلن نجاح العملية.. وواشنطن تؤكد على خفض التصعيد

ومع إعلان تركيا “نجاح وانتهاء عملية المخلب – النسر”، علقت الولايات المتحدة الأمريكية على تطورات الشمال السوري، حيث دعا منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، إلى التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمال سوريا.

المسؤول الأمريكي قال ان الوضع في شمال سوريا صعب، وأكد أن واشنطن ليس لديها أي معلومات عن الجهة التي نفذت هجوم إسطنبول الأخير، وشدد منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، التزام بلاده طويل الأمد تجاه أمن المنطقة برمتها.

“لا يوجد هجوم بري”.. ومساعي لخفض التصعيد

بدورها قالت ممثلة “مجلس سوريا الديمقراطية” في الولايات المتحدة، سينم محمد، في تصريحات إعلامية خاصة لوكالة “نورث بريس”، إنَّ “الخارجية الأميركية أبلغت مكتب مسد في البلاد رفضها لأيّ عمل عسكري جوي أو بري ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.

وأشارت إلى عزم الولايات المتحدة إبقاء قواتها في مواقعها بشمال شرقي سوريا رغم ضغوطات القصف الجوي التركي، ومحاولة تركيا عرقلة أعمال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، وأضافت “يبدو أنَّ الولايات المتحدة علمت من تركيا نية أنقرة القيام بهجمات جوية واسعة، ولفتت إلى أنه رغم المعارضة الأمريكية الشديدة للخطوة التركية إلا أن أنقرة مضت قدماً بقصفها.

وقالت أنَّ “الخارجية الأميركية تقود جهود دبلوماسية مكثفة لوقف القصف الجوي التركي على شمال شرقي سوريا لتجنب إشعال منطقة صراع جديدة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ونددت بالصمت العربي والدولي حيال استهداف البنى التحتية في المنطقة.

“الضوء الأخضر”.. وتحذير قسد بشكل غير مباشر

وترى بعض الأوساط السياسية أن أنقرة أقدمت على خطوتها هذه بعد اللقاء الذي جرى على هامش قمة العشرين في اندونيسيا بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والتركي أردوغان، مشيرين إلى أنه من المحتمل جداً أن يكون الأخير حصل على الموافقة لشن هذه الهجمات شريطة عدم التدخل البري، كون الحرب على داعش لم تنتهي بعد.

ولفتت هذه الأوساط إلى أن بيان القنصلية الأمريكية قبيل الهجمات التركية بـ24 ساعة من وقوعها كانت رسالة لقسد بإفراغ مواقعها العسكرية والمناطق التي ستتعرض للقصف، وليس من المستبعد أن تكون واشنطن سلمت قسد بنك الأهداف التركية، وإلا فإن الخسائر كانت ستكون أكبر بكثير، موضحين أن الحديث عن أن الطائرات الحربية التركية كانت تقصف من خارج السماء السورية دليل جديد على رفض واشنطن وموسكو (الصامتة) لأي تغيير في خريطة السيطرة العسكرية في شمال سوريا.

إعداد: ربى نجار