دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

لبنان.. الطريق نحو نموذج سوريا الفاشل

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – نموذج يتشابه إلى حد كبير في لبنان عما هو عليه في سوريا وذلك من خلال التفجير الأخير في مدينة عكار اللبنانية والذي أودى بحياة 28 شخصاً وإصابة العشرات جراء انفجار صهريج وقود وسط تقاذف للاتهامات بين نواب من حزب المستقبل والوطني الحر بالمسؤولية عن التفجير حيث يتحدث الكثيرون عن تورط الطرفين في عمليات تهريب المحروقات إلى سوريا.

تصاعد المخاوف

كل ذلك يعطي شرعية لتصاعد المخاوف من دفع عكار إلى فتنة مسيحية – سنية، تغذيها القوى السياسية من الطرفين المتخاصمين، عبر الاستثمار بدماء الضحايا، وتفيد المعطيات أن بعض نواب الفريقين بعكار، يتواطؤون سرًا في تقاسم عمليات التهريب والأرباح الهائلة الناجمة عنها، وأن ما حصل شكل صدمة لهم، فاضطروا للانقلاب وتقاذف التهم، خوفًا من ردود فعل الرأي العام.

أحداث متسارعة في عكار كانت على حافة الانفجار الشعبي هناك جراء عدم قدرة الحكومة على ضبط الأمور حيث أقفلت كافة محطات الوقود أبوابها ولكن غالونات البنزين منتشرة على جنبات الطرق علناً، من دون أي إجراء أمني، على الرغم أنها أضحت أشبه بقنابل متنقلة بين الناس… العديد من شهود العيان أكدوا أن معظم نواب عكار، من العونيين والمستقبل لهم علاقة مباشرة بعمليات تهريب المحروقات إلى سوريا، سواء بطريقة مباشرة، أو عبر وسطاء وتجار وأصحاب أملاك كجورج رشيد المتورط في التفجير الأخير، وتشير المعلومات أيضًا، إلى أنهم يستفيدون من الفرق الهائل في أسعار المحروقات بين لبنان وسوريا، وقد استخدموا مئات الشبان ليصبح العمل في التهريب خير كبديل عن البطالة.

إشعال الفتنة

الأهم من كل ذلك يتمثل في منع إشعال فتنة بين اللبنانيين أنفسهم الذي يعيشون خلال الفترة الحالية أوضاع إقتصادية ومعيشية بالغة السوء مع انعدام المقومات الرئيسية للحياة وارتفاع معدلات البطالة إلى جانب انهيار الليرة اللبنانية لمستويات قياسية، كل ذلك نتيجة تأثر لبنان بالعقوبات المفروضة على الحكومة السورية عبر قانون قيصر وغيره من العقوبات الأوروبية.

الارتباط الوثيق في الحالة الاقتصادية والمعيشية بين لبنان وسوريا ليس الوحيد بل ممكن الحديث عن تصاعد والتوتر الطائفي في البلدين المجاورين والذي قد يؤدي إلى نتائج كارثية، فمثلاً سوريا عانت خلال السنوات الماضية من حرب أهلية وطائفية بين مجموعات موالية أو محسوبة على تركيا واخرى على إيران والجميع يعبأ طائفياً وحتى قومياً ضد الأخر حتى أصبح تقسيم النفوذ في سوريا قائم على الطائفية وكل ذلك يأتي ضمن تغذية خارجية تعمد إليها الدول الاقليمية المجاورة كتركيا وإيران عبر اللعب على الوتر الطائفي من أجل تحقيق مصالحها.

ويرى مراقبون، أن لبنان على حافة الهاوية وقد يصبح نموذج مشابه لما حدث ويحدث الأن في سوريا جراء مناحرة المسؤولين اللبنانيين فيما بينهم حيث يتبع كل تيار او حزب لجهة خارجية تدعمه وتديره بما يخدم مصالحها، غير مكترثين بما قد يجري للمواطنين في سيناريو متكرر ومشابه لما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية والتي استمرت 15 عاماً.

إعداد: يعقوب سليمان